بالطبع أصعب ما يمكن أن تسلّم جسدك وروحك لأيّ إنسان، والطبيب هو أيضاً إنسان ليس معصوماً عن الخطأ، لولا الثقة به والأمل بالنجاة والتعافي، لكنّ النتيجة قد تفاجئك أحياناً لا بل تبهرك. وهذا ما حصل في "مركز كليمنصو الطبي" (CMC)حيث حقّق فريق أطباء الأوعية الدموية هناك إنجازاً غير مسبوق لمريضة في الـ92 من عمرها وذلك في 7 تموز 2015، وهي أوّل مريضة مسنّة في لبنان تخضع لزرع صمام أبهري ترانسكاثيتي (TAVI) .
جراحة TAVI تنجح على مسنّة
يؤكّد طبيب القلب والشرايين عمر حموي لـ"لبنان24" أنّها "العملية الجراحية ليست الأولى من نوعها في لبنان، لكنّ المثير للإهتمام أنّ تُجرى جراحة بهذه النوعية لمسنّة تجاوز عمرها التسعين، وذلك هو إنجاز بحد ذاته". ويقول الطبيب إنّ "هذه الجراحة أنقذت المسنّة" بعدما ظنّ كثيرون أنّ حالتها مستعصية، إذ تدهور وضعها الصحي جدّاً قبل 3 أشهر من إجراء العملية.
ويفسّر حموي الفرق بين جراحة القلب المفتوح، "العملية الكبيرة التقليدية التي ينجم عنها عوارض عديدة وتستدعي شقّ الصدر والقلب وتغيير الصمام"، وعملية الـ"TAVI" التي يتم فيها استبدال الصمام الأبهري المتكلّس أو الضيق عبر شرايين الفخذ وصولاً إلى القلب".
ويضيف: "بالطبع هذه العمليات كلّها جراحات تستوجب الدقة والتركيز، وتضع المريض تحت المجهر، ونجاحها يشكل إنجازاً طبياً يُسجل في سيرة الطبيب ومسيرته". ويتابع حموي: "فهذه الجراحة التي ما زالت جديدة في لبنان تُجرى منذ نحو العام، بينما يعتمدها الغرب منذ عشرات السنين".
الهدف الأساسي
"تمّ تداول هذا الخبر بعد فترة من نجاح العملية للتأكّد من وضع المريض الصحي، في ظلّ متابعته حتى اللحظة الأخيرة، بحسب حموي، الذي أشار إلى أنّ "ما يهمّ الطبيب هو نجاح العملية على المدى البعيد، وعدم ظهور أيّ عوارض جانبية، كما أنّ الهدف الأساسي هو تعافٍ ذو معنى، ما يهمنا أن يتعافى المريض بالكامل".
وبذلك يكون الفريق الطبي المؤلف من الدكتور عمر حموي، الدكتور لبيب أبوضاهر، الدكتور وائل جرودي والدكتور عمر عيتاني في "مركز كليمنصو الطبي"(CMC) استطاع أن يحقق إنجازاً نوعيّاً غير مسبوق، فيما تُعدّ جراحة الـ"TAVI" الملائمة للمرضى الذين تمنعهم حالتهم الصحية عن الخضوع لجراحة القلب المفتوح، أفضل بديل.
(مايا صبّاح - خاص لـ "لبنان24")
http://www.lebanon24.com/articles/1445152861354919300/
