أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الأطفال في مدارس لبنان يخبرون المعلّمات عنها... لعبة الكترونية أقلقت العالم تدفع الأولاد الى الانتحار

الأربعاء 17 أيار , 2017 09:06 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 115,156 زائر

الأطفال في مدارس لبنان يخبرون المعلّمات عنها... لعبة الكترونية أقلقت العالم تدفع الأولاد الى الانتحار

بعدما جاء الأولاد وأخبروا المعلمة عنها في لبنان أصبح من المفترض توخي الحذر.. هي لعبة blue whale التي تنتشر الأحاديث عنها عالمياً كالنار في الهشيم، في الأسابيع الأخيرة، والتي أجمعت التحذيرات على أنها تدفع الأطفال الى الانتحار بعد الوصول الى المستوى الأخير منها. يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من اسم منها blue whale، a silent house، a sea of whale، وأكثر، و بما أن الأولاد قد باتوا على علم بها، قد يقدمون على تجريبها بدافع الفضول في ظل انخراطهم في عالم الانترنت والواقع الافتراضي ويدمنون الالعاب الالكترونية.

ما هي blue whale؟
للخوض في تفاصيل اللعبة الغامضة وخباياها، أجرت "النهار" حديثاً مع المحاضرة في جامعة اوكسفورد الدكتورة في علم النفس الاجتماعي والعيادي كريستينا الرياشي، التي سبق لها أن درست مضمون التطبيق الالكتروني المذكور. تقول إن ما جذب الاولاد الى هذه اللعبة هو انها تؤمن لهم مجتمعاً افتراضياً نخبوياً يطمحون الى العيش في كنفه. فهم يمتلكون الحرية في اختيار المجموعة المجتمعية التي يرغبون في الانتماء اليها من خلال اللعبة. وبعد أن تشعرهم بأنهم أشخاص مهموّن وذوو سلطة، تحضّهم أكثر على البحث عن التميّز. المرشد الافتراضي في اللعبة يطلب منهم تحقيق مطالب معينة في كلّ مستوى من مستوياتها، فيتبعون التعليمات حتى يصلوا الى مرحلة إشباع أحلامهم والأهداف التي رغبوا في تحقيقها ووجدوها في العالم الافتراضي. وهنا يشعرون افتراضياً بأن حياتهم باتت مملة بعدما حققوا كلّ ما أرادوه.

في هذه المرحلة يبدأ السعي افتراضياً الى الانتحار، اذ يقول المرشد لهم إنهم سيصعدون الى الجنة بعد الموت، وسيكونون مميزين عند الرب. ويشجعهم على كتابة رسالة معيّنة تعبّر عنهم، مما يعني أنهم تركوا أثراً في المجتمع الذي عاشوا فيه. بادئ الأمر، يزرع المرشد الفكرة في ذهنهم على شكل أمنية. والأمنية تتحوّل في المستويات اللاحقة من اللعبة الى فكرة عن الموت. والفكرة بدورها تتحوّل الى تهديد بقتل النفس. والايعاز يصير في المستويات اللاحقة اقتناعاً. والاقتناع يحتاج الى تخطيط تنفيذي (plan) لا يلبث ان يتحول الى تفاصيل مخططُ لها مسبقاً.

وتضيف الرياشي: "تلي هذه المرحلة فكرة المقاومة والتخلي عن قرار تنفيذ خطوة الانتحار، نظراً الى صعوبته، كما يتخلى الراغب في الانتحار واقعياً عن تنفيذ فكرته، تمسكاً بأملٍ معين، قبل ان يبادر الى المحاولة أكثر من مرّةٍ جديدة، وهو عندما يفقد الأمل كلياً يعود لينفّذ مسعاه جدياً. بعد مرحلة المقاومة، يعود المرشد ليشجع الأولاد على الانتحار في المستوى الجديد من اللعبة. ويتفق والطفل على يومٍ ينفّذ فيه العملية افتراضياً، وهكذا يحصل في المستوى رقم 50 من اللعبة التي تشهد انتحار اللاعب بعدما حقّق كل ما يريده".

وتفسّر الرياشي أن كلّ هذه الأحداث الافتراضية، تدرّب دماغ الطفل على التفكير بالطريقة نفسها التي عايشها في اللعبة، وهو ما يزيد احتمال ان يعرّض سلامته الجسدية للخطر والتفكير ملياً في الانتحار بعد الانتهاء منها.

بدأت الجمعيات الأهلية التنبه لضرورة نشر الوعي في صفوف الأولاد والمراهقين وطلاب الجامعات، وعلى رأسهم جمعية Embrace التابعة للمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUMC التي بدأت التواصل مع البلديات بغية التوعية لكيفية مناهضة ظواهر الانتحار ومساعدة الأولاد على التخلص من مظاهر اليأس ومن خلال التواصل مع المعلمات في المدارس لتلقينهم كيفية التصرف مع التلاميذ.

وبمساعدة منتا، يجب تشديد الرقابة على الأطفال في هذه المرحلة من التطور الذي وصلنا إليه، بعدما سيطرت الأجهزة الالكترونية والانترنت على حياتنا و حياة أطفالنا، و ادراك السن المناسب لامتلاكهم هذه الاجهزة.

(صحيفة النهاراللبنانية- بتصرف)

Script executed in 0.19631505012512