رسالة أمل بالحياة وبقدرة الإنسان على اجتياز الصعوبات مهما كانت قاسية يوجهها أحمد الغول. إبن بيروت- المزرعة البالغ من العمر 38 عامًا، يهيّئ اليوم لبرنامج تدريب لذوي الإحتياجات الخاصّة الذين يرغبون بالمشاركة في سباقات دولية وتحدّي جسدهم الذي تعطّل جزء من أعضائه نتيجة حادث معيّن، كما حصل مع أحمد العام 2004. الشابّ الجميل المحيّا، أثبت طيلة الأعوام الماضية التي تلت تعرّضه لحادث سير تركه مقعداً أن إرادة الإنسان أقوى من مصائب الحياة.
في سجلّ أحمد الكثير قبل الحادث المشؤوم: توظف في فوج الإطفاء عام 1996، ثمّ حاز في عامي 2001 و2002 جائزة أفضل رياضي في الفوج، وبعد الحادثة فصل الى الشؤون الإدارية في بلدية بيروت، أنهى دراسته في الجامعة اللبنانية باختصاص التربية البدنية والرياضية، وبعد الإمتحان النهائي تزوّج أحمد ليقع الحادث المشؤوم بعد 3 أسابيع من زواجه.
إثر شلله نصفيّا تضاعفت إنجازات الشابّ الذي سجّل بطولات وشارك بعشرات الماراتونات من لبنان الى رومانيا- بوخارست..
في أرشيفه مئات الأنشطة: بدأ بالمشاركة في ماراتون بيروت للدراجات اليدويّة متحّديًا ذاته لقطع مسافة تقارب الـ 42 كيلومترًا، لم يهدف بهذا التحدي الأول الى تحقيق فوز أو رقم مميز. " كانت دراجتي بدائية جدّا وثقيلة الوزن قياسًا بالمشاركين العالميين الأكثر تدريبًا وتجهيزًا منّي". حقق رقمًا مهمًّا. وعامًا بعد عام بدأ يتقدّم الى المراتب الأولى، فكان في ماراتون بيروت عام 2012 الخامس دوليًّا. وانخفض توقيته من ساعتين وتسع دقائق الى ساعة و41 دقيقة عام 2013 فحلّ الرابع دوليًا ليكون الثالث دوليا في العام الفائت محققا الفوز بساعة و39 دقيقة فحسب.
هكذا اختارته اللجنة البارالامبية ( أي الخاصة بأولمبياد ذوي الإحتياجات الخاصة) لتمثيل لبنان في البطولة الآسيوية في كوريا الجنوبية. وشارك في ماراتون ونصف ماراتون دوليين في بوخارست وحلّ في المركز الأول.
وفاز هذه السنة بالمركز الثاني في نصف ماراتون دولي في مدينة طرابلس، وحلّ الثالث في ماراتون لقوى الأمن الداخلي. ها هو أحمد يخطط اليوم لنقل خبرته الى جيل جديد من هواة تحدّي الحياة. وهو يعدّ لبرنامج تدريب لذوي الإحتياجات الخاصة بالتعاون مع إدارة ماراتون بيروت الذي يبحث عن رعاة لهذا البرنامج. وإذا تحقق ذلك فسيكون لبنان حاضرًا في أهم السباقات الدولية لذوي الإحتياجات الخاصة.
يقول أحمد لـ"لبنان 24": "يأتي الإنسان الى هذه الحياة ولا يعرف ما ينتظره. في لحظة من الزمن تتبدّل حياته بحادثة، لذا عليه أن يتحلى بإيمان قوي وبإرادة صلبة وأن يضع هدفا يحققه ليقضي على مشكلته فلا ينزوي ولا يستسلم". ويذكّر أحمد بأنّ "الإعاقة هي تلك التي تطال الفكر والضمير والأخلاق. أما الإعاقة الجسديّة فهي لا تعدو كونها ضررا أدى الى عطل جسدي وهي ليست الإعاقة الحقيقية".
"لبنان24"