يحيى دبوق - الأخبار
قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حديث خاص مع موقع «واللا» العبري أمس، إن أهداف الهجمات الجوية الروسية في أرجاء سوريا هي توسيع نطاق السيطرة الجغرافية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مضيفةً أن الهجمات ركزت حتى الآن على تنظيمات عسكرية غير تنظيم «الدولية الاسلامية»، كـ«جيش الفتح» و«الجيش السوري الحر»، بهدف إضعافها تمهيداً لخوض مواجهة برية معها.
وأشارت المصادر الاسرائيلية إلى أن التقدير في تل أبيب يرى أن الجيش الروسي، من خلال هجماته الجوية، يمهد الطريق ويعدّ الارضية ميدانياً لعملية برية واسعة في شمال سوريا، وتحديداً في منطقة إدلب واللاذقية، يشارك فيها الجيش السوري الى جانب عناصر من حزب الله والحرس الثوري الايراني. ومع أن الاعلام العبري أمس انشغل الى حدّ لافت بالتقارير الواردة من وكالات الانباء الدولية حول معركة قريبة في منطقة إدلب وشمال سوريا، إضافة الى ما ورد في حديث المصادر في رئاسة الحكومة في تل أبيب، إلا أن اللافت أكثر أن التعليقات والمواقف حول ذلك كادت تكون معدومة، وعلى غير عادة امتنع الاعلام عن نقل ما يشير الى الموقف الاسرائيلي من هذه التطورات. مع الاشارة الى أن حجم التغطية الخبرية نقلاً عن الوكالات كان كبيراً جداً، واحتل أمس صدارة النشرات الاخبارية في قنوات التلفزة، والمواقع الاخبارية العبرية على الانترنت، جنباً الى جنب، مع خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة.
التدخّل العسكري الروسي أكبر بكثير ممّا كان معروفاً
وقد يعود ذلك الى إعلان الناطق الرسمي بلسان الجيش الاسرائيلي عن زيارة نائب رئيس أركان الجيش الروسي، نيكولاي بوغدنوفسكي، الى تل أبيب، يوم الثلاثاء المقبل، قيل إنها ستستغرق يومين، يجتمع خلالها بنائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، يائير غولان، لبحث العلاقات الثنائية والتنسيق بين الجانبين. وأشار بيان الناطق العسكري إلى أن بوغدونوفسكي والوفد المرافق سيناقش في تل أبيب المسعى الاسرائيلي حول «آلية تنسيق» في المنطقة السورية، التي من شأنها أن تمنع الاحتكاك بين سلاح الجو الاسرائيلي ونظيره الروسي في الاجواء السورية.
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت أمس عن «مصادر لبنانية مطلعة» أنّ «مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سوريا منذ حوالى عشرة أيام للمشاركة في عملية برية شمال البلاد»، وأضافت أن حزب الله يستعد هو الآخر للمشاركة في هذه العملية. وأضافت المصادر نفسها أن العملية البرية التي سينفذها الجيش السوري مدعوما بالقوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله ستواكبها غارات تشنها الطائرات الروسية.
من جهته، أكّد البيت الأبيض أنه ليس باستطاعته تأكيد هذه التقارير، ولكنه أضاف أنّ أي تطور من هذا النوع سيكون «توضيحاً قوياً وجلياً» بأنّ تحركات روسيا العسكرية زادت الصراع سوءاً.
الى ذلك، أكدت صحيفة «معاريف» أن الضربات الجوية الروسية، رغم انتظارها وتوقعها، فاجأت إسرائيل، خاصة أنها هاجمت مواقع تابعة لقوى المعارضة السورية، ومن بينها جماعات مدعومة من الولايات المتحدة، مشيرة الى أن الحشد الروسي الضخم في شمال سوريا، إضافة الى التحالف مع إيران وحزب الله، من شأنه أن يؤثر بشكل فاعل جداً في الحرب الدائرة هناك، ويعزز من موقع الرئيس السوري بشار الاسد، في حربه ضد المسلحين.
من جهتها، أشارت صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقرّبة من نتنياهو، الى أن التدخل العسكري الروسي أكبر بكثير مما كان معروفاً ابتداءً، وأن تركيبة القوات الروسية لا تتلاءم مع الهدف المعلن، أي محاربة «داعش». وبحسب الصحيفة، ليس لدى «داعش» طائرات مقاتلة تهدد دمشق، ما يعني أنه لا حاجة لدى الروس لإحضار منظومات دفاع جوي، كذلك فإن نوعية طائرات السوخوي المتطورة تثير سلة من الاسئلة الكبيرة، وأيضاً تثير القلق والتساؤل طريقة إحضار هذه الطائرات الى سوريا؛ فـ«ما معنى أن يجلب الروس طائراتهم الحربية في مسار مخفي والتحليق بها في ظل طائرات النقل العسكرية»؟
ولفتت الصحيفة إلى أن الجواب الوحيد المنطقي هو أن القوة الروسية مخصصة للعمل ضد جيوش من نوع مختلف، مثل جيش الولايات المتحدة أو التحالف الدولي، أو جيوش نظامية أخرى مثل إسرائيل، وأضافت: «لا مفر من التأكيد على أن القوة الروسية تهدف إلى التلميح للجميع ولكل الاطراف في الساحة أن الروس باتوا هنا، ولديهم حدود واضحة: من يرد الاضرار بالأسد فسيصطدم بسور حديدي عسكري روسي. فروسيا عادت للتصرف كدولة عظمى».
الأخبار
العدد ٢٧٠٥ الجمعة ٢ تشرين الأول ٢٠١٥