تتعدّد أساليب السرقة وظروفها، لكن تختلف الأسباب والمبرّرات. وإذا كان القانون يصنّف هذا الفعل بالجريمة الموصوفة في حالات التسلّل إلى المنازل واقتحامها وما يشكّل ذلك من خطر على حياة ساكنيها، فإنّ الجريمة المماثلة التي ارتكبها "ر.ه" قد تكون من الجرائم النادرة التي تكتسب "دوافع إنسانيّة" حملت محكمة الجنايات على منح الفاعل أوسع الأسباب التخفيفيّة.
كانت الساعة السابعة من مساء الأحد، عندما تسلّل السارق إلى البناية التي يقطنها ابن عمّه، مستغلّاً وجوده مع عائلته خارج البيت لإرتباطهما بحفل زفاف، وأقدم على تمزيق "المنخل" الموضوع على نافذة المطبخ المحاذي للجلّ، فخلعها ودخل إلى المطبخ ومنه إلى باقي الغرف، ومن ثمّ على سرقة مبالغ مالية بقيمة مليونين 300 ألف ليرة و300 دولار أميركي و500 يورو، فضلاً عن كميّة كبيرة من المجوهرات قدّرت قيمتها بعشرة ملايين ليرة لبنانية.
وقد حامت الشبهات حول المتهم "ر.ه" لمشاهدته قرب المنزل في تلك الساعة. وباستجوابه من قبل عناصر المفرزة القضائية في جونية أنكر في بادئ الأمر ما نسب إليه، لكنّه عاد واعترف بإقدامه على سرقة المنزل بسبب حاجته إلى المال كون والدته مريضة بالسرطان وهي بحاجة إلى عمليّة جراحيّة وليس لديه المال لمعالجتها فاضطر للسرقة، وأبدى ندمه على فعلته.
وقد أسقط المدّعي حقوقه الشخصية وأبرأ ذمة قريبه من أيّ حق أو مطلب.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة لمدة 3 سنوات بالمتهم وأنزلتها تخفيفاً إلى الإكتفاء بمدّة توقيفه وإطلاق سراحه ما لم يكن موقوفاً بداعٍ آخر.
لبنان24