لا يخوض الطلاب اليابانيون معترك الامتحانات حتى عمر 10 سنوات، لأنّ التعليم في اليابان يركز أكثر في هذه المرحلة بالذات على تعليم الطلبة آداب السلوك السليم أكثر من التركيز على الحفظ ولاختبارات، فالأولوية لتنمية شخصية الطالب وسلوكياته.
فخلال السنوات الثلاث الأولى، يهتم النظام التعليمي الياباني بتعليم الطفل كيف يعيش ويحترم الآخرين، وكيف يتعامل مع الحيوانات ويهتم بها، وكيف يفهم الطبيعة ويصبح إنساناً لديه قيم إنسانية مثل ضبط النفس والاحساس بالمسؤولية والعدالة وغيرها من القيم.
وكجزء من التعليم الياباني يُلقن الطلاب دروساً حول كيفية الحفاظ على البيئة المحيطة بهم ونظافتها، فهم يتعلمون أنّ النظافة هي "مسؤولية كل شخص"، فيتعاون الطلاب ويتكاتفون معاً لتنظيف مدرستهم وفصلهم والمكان المحيط بهم.
ويتناول الطلاب اليابانيون الطعام داخل فصولهم، تحت إشراف معلمهم، إذ يتعلمون كيف ينظفون الطاولات بعد تناول وجباتهم وقبل مغادرتهم المدرسة، وكيف يجمعون القمامة ووضعها داخل السلة على اختلاف أنواعها، وبذلك لا تحتاج اليابان إلى تعيين عمال نظافة داخل المدارس، فالطلاب بالتعاون مع معلميهم يؤدون هذه المهمة بإتقان وحب.
ويعود إتقان هذه المهمة على الطفل بالنفع، أبرزها التحلي بالشعور بالمسؤولية عن نظافة المكان الذي يجلس فيه سواء داخل المدرسة أو المنزل أو في أي مكان عام، وبالتالي يتعلمون قيمة مشاركة البيئة النظيفة مع الآخرين، ومن هنا يتنامى مفهوم "العمل المشترك" لديهم، من أجل أن يفيد ويستفيد في الوقت ذاته من أجل الحفاظ على بيئتهم ومجتمعهم ووطنهم.
وستعود هذه القيم بالإيجاب على الوالدين أيضاً، عندما يجدون أطفالهم يتعلّمون السلوكيات الصحيحة من حيث الاحترام والمسؤولية والحب والتعاون.
فالغرض من المدارس العامة في اليابان هي التربية والتعليم في مناحي الحياة كافة، وليس الاقتصار فقط على تعليم ما تحويه الكتب من معلومات ومفاهيم وتطوير ذكاء الطفل في هذه الناحية بالذات، بل أيضاً تهيئته لأن يصبح إنساناً نافعاً لنفسه ومجتمعه.
الجديد