«لا تتعدّى نسبة الباحثات النساء في العالم الثلاثين في المئة، من دون أن تتجاوز نسبة اللواتي يتمتعن بمواقع قيادية العشرة في المئة» تقول الحائزة على «جائزة لوريال ـ يونسكو من أجل المرأة في العلم ـ زمالة المشرق العربي ومصر» الباحثة في «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية» التابعة لـ «المجلس الوطني للبحوث العلمية» الدكتورة تمارا الزين، مشيرة الى أهمية دعم النساء الباحثات في العالم العربي من خلال إيجاد البرامج التي تساهم في تغيير الثقافة الراسخة والصور النمطية عن المرأة في المجتمعات العربية.
حصلت الزين على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية في العام 2002 من جامعة «الألزاس» في فرنسا، حيث عملت كاستاذ مشارك بين الأعوام 2003 و2013. وعادت بعدها الى لبنان وانضمّت، في العام 2014، الى «الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية» وعيّنت في العام 2015 مديرة لبرنامج منح الدكتوراه في المجلس، وتمّت تسميتها، في العام الحالي، من قبل «الوكالة الجامعية الفرنكفونية» عضواً في المجلس العلمي الدولي الذي يضم 27 شخصية علمية تمثل 116 دولة.
حازت الزين الجائزة عن بحوثها في ابتكار مواد لإزالة التلوث الإشعاعي وقياس الجرعة المشعّة ما يساهم في حماية البيئة، والموارد الطبيعية، وصحة الإنسان. تجري الزين ببحوثها في لبنان وبدعم من «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» وتلفت الى أن البحث العلمي في العالم العربي تنقصه الاستراتيجيات الوطنية، والميزانيات المخصصة للدعم مع ضعف في الإيمان بقدرات المرأة في التفوق والإبداع.
لم تمنع ظروف الحرب الدكتورة غنوة خضور (باحثة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ـ وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي، دمشق)، من متابعة بحوثها العلمية في إيجاد مصادر مياه غير تقليدية في ظل أزمة المياه التي يعيشها العالم. ترتكز بحوث خضور على استخدام مياه معاصر الزيتون كمياه بديلة للري.
حصلت خضور على شهادة الدكتوراه في العام الماضي من جامعة «غرونبل» الفرنسية، ونالت أمس جائزة «لوريال - يونسكو». وتقول إن الباحثين والباحثات في سوريا يواجهون عوائق عدة، منها: انقطاع الكهرباء والإنترنت وغياب الاستقرار النفسي وقلة الدعم المادي والمعنوي. لا تجد خضور فوارق بين قدرات المرأة العربية وغيرها الا في مقدار الدعم المتوفر في الدول المتقدمة، مع الإشارة الى ان المرأة الباحثة تعلم الأجيال، وترفع اسم الوطن وتجد حلولاً للمشاكل الاقتصادية والمالية والعلمية التي تواجهها البلدان.
تؤكد الحائزة على جائزة «لوريال - يونسكو» لهذا العام الأستاذة في كلية العلوم في جامعة «المستنصرية» في العراق الدكتورة شذى الطائي على مثابرة المرأة العراقية وقدرتها على مواجهة التحديات في ظل الظروف الصعبة، إذ تقوم المرأة الباحثة في العراق بالدور عينه للرجل وتحصل على الدعم نفسه. نشرت الطائي 42 بحثاً في مجلات علمية وخمسة كتب في اختصاص الفطريات والسموم الفطرية ولها براءة اختراع مسجلة من قبل وزارة التخطيط العراقية.
تهتمّ الباحثة في علم الأدوية والسموم في كلية الصيدلة في جامعة «عين شمس» القاهرة الدكتورة مي طلبة بآليات مقاومة الأورام السرطانية التي تستجيب للهرمونات للعلاجات الكيميائية، ضمن إطار اهتمامها بشؤون مرضى السرطان والصعوبات العلاجية التي يواجهونها. لا تقلّ مشاركة المرأة في مجال البحث العلمي، وفق طلبة التي حازت على جائزة «لوريال - يونسكو» هذا العام، عن الرجل فمن حقها الحصول على الفرص ذاتها في مجتمعنا العربي. تنصح طلبة الطلاب بأهمية اختيار المجال الذي يحبّونه ويقتنعون به إذ يتطلب التخصص المثابرة والصبر وإعطاء الكثير من الوقت.
تجد الحائزة على الجائزة من الأردن الأستاذة في كلية الهندسة في «جامعة عمان الأهلية» الدكتورة أماني الغرايبة أن البحوث في مجال معالجة الصور الطبية ضئيلة. لذا ترتكز البحوث التي تجريها الغرايبة على معالجة الصور الطبية في شأن كسور العظام، ما يساعد الأطباء على تشخيص أدق. تلفت الغرايبة الى أنه يمكن للمرأة أن تنظم وقتها بين حياتها الشخصية والعملية بجانب الرجل.
يشير رئيس لجنة التحكيم الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية البروفسور معين حمزه، خلال حفل توزيع الجوائز في المدرسة العليا للأعمال ESA أمس الأول، الى ارتفاع ملحوظ في عدد المشاريع المقدمة للجائزة الموزعة على 89 اختصاصًا علميًا ما أوجب جهوداً كبيرة في عملية التحكيم واختيار الفائزات.
يلحظ التقرير الصادر عن «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو» في العام الماضي، وفق حمزه، تقدّم المرأة العربية في البحث العلمي من خلال المنشورات والمقالات العلمية التي تتمتع بمصداقية عالية.
تذكّر الأمينة العامة «للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو» الدكتورة زهيدة درويش جبّور أن منظمة «اليونسكو» تعمل، ومنذ العام 1998، على دعم المرأة في العلوم من خلال إعطاء الجوائز للنساء العالمات أو إعطاء المنح للباحثات في مراحل الدكتوراه وبعدها بغية تحقيق التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين. تعتبر نائب رئيسة «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» السيدة رنده بري أن منح الجوائز وتكريم الباحثات ضوء وأمل وشعاع يعكس الوجه الحضاري لمجتمعاتنا ويسلط الضوء على طاقات المرأة المتميزة ويكرس قدرة الأمة على النهوض.
ملاك مكي
السفير بتاريخ 2016-09-22 على الصفحة رقم 16 – الأخيرة
http://assafir.com/Article/510853