بخفّة ملحوظة تمكّن سجين في سجن القبّة (شمال لبنان) من الهرب من آلية السوق من دون أن تفتقده العناصر المولجة بحراسة الدورية، ولا رتباء الخدمة في السجن.
اليوم استدعي كلّ من المؤهّلين ع.م. وا.ف. والرقيب ع.ح. والدركيين خ.ح. وط.م. وس.ض. للإستجواب أمام المحكمة العسكرية، بتهمة الإهمال بواجبات الوظيفة ومخالفة التعليمات العسكرية، المتعلّقة بأصول سوق واستلام السجناء والتسبّب بفرار السجين ع.ر. الذي سيق الى قاعة المحكمة أيضا بتهمة الفرار من آلية السوق ومقاومة عناصر الأمن .
وفي حين اعترف المستجوبون من العناصر الأمنية بإهمالهم تعداد الموقوفين خلال عودتهم من جلسة استجواب في "العسكرية" في 4 أيّار من العام الماضي، وعدم تكبيلهم السجناء إلى الوراء كما تجري العادة ( بل إلى الأمام)، متحجّجين بـ"ضغط العمل"، وقف "السجين الفار" أمام هيئة المحكمة ليروي بصراحة تامّة كيفية هروبه.
يقول ع.ر. أنّه بعد انتهاء استجوابه مع موقوفين آخرين في المحكمة، أعيد سوقهم إلى سجن القبة. في الطريق استسلم الشاب العشريني للنوم- كما أفاد - ولما استيقظ من "قيلولته" وجد أنّ الآلية وهي من نوع "فورد" فارغة من رفاقه الموقوفين الذين نزلوا إلى مكان توقيفهم في سجن القبّة وأنّه بمفرده في الدورية. ويتابع: "كان القفل المركزي لباب الآلية معطلاً، ويتمّ إقفاله أوتوماتيكيّاً من قبل السائق. ولكون الأخير كان قد غادر "الجيب" مع رفاقه الحرّاس، لاحظت أنّ "شرّاقة" المكيّف مفتوحة كونه لا يعمل، وبسبب نحالة جسمي تمكّنت من الهرب من خلال تلك الفتحة ووصلت إلى مقدّمة السيارة حيث نزعت الأصفاد الحديدية من يدي، وضعتها على تابلوه السيّارة وهربت من الطاقة من دون أن يلحظني أحد. في الخارج حيث المكان كان يعجّ بالأشخاص الخارجين من الزيارات، وقبل أن يسألني العسكري أيّ سؤال استبقته أنا بالسؤال (لعبتها ذكيّة): معك قداحة، فأجابني بنعم، أشعلت سيجارتي وأكملت طريقي من دون أن التفت ورائي وسارعت إلى منزل أمي للإطمئنان عليها نظراً لوفاة والدي".
وأكّد الموقوف أنّه لم يكن يقصد الهرب، وأضاف: "لم أخطّط له، بل وجدت الحرية تناديني فهل أرفضها"؟ ويشير إلى أنّه عاد وسلّم نفسه بعد 15 ساعة.
