تحت عنوان "جرّاح لبناني يخترع "الطب التنبُّئي" لسرطان الكلى"، كتبت جنى جبور في صحيفة "الجمهورية": "بعدما انتشر إسم الجرّاح اللبناني الشاب عدنان البكري في المجال الطبي العالمي إثر فوزه العام الماضي بالجائزة الأولى في مسابقة دولية للابتكارات الجديدة في باريس، حيث حلّ مشروعه لتطوير الطب الإلكتروني E-Health في المرتبة الأولى بين 1600 مشروع تقدّمت بها شركات من أوروبا وأفريقيا، لم يتأخر البكري بالمجيء الى لبنان وطرح مشروعه على المعنيين في الدولة اللبنانية ليفيد وطنه الأم. ويبدو أنّ البكري (29 عاماً)، مصمّم على الاستمرار بالنجاحات العالمية الطبية رافعاً إسم بلده لبنان في الأعالي وأخيراً كان فوزه باختراع نموذج جديد لمرضى سرطان الكلى.
خلل وظائف الكلى
يصيب سرطان الكلى نسيج الكلى ويسبّب أوراماً خبيثةً فيها. فيشعر المريض بعدد من العوارض كألم في الخصر، الحرارة المرتفعة، ووجود الدم في البول. ومن الصعب اكتشاف هذا النوع من السرطان في المراحل المبكرة بسبب تأخر هذه العوارض بالظهور.
مع ذلك فإنّ سرطان الكلى بطيء النموّ ما يجعل علاجه والشفاء منه ممكناً، رغم اكتشافه المتأخّر. كما قد يصطحب هذا المرض بعض المُضاعفات كخلل وظائف الكلى.
الأكثر عرضة
تتعدد أنواع سرطان الكلى، ويتغير العلاج وفقاً للنوع الموجود. ويمكن معالجته جراحياً لاستئصال الورم، أو المعالجة المناعية في الحالات المتقدمة. وتُمثل أورام الكلى ما يُقارب 3 في المئة من الأورام لدى البالغين، وتظهر عادةً لدى كبار السن وتحديداً في عمر الـ60-70 سنة.
تصنّف مراحل سرطان الخلايا الكلوية وفقاً لمعايير عدة بهدف تحديد العلاج الملائم، حيث إنّ العلاج يختلف تبعاً لمراحل سرطان الخلايا الكلوية.
ويتمّ التصنيف بحسب المعايير الآتية:
- حجم الورم وكبره، وكلما ازداد الحجم تقدّمت مرحلة الورم.
- انتشار الورم للعقد اللمفاوية.
- انتشار الورم للأعضاء الأخرى (Metastases).
-اختراق الغشاء المحيط بالكلى.
ومن العوامل المسبّبة لسرطان الكلى هي الاسباب الوراثية، التدخين، داء السكري، الوزن الزائد والسمنة، أمراض الكلى مثل تكيّس الكلى، والعلاج لحالات فشل الكلى.
بين الطب والتكنولوجيا
ومع التطوّر الرقمي الذي يغزو العالم، يبدو الدكتور البكري مصرّاً على أن يبقى وفيّاً للطريق التي اعتمدها في بداية حياته المهنية وهي إقامة ارتباط بين الطب والإبتكار التكنولوجي. وفي السياق، كان لـ"الجمهورية" حديث خاص مع الدكتور البكري الموجود حالياً في فرنسا والذي قال "حزتُ على أعلى تقدير من الأكاديمية الفرنسية للجراحة لاختراعي النموذج الأوّل المبني على الذكاء الاصطناعي، والذي يسمح لنا بطريقة دقيقة معرفة ما إذا كان سيتطوّر الورم الخبيث عند مريض سرطان الكلى نحو "متاستاز" أي انتشار المرض أو نحو الشفاء الكامل.
هذا الإختراع هو الأول من نوعه في العالم ويعتمد على برنامج الذكاء الاصطناعي الذي طوّرتُه على ما نسمّيه "التعلّم العميق" والذي يسمح بتحليل عدد كبير جداً من البيانات وقد استخدمتُ 4 ملايين بيان في أبحاثي عن سرطان الكلى".
الى ذلك، توجد أربعة مراحل لسرطان الخلايا الكلوية، وكلّما تقدم الورم زاد احتمال انتشاره وصعب علاجه، وارتفعت نسب احتمال معاودة الورم عند المريض. ومن المتفق عليه أنّ المراحل الأولى حتى الثالثة هي حالات موضعية، فيما المرحلة الرابعة هي حال ُمتقدّمة ومنتشرة.
تتعلّق إمكانية الشفاء من سرطان الخلايا الكلوية بحسب نوعه، حجمه ومرحلته. ويمكن القول إنّ الحالات الموضعية من سرطان الخلايا الكلوية يمكن علاجها جراحياً ونسبة الشفاء تكون عالية، بعكس الحالات المتقدّمة والمنتشرة والتي تهبط فيها نسبة الشفاء بشكل ملحوظ. ويبقى حوالى 70 في المئة من المرضى على قيد الحياة بعد مرور 5 سنين من التشخيص.
البطاقة الصحّية الذكية
ويكمل البكري حديثه مشيراً الى أنّ «هذا الاكتشاف يسمح بتغيير طريقة متابعة المصابين بهذا الورم الخبيث حتى بعد استئصاله أي بعد الجراحة لأنه يسمح للطبيب بمعرفة ما إذا كان هذا المريض بالتحديد هو على خطر انتشار الورم أو لا، وهذا ما نسمّيه الطب الشخصي أو الطب التنبُؤي».
لم يمنع صغر سنّ البكري من تحقيق اختراعَين عالميَّين تفوّق بهما في مجال الطب، إلّا أنّ ذلك لا يبدو إلّا البداية، وعند سؤاله عن مشاريعه الطبية المستقبيلية قال البكري بكلّ ثقة «أنا كتير طموح»، وأكمل «هدفي الأساسي حالياً هو نشر «البطاقة الصحية الذكية» التي اخترعتها في العالم كله، والتي تتضمّن التاريخ الطبي الكامل للمريض، من فحوصات في المختبرات أو عمليات في المستشفيات أو أيّ تفصيل طبي آخر، والتي تهدف الى وصل المراكز الطبية ببعضها.
بمعنى آخر، كما يستخدم الجميع موقع الفايسبوك دون أيّ منفعة عملية، أطمح لأن تنتشر هذه البطاقة وأن تصبح بيد الجميع في العالم وخصوصاً في بلدي لبنان، لما في ذلك من منفعة شأنها توفير تكاليف الصحة العامة على الدولة، وربط كلّ المرضى والأطباء مع بعضهم والعمل ضمن برنامج واحد، وبهذه الطريقة نكون طوّرنا نظام الصحة اللبناني ويمكن أيضاً أن نصل كلّ مراكز الصحة ببعضها فيستطيع أيّ شخص ساكن في طرابلس مثلاً أن يستشير طبيباً في بيروت دون الحاجة الى مغادرة الشمال.
وهذا ليس كلّ شيء بل إنّ هذا المشروع يساهم بجمع عدد كبير من البيانات الـ» big data، أي جمع اكبر عدد من البيانات الطبية العالمية، والتي تساهم في الابحاث العلمية تماماً كالتي استخدمتُها في اختراع الطب التنبّؤي لسرطان الكلى».
لبنان
الى ذلك، أسس البكري فريق عمل في طرابس بدأ بالعمل على مشروعه، بالتعاون مع نقابة الاطباء في لبنان وسيعلن قريباً عن المشروع رسمياً، وسيتمكن من وصل لبنان بفرنسا طبياً
(جنى جبور - الجمهورية)