وبالرغم من أن تنظيم «ولاية سيناء» لم يكشف عن طريقة «إسقاط» الطائرة الروسية المنكوبة، إلا ان المحققين سيتعاملون معها بجدّية.
ومع استبعاد فرضية إصابة الطائرة على ارتفاع 10 آلاف متر تقريبا بصاروخ يطلق من الكتف، وهي نوعية الصواريخ الموجودة لدى فرع تنظيم «الدولة الإسلامية في سيناء»، تبقى فرضيتان: الأولى مشكلة فنية سببت انفجاراً وانشطاراً مفاجئاً لم يترك للطيار الوقت للاتصال - وهو حدث نادر جداً وفق الخبراء ـ والثانية انفجار قنبلة داخل الطائرة كان يحملها أحد الركاب أو وضعها أحدهم قبل إقلاعها.
وتقدمّت الفرضية الثانية، يوم امس، بعد ترجيحها من قبل جهات عدّة، من بينها مصادر قريبة من التحقيق، والحكومة البريطانية التي أوقفت رحلات الطائرات الى سيناء.
وأعلن وزير الطيران المدني المصري حسام كمال، في بيان، أن فريق التحقيق في حادث الطائرة الروسية، الذي تقوده مصر بمشاركة ممثلين من روسيا (الدولة المشغلة للطائرة)، وايرلندا (مكان تسجيل الطائرة)، وفرنسا وألمانيا (الشركة المصنعة للطائرة)، استخرج البيانات الخاصة بالصندوق الأسود.
وأضاف «ان هذه البيانات بحالة جيدة وسيعكف فريق التحقيق على دراستها وتحليلها خلال الفترة المقبلة».
وتابع الوزير المصري أن الصندوق الأسود الثاني الذي يحوي «مسجل الصوت داخل غرفة القيادة وجدت به بعض التلفيات التي تحتاج الى الكثير من الإجراءات الفنية والجهد لاستخلاص البيانات». وأكد أن «أي تكهنات حول محتوى التسجيل الصوتي لغرفة قيادة الطائرة في هذه المرحلة عارية تماما من الصحة».
ويبدو أن تصريحات الوزير المصري قد جاءت رداً على تسريبات إعلامية أشارت الى رصد أصوات غريبة داخل قمرة القيادة بعد فقدان السيطرة على الطائرة.
وأفاد مسؤولون مشاركون في التحقيق أن تحليل الصندوقين الأسودين الجاري في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة عملية معقدة نظرا لحالة أجهزة التسجيل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مصري مقرب من التحقيقات أن سبب تحطم الطائرة الروسية يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقوداً.
وأوضح «من المعتقد أنه انفجار ولكن نوعه غير معروف. هناك فحص للتربة في موقع التحطم لمحاولة تحديد ما إذا كانت قنبلة».
كذلك، قال مصدر في إدارة الطيران الروسية ان التحقيق يتضمن دراسة احتمال دس شيء على متن الطائرة تسبب في الكارثة.
وأوضح المصدر «هناك تفسيران تجري دراستهما: دس شيء في الداخل أو عطل فني. ولكن لا يمكن للطائرة أن تنشطر ببساطة في الجو... لا بد أن يكون هناك مسبب. ونظرية الإصابة بصاروخ مستبعدة لأن ما من مؤشرات على ذلك».
وكانت شبكة «سي ان ان» قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله ان قمراً اصطناعياً عسكرياً أميركياً رصد «وميضاً حرارياً» صادراً عن الطائرة عندما وقعت الكارثة. وقال المصدر ان هذا «يوحي أن حدثاً كارثياً، قد يكون انفجار قنبلة، حصل في الجو».
من جهتها، أعلنت الحكومة البريطانية عن توافر «معلومات جديدة» لديها تثير مخاوف من أن تكون الطائرة قد تحطمت بقنبلة. وقررت بناء على ذلك تعليق الرحلات الجوية بين شرم الشيخ وبريطانيا.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية «ليس بإمكاننا بعد أن نقول حاسمين لماذا تحطمت الطائرة الروسية. ولكن في ضوء المعلومات الجديدة، لدينا مخاوف من أن يكون سقوط الطائرة سببه عبوة ناسفة. بالتالي فقد قررنا في إجراء احترازي تعليق الرحلات بين شرم الشيخ وبريطانيا».
وفي السياق، توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى لندن في زيارة تستمر ثلاثة أيام سيبحث خلالها مسألة التعاون الامني مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يلتقيه اليوم في مقر الحكومة في داوننغ ستريت.
وخلال محادثة هاتفية عشية الزيارة، اتفق رئيس الوزراء البريطاني والرئيس المصري على أهمية اتخاذ «أشد التدابير الأمنية» في مطار شرم الشيخ الذي أقلعت منه الطائرة الروسية بسبب «الشكوك» حول اعتداء محتمل قد يكون تسبب بسقوطها، وفق بيان صادر عن مكتب كاميرون.
وكان السيسي قد أكد، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» امس الاول، ان تحديد أسباب تحطم الطائرة «يحتاج بعض الوقت»، لكنه وصف، في تصريح نشرته صحيفة «ديلي تلغراف»، امس، فرضية هجوم نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية»، بأنّها «تكهنات لا أساس لها».
في هذه الأثناء، جدد تنظيم «الدولة الإسلامية» في رسالة صوتية بثتها حسابات جهاديين على موقع «تويتر»، تبنيه لعملية «إسقاط» الطائرة.
وقال متحدث في الشريط الذي حمل توقيع «ولاية سيناء»: «موتوا بغيظكم. نحن بفضل الله من أسقطها».
وأضاف «هاتوا حطام الطائرة. فتشوا وأحضروا صندوقكم الأسود وحللوا. اخرجوا علينا بخلاصة أبحاثكم وعصارة خبرتكم وأثبتوا أننا لم نسقطها أو كيف سقطت. نحن بفضل الله من أسقطها وسنفصح عن آلية سقوطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نراه».
وكان الفرع المصري لتنظيم «الدولة الإسلامية» قد تبنّى يوم السبت الماضي إسقاط الطائرة الروسية من دون أن يوضح كيفية ذلك.
وتبنى التنظيم نفسه الاربعاء أول هجوم منذ الحادث بسيارة مفخخة قادها انتحاري وانفجرت أمام ناد للشرطة المصرية في العريش كبرى مدن شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل أربعة شرطيين.
(«السفير»، اف ب، رويترز، اب)
السفير بتاريخ 2015-11-05 على الصفحة رقم 1 – الصفحة الأولى
http://assafir.com/Article/1/455069