·بحث للدكتور محمد سعيد بسام ( كلمته في حفل الحركة الثقافية في ندوة حول الإمام علي الرضا ع )
تاملات في الثقافة العر بية الاسلامية الراهنة
· الاختصاص بين عامل والاسلا م
· كنت مرتاح الضمير الى كوني من اوائل مقتحمي تاريخ جبل عامل في اوائل السبعينيات من القرن الماضي للبحث في ما غاب او غيب من تاريخه/ وقد انجزت مراحل معتبرة من تاريخه الحديث، بعض نشر وبعض قيد التحضير للنشر....
· الى ان استفحلت ازمة العالم الاسلامي، في السنوات الاخيرة، في سلم الحضارات ومراتب الدول من ناحية، وفي التعددية المذهبية في الاسلام التي كانت، يوما، غنى فكريا لا عنصر نزاع مذهبي من ناحية اخرى الى ان انقلبت الاية وتحولت تلك التعددية عامل فتنة بين المسلمين، حينها وددت لو اني ذهبت في تخصصي الى التاريخ الاسلامي لادرك منابع الفتنة الاسلامية، علّي اسهم في درء مفاعيلها المتنامية تصاعديا مع اجتياح المؤامرة وغياب العقل .
................................................
· تاملات في العنوان : الاصل والفرع ، العام الدنيوي لا الخاص الديني اختيار العنوان النهضة العلمية، ليس ترفا فكريا اوثقافيا مع ما نشهده من صراعات فكرية في ديار الاسلام والعرب كانت سببا احيانا في احداث دموية. لا بل وبكل بساطة اننا بحاجة الى نهضة علمية، على كثرة المتعلمين والكتبة والمفكرين واصحاب المقالات،
· البحث والباحث
· انتداب مؤرخ اكاديمي له اعتبار خاص ونكهة خاصة انتداب باحث مؤرخ اكاديمي متدين لا فقيها دينيا لتناول الموضوع الديني لا شك تعطي نكهة علمية مميزة بالقواعد الاكاديمية العلمية الحديثة، تتكامل مع الباحث العلمي الديني ، خاصة عندما يعتمد هذا على المنقول اكثر من المعقول. فهل تكون سابقة محمودة ؟ افتتح الكلام بسم الله الذي فتح على قلبي كمؤرخ متدين في التصدي لموضوع يقع فكريا واجتماعيا في الحيز الديني التقليدي، وهي مهمة على رغبتي بها تقع في حيز المغامرة المحمودة
· ان التاريخ منهج تحقيقي اولا وتحليلي ثانيا وعرض واخراج اخيرا ، فليس التاريخ مراكمة معلومات ، والا تصبح الة التسجيل الالكترونية افضل مؤرخ
· الموضوع مع قليل من التامل، ليس موضوعا محض ديني، فالاساس هو النهضة العلمية والشاهد المعلم المعيار هو الامام الرضا (ع). وحاجتنا الى النهضة بعد قرون تستوجب الاستدلال عليها علْما ومعلّما، فكان خير من نستحضره معلما هو الامام الرضا (ع) علم من العلماء نستدل به على النهضة : عناصرها وآلياتها، مادتها ومنهجها
· الامام الرضا (ع): «من أهل العلم والفضل مع شرف النسب» عى قول ابن حجر سني خير قرينة لدعوى النهضة العلمية فهو الى قدسيته وعصمته صاحب علم موسوعي في ذلك الزمان، وهو دون غيره خاض مناظراته العلمية مع اهل الفكر الديني والدنيوي (العلماني) (ق 2/3 ه) .وهو يمكن ان يكون النموذج للمفكر في كل عصر، وللحواري وحوار الافكار: عدة ومنهجا. فهو تينى اكتناز العلوم عمقا واتساعا وجعلها تحديا ذاتيا لنفسه عندما جعلها الدليل الشرطي لامامته (العلم والقدرة على الاستجابة اي حسن الاستخدام) اضافة الى النص. فكم من علم اسيء استتخدامه عفوا او عمدا وادى الى ويلات وكوارث.
· الامام المفكر الشمولي النهضوي، مسلم مع المسلمين، وهو غير ذلك مع النصرانيين او اليهود او الزرادشتيين، وهو علماني منطقا مع العلمانيين. ويمكن ان يكون النموذج بخاصة الى الاشكال المنهجية لما يعرف اليوم بحوار الافكار او الحضارات او صراعاتها ؟؟؟
·
· الامام الرضا (ع ) لن اجهد نفسي في تقديم قدسية الامام (ع) الشيعية الى حد العصمة، غير الملزمة لجمهرة المسلمين ،
· غير اني اكلف نفسي الاضافة بما خص شخصيته العلمية الشاملة انسانيا ودينيا واسلاميا/ ما يضيف الى الثقافة او العقيدة الاسلامية: حيثية ما ونموذجا ما وسلوكا ما يطور فهم العقيدة الاسلامية ويجعلها اكثر اقناعا وايمانا في حقل الفكر الانساني عموما والاسلامي خصوصا
· الامام الرضا (ع) مثقف شمولي انساني ثم اسلامي
وخير دليل على علمه تلك المناظرة ـ المؤتمر، لا بل المباهلة
بينه وبين اساطين العلوم والعقائد من كل ملة ودين ، من كل عرق وناح ، ديني ودنيوي اعدها المامون لغرض اظهار عجزالامام (ع) واسقاط مهابته وبالتالي اهليته ـ عصمته، وقبلها الامام (ع) لغرض اثبات حقوقه النصية والدلالية، واسقاط حقوق المامون بالخلافة. وفعلا بعد تفوقه على مناظريه اسقط في يد المامون والقمه حجرا، وبيّن الامام للجمع والجميع بان المامون غاصب للحق والكرسي، وان الامام صاحب الحق والكرسي
اما المنهج الذي استعمله في المباهلة فيجب اعتماده ان امكن في كل مناظرة نهضوية، فيظهر سعة علومه على ان لديه خزائن التشريع والتكوين . والمنهجية الحوارية التي استعملها كانت عقلية جدلية منطقية توثيقية، لا قهر ولا استعلاء، لا لجوء الى الخاصيات العقائدية الروحانية لال البيت، انما محاجة الاخر من معينه العلمي العقائدي (على قاعدة من فمك ادينك يا اسرائيل). وعندما يكون المحاورون من كل ملة ولون يعني ان الامام (ع) يحيط بعلوم ذلك العصر (لذلك كان اختياره بنظري في محله رديفا للنهضة العلمية في هذه الندوة)
الامام مثقف موسوعي، ثقافته متعددة المنابت والمناحي ليقوم بجدارة بمهمة الامامة، فمحاورة المختلف تنجح عندما تبين له علمك بعقائده وكتابه ولغته، وحقائق دلالاتها فتصوب له فهمها لا اوهامها، فذلك اجدى للطرفين وبالتالي للخليقة جمعاء، حيث يؤدي الحوار الى التلاقي لا الى التنافر والى التوحد لا الانقسام، وخير الجماعة.
جمع المامون للامام الرضا(ع) من أرجاء البلاد، أهل الشرك وأصحاب المقالات؟! علماء الأديان ، والمذاهب ، والفلاسفة ، وأصحاب الإتجاهات الفكرية ، حتى الإلحادية ! جمعهم العفريت المستكبر ليحاجوا الإمام الرضا (ع)! وقد امتدت الجلسة من بكرة الصباح الى الظهر ، ثم استؤنفت بعد الظهر الى المغرب !
وهم : الجاثليق وراس الجالوت... ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر( عالم المجوس وقيل عظماء الهنود ) وأصحاب زردهشت (زرادشت) ونسطاس الرومي (عالم بالطب) والمتكلمين (الفلاسفة وعلماء المذاهب الإسلامية)
وهنا عبرة هامة: الفرق في الحوار بين العلماء اهل العلم وبين اصحاب العقائد والاديان والفرق! قال النوفلي: قلت: (إن أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء ، وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر برأيه لكن إذا ظهر له الحق يقبله ، اما أصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك والفرق والمذاهب أصحاب إنكار ومباهتة ، فليس عنده استعداد لقبول الحق مهما كان واضحاً، فهو يدافع عن دينه ومنصبه حتى بإنكار البديهيات ! إن احتججت عليهم بأن الله واحد قالوا صحح وحدانيته! وإن قلت إن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا أثبت رسالته ! ثم يباهتونه وهو يبطل عليهم بحجته، ويغالطونه حتى يترك قوله
وهذا ماهو شائع في نقاشاتنا العلمية للتطور والنهضة
قال الامام: إذا سمع محاوري احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم ، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم، وعلى الصابئين بعبرانيتهم، وعلى أهل الهرابذة بفارسيتهم، وعلى أهل الروم بروميتهم، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم ! ودحضت حجته ، وترك مقالته ورجع الى قولي.. علم المأمون الموضع الذي هو سبيله ليس بمستحق له ! فعندها تكون الندامة
وبدأ المجلس بكرةً ، بهجوم من رئيس الأساقفة (الجاثليق) ، وامتد الى العصر بهجوم الفيلسوف العلماني عمران الصابي !
(النوفلي ، وهو عالم هاشمي له علاقة حسنة بالإمام (ع) عليه وبالمأمون !)
وهكذا ما لبث رئيس الأساقفة أن هوى أرضاً ، وتحول حاخام اليهود رأس الجالوت الى مسكين منكسر ، وآمن الهزبر الأكبر ، وتمرغ نسطاس الرومي بالتراب ! وواصل الإمام عليه السلام عمله يحصد بمنجل علومه الربانية أباطيل علماء الأديان والمذاهب واحداً بعد الآخر، وهم يتهاوون صرعى في قاعة المجلس! ولم يبق إلا بهلوان العلمانيين الملحدين عمران الصابي الذي ادخره المأمون ليكون آخر نبل في كنانته !
ونزل عمران الصابي الى الميدان فإذا هو بحرٌ في علوم عصره ، متضلعٌ في كل فروع الفلسفة ! وتكلم بما يملك من تعمق وتفنن في مبدأ الوجود وفي أفعال الله تعالى من المبدأ الى المنتهى، وطرح إشكالاته وأسئلته، وأخذ الإمام عليه السلام يفندها ويجيبه عليها، حتى وصل عمران الى سؤال مفصلي ، وما أن أجابه الإمام عليه السلام بعلمه الرباني حتى خرَّ عمران أرضاً وهو يعلن أمام أربعة آلاف حاضر: أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله !, ورأى الجميع من الإمام عليه السلام آيات في العلم وفي استجابة الدعوة، وانه هو المعني بالنص والمعجزة التي تصدق كلامه!
الامامة تشريفها على قدر تكليفها( مسؤولية وجراة وثبات) تشبهاً بالنبي : ابو جهل مع النبي ص ان ينقص شعرة من راسي فاشهدوا اني لست نبيا ( وكذا المامون رفض ولاية العهد للمامون، فقال له المأمون كلاماً فيه كالتهدد: إن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وشرط في من خالف منهم أن تضرب عنقه، ولا بد من قبولك ما أريده منك! !!.
· فقبلها الامام (ع) مكرها، على ما قال: تفاديا للتهديد والصدام، واستفادة من الاعلام والتواصل الحر مع الناس. دون ان يمنح المامون ايا من اسانيد الخلافة قائلا : على أنني لا آمر، ولا أنهى، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولي، ولا أعزل، فأجابه المأمون إلى ذلك كله.[31]
· الربيع العربي والداعشية. البحث التاريخي في الماضي على ضوء الحاضر للعبرة والمنفعة...
· عناصر النهضة العلمية:
* التفكير العلمي، غالب تفكيرنا عاطفي انشائي غير دقيق لا مواقف واضحة
· * تظافر الافكار، وتنوعها في الوحدة في انساق متآلفة لا الغائية،االحقيقة لا مالك لها الا الله ىالحق. في غالب الحوارات، يستهلك الاتفاق على المصطلحات والمفاهيم غالب الوقت فهذه ما تزال لم ترس بعد على فهم موحد بعد قرون من التنامي العلمي
· كثرة انتاج وقلة فعالية: فلو ان مقالاتهم نهضوية لما كنا بهذا التردي او الضياع الفكري والجدل الكلامي الى ما يشبه السفسطة ،
· بحيث ان بعض الكتبة في مجال الافكار يناقض نفسه بين صفحة واخرى، واحيانا في الصفحة الواحدة، في حالة من البانورايا او الذهان و التضخم النفسي الشخصاني، فتراهم سكارى وما هم بسكارى. الاحاطة والتعمق في الثقافة لا التسطيح فيها بحيث يتناقض الكاتب مع نفسه من صفحة لاخرى واحيانا في الصفحة الواحدة (مثال تغييب العامل الداخلي تصويبا على الخارج الاستعمار الراسمالي، وبالعكس)
· ( مثال) تبرئة الراسمالية بعد طول هجوم لادانة العفن الداخلي بعد طول تيرئة للداخل تركيزا على الاستعمار) جعل غليون سباقا الى كشف عوراتنا 1986 بيان من اجل الديموقراطية في حين ان ياسين الحافظ اول من كشفها 1968).
· ان كل الكمالات الانسانية منحصرة بالعلم والقدرة (اي حسن الاداء في استعماله) فكم من علم استعمل للشر والفتنة والمهمة الماجورة بما يسمى التسليع الفكري (ضلالا وتضليلا ، تمسيحا وتدليسا ، تكسبا وترقيا)
· نحن في فوضى فكرية لا نهضة
على كثرة الانتاج الفكري، هل نحن في نهضة ام في فوضى فكرية، غنى وسعة ام فلتان خبط عشواء لنخبة النوع.
الفرق كبير بين الامية الابجدية والامية الفكرية
* التجديد في الفكر:خلق وقائع قيمية وقضايا فكرية جديدة، فالقديم عصبيات فكرية فئوية اثبت فشله (بحدود) لا يمكن النهوض به فنحن بحاجة الى اصلاح فكري ثقافي وفكري ديني: نظرا وممارسة
* الحوار المطلق بلا تابوات كما في مناظرات الامام الرضا (ع): الحوار مع الذات، مع الاخر المؤتلف او المختلف، الديني والدنيوي، لا كما في جموعات حوار الاديان . ..........
· * ايجاد ضوابط ومعايير لكل الحوارات الفكرية لضبط فلتان التاويل والتفسير (المجتهد والاجر) ان اعمال الفكر امر مشكور لا بل واجب شرعا ، فتفكروا وتاملوا لعلكم تعقلون.ضوابطه ومعاييره والمجتهد ان اصاب فله اجران وان اخطا فله اجر واحد .لكن اعمال الفكر في غير موضعه وقوع في التيه وسقوط في الضياع، ضره اكثر من نفعه فيضِل المرء ويُضِل البعض معه وهذا حال الداعشية.
· حصر الافكار في نسق معين او انساق محددة ومحدودة (احزاب وتيارات) لا في عدد لا متناه من الانساق ـ الشلل كما نشهد اليوم مجموعات الحراكات. هذه تعتبر مقدمات للانساق والاصطفافات الكبرى وليست بديلة عنها. حيث ان التمادي في شرذمة الافكار لا ينتهي ان شئت، لكنه يشتت قوة المجتمع الموحد . افكارا وبشرا بمعنى اخر حصر التاويل والتفسير في حدود الطبيعي لا الجدل للجدل الى حد السفسطة الفلسفية. (شراذم الاحزاب والتنظيمات المقاومة) وهذ ما انتهت اليه التاويلات الدينية: تكايا وزوايا
· ان فوضى التأويل والتفسير يفتح المعاني على اطلاقها، فتكون الكثارية على حساب النوعية هذا مع حسن النوايا. اما مع سوئها فحدث ولا حرج في المدسوس على حساب النصوص، والتحريف او التخريف على حساب التوفيق والتاليف بين العقول والنفوس. فالافراط في التاويل يؤدي الى التفريط بالاصول والتاصيل. ..... كل شيء جاز حده حاز ضده
· * الانا الثقافية، او الدموقراطية المتضخمة بحدود الانا. قيمة الجماعة لم تعتمد، نؤله الذات: الشخص الزعيم شيخ القبيلة، وهي مصدر الصراعات القاتلة في التاريخ الاسلامي (من الامين والمامون والامام الرضا)
· الاستبداد والانشقاقات، عالم الدويلات والتكايا والزوايا (في تعددية الاحزاب وانشقاقاتها) خير برهان
· النهضة والتطور بطاقم جديد لان القديم لا يدين نفسه واعماله. ونذكّر بعراضات النقد الذاتي من الذات للذات لبقى الذات.
* ارتقاء بمستوى التعاطي مع القضايا والمشكلات. الاحاطة بها، الاخذ بجماعية المقترحات.
* عدم استعمال غيرة الدين في الحوارات، (بحدود) ايا يكن الموضوع. قمع الفكر مضر اكثر من تمرده، ايا تكن فجاجته (الرضا والصابئي) تهمة الفكر الظلامي ترد بمزيد من النور ومشتقاه من التنور والتنوير لا بالتكفير
* اذا صح النقل فالامام الرضا (ع) خير محاور : عدة ومضمونا، اداب التناظر المفتوحة بحدود المنطق، المنهجية العلمية من الاقتباس الى الاستشهاد كل من كتابه وشاهد عليه من اهله ، وشاهد له من غير اهله وهنا ومن عناصر النهوض الحوار بين مختلفين: حوار العلماء اهل العلم لا اصحاب المقالات والفرق والمذاهب، لا حوار طرشان فهؤلاء يدافعون عن عقائدهم ومصالحهم ومناصبهم لا عن حقائق علمية بينما العالم اذا ظهر له الحق اخذه وتبعه
· الحوار المطلق، يغني التراث ولا خوف من شبهة الفجور او القصور، فحقول المعاني تنشد الكمال ولا تكتمل، وان جنح الى سفسطة ما فالمناهج الفلسفية لن يستعصي عليها كشف سقطاته المتقطعة. فللتنصيب جولة وللتصويب الف جولة. اما وضع الحدود على الحوار والمتحاورين خشية من مؤديات تاويلية ما، فقد تستبطن احيانا الخشية من العجز. كما ان رمي الاخر بالمروق والزندقة، وحتى بالكفر، فقد تقمع الحوار ولكنها لا تحسمه. وبالمحصلة الاخر الضال يبقى على ضلاله دون ان ينعدم فعله، والمحاور القاصر او المقصر في علومه يبقى على قصوره، ويتعطل ركن من اركان عقله الذي وهبنا الله لنعقل فيه لا لنعتقل به.
· ومثالنا الاما م الرضا (ع) الذي كان يستفز محاوره للمزيد من النقاش ، ولا ينتهي منه الا بالتسليم، سواء بالضربة القاضية او بالنقاط. فكم جميل ان نعلم انه ابتدا بالعلماني بقبول الاختلاف معه، و دون ان يلجأ الى غيرة الدين ، وانتهى به متشهدا بين يديه مسلما بالله ورسوله.........
· واليوم فان تهمة الفكر الظلامي لا ترد بالاشارة الى كوننا يوما معلمي العالم ، او بتحريم تناول المقدس، بل بمزيد من الحوار و النور ومشتقاته من التنور والتنوير
· الحوار السني الشيعي ملح عبر المؤسسات المعنية (الدينية) وليست عبر الكتل والاطراف السياسية
*الاعتراف بالاسلام من الديانات السابقة له خير مدخل لحوار الحضارات بدل صراع الحضارات (زواج المسلم والمسيحية بين الشائع والواقع)
* الرضا (ع) رائد حوار الاديان والحضارات والافكار ورائد الاصلاح الديني مارس اصلاحا دينيا لدى النصارى واليهود، وتصويب للسفسطة الجدلية حوارا
* الاصلاح الديني (تفسيرا وممارسة)، واجب طرحه كعملية مستمرة، دون التحسس من بعض مقولات الفكر المدني. والاصلاح لا يكون الا على يد مصلحين دينيين، اولا ثم دنيويين ثانيا. الاوليون يضعون الحدود والثانوين يجودون من ضمن الموجود.
· عندما يسف الموضوع الحواري العلمي تشعر ان صراعات لامباريات فكرية شخصانية بين الكتبة على الاولية في الفهم، وليس لتقدم الامة وارتقاء المجتمع (جدل وليس حوارا فكريا)
* اعادة النظر في الموروث الثقافي الاجتماعي لتنقيته. هل ثمة مقولات تقسيمية مجهولة المصدر (اعتراف الاديان ببعضها) كما اثبت الامام (ع) مغالطات سيرته فكيف بالباقي
اعادة النظر من اهل العلم والبحث العلمي العقول في المنقول من التراث لا ينبغي ان يثير الريبة والهلع على الجوهر، فعندما يقع البحث في العوَر للناس اعين، وعندما يخرج عن جادة المنطق للناس عقول
· وخير مسوغ للتحقيق في التراث ما تبين من مغالطات تاريخ سيرة الامام الرضا (ع) ، فهو على مكانته وشهرته وقداسته، غير محدد الولادة شهرا وسنة وكذا وفاته، وكذا نقش خاتمه وزوجاته واولاده عددا واسماء (بين وبين) فكيف بالموروثات من الاقاويل والاحاديث في الاطار الاسلامي. الامرالذي يستدعي اعادة النظر في هذا الموروث من حيث المبدا، مهما بلغت التحفظات والشروط والتحوطات .