أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أثمرت دماءُ الشهداء نصراً في حلب

الأربعاء 14 كانون الأول , 2016 10:06 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,746 زائر

أثمرت دماءُ الشهداء نصراً في حلب

أشرقت شمس سوريا اليوم حاملة معها انوار النصر الى مدينة حلب, نصرٌ وإنجاز إستراتيجي تاريخي لا يشبه نصر, وقد يوازي باهميته إنتصار المقاومة الاسلامية والوطنية في لبنان 25 ايار عام 2000 وانتصار حرب تموز عام 2006 فكما كانت الانتصارات مشتركة بين المقاومة في لبنان وسوريا كان النصر مشتركاً في حلب بين الجيش العربي السوري وحلفاؤه, وكما كان العدو الصهيوني شرساً في عدوانه على لبنان وتم دحره ودحر كل قوى الشر التي ساندته كان العدو التكفيري أشد شراسة وإرهاباً في عدوانه على الاراضي السورية والمنطقة, وكان الاخطر لأنه كان وما زال يستند الى الخطاب الاسلامي التكفيري الوهابي مما يجعله كالسرطان يجري في جسد الامة وتم دحره وإستأصاله ودفنه في حلب.
خطابان عن معركة حلب قبل الانتصار سيكتبهما التاريخ بماء من ذهب .
 الاول : خطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد بتاريخ 7 حزيران 2016 امام مجلس الشعب المنتخب الذي قال فيه " إن نظام أردوغان الفاشي كان يركز على حلب لانها الامل الاخير لمشروعه الاخونجي, ولكن حلب ستكون المقبرة التي تدفن فيها احلام وآمال هذا السفاح ".
الثاني : خطاب سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بتاريخ 26 حزيران 2016 بمناسبة ذكرى اربعين الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين " السيد ذو الفقار " الذي استشهد في معركة حلب مخاطباً المقاتلين "  بالقول " أنتم الصادقون في وعدكم وانتم حقيقة العشق الحسيني وانتم الامناء على وصايا الشهداء انتم الذين تدافعون عن معارك الحق انتم الذين صنعتم المعجزة والتاريخ في المنطقة في حرب تموز وانتم الذين ستسقطون مشاريع الهيمنة والفتنة والتفكير في المنطقة"  وتابع " اخوة الشهيد القائد سيكملون في حلب ما بدأه السيد مصطفى في كل سوريا ". وقد قال سماحته عام 2013 " إذا إحتاجت المعركة مع الارهاب ان اذهب مع كل اخواني في حزب الله لسورية سنذهب " وقال في خطاب اخر : " سوف نزيد في حضورنا في حلب لأن المعركة الحقيقة الاستراتيجية الكبرى هناك "
وهذا ما تحقق صبيحة هذا اليوم تم دفن احلام وآمال السفاح اردوغان في حلب وأُسقطت مشاريع الهيمنة والفتنة والتكفير في المنطقة كما وعدا سيدا الانتصارات, هناك في قلب حلب حيث تجمع العهر والارهاب العالمي بكل عدده وعتاده لتكون مدينة حلب عاصمة احدى الدول المرسومة على خارطة الشرق الاوسط الجديد دفنت احلامهم وتفرق جمعهم وهزم ارهابهم, ولم تدفن احلام اردوغان وحده بل احلام العدو الحقيقي في هذه المعركة وهو الكيان الصهيوني الغاصب الذي يدير المعركة بكل اشكالها وميادينها.
لم يكن مهر الانتصار وإستعادة عروسة سورية حلب الشهباء الى حضنها رخيصاً بل كان مهرها دماء زكية طاهرة سالت من رجال الجيش العربي السوري وضباطه, ورجال حزب الله وقادته, وفصائل المقاومة وقادتها, وفرسان الحرس الثوري وضباطه كل هذه الدماء روت ارض المدينة حتى ازهرت وانبتت نصراً مبيناً, وكان مهرها جرحى واسرى ومدنيين معذبين محاصرين, وعوائل شهداء قدموا فلذات اكبادهم في هذه المعركة المصيرية, اليوم تسمع زغردات الامهات وتكبيرات الاباء فرحاً بأن ارواح ابنائهم الاحياء ترفرف فوق سماء حلب وتنظر الى قلبها المطهرة من رجس الارهابيين التكفيريين ولا ترى سوى رجال الله في الميدان اخوة ورفاق دربهم الطويل.
فكما أثمرت دماءُ الشهداء نصراً في حلب, أثمرت عزاء في قلوب من راهنوا على صمود الارهابيين وكانوا مطمئنين بسبب الدعم العسكري الهائل المُهدى اليهم, والاعلام العالمي المسخر لهم, والخطاب الديني الوهابي التكفيري الذي ينتج مفخخات بشرية, كانوا مطمئنين لانهم مستندين للدعم الامريكي والاسرائيلي والتركي والخليجي والغربي كل ذلك تحطم وانهار على صخرة صمود رجال الله رجال الحق في الميدان.
الادارة الامريكية وحلفائها الذين مهدوا الطريق امام تنظيم داعش الارهابي للسيطرة مجددا على مدينة تدمر الاثرية تعويضاً عن هزيمتهم في حلب نبشرهم بدفن احلامهم مجددا في مدينة تدمر الاثرية لتضاف الى الاثار التاريخية في المدينة ويكتب على جدرناها الاثرية  " هنا هزمَ الجيش العربي السوري وحلفاؤه كل جبابرة وارهاب العالم ".
 
حسين الديراني

 

Script executed in 0.190190076828