من يراجع إحصائيات إدارة التحكم المروري التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن حوادث السير المتكاثرة والمتصاعدة يومًا بعد يوم، يكتشف أن السبب الرئيسي لهذه الحوادث هو السرعة الزائدة، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى كوارث، وإلى قوع أعداد كبيرة من الإصابات بين قتيل وجريح.
فلو أراد أحد منا إحتساب فرق الوقت بين المتقيّد بقانون السير والملتزم بالحدّ الأقصى للسرعة وفق ما هو محدّد على الطرقات العامة وفي الإحياء المكتظة بالسكان، والتي فيها مدارس أو مستشفيات، وبين من يتخطى هذه السرعة، يلاحظ أن هذا الفرق ليس بكبير. فالمتأني يصل إلى المكان المقصود بأقل من خمس دقائق عن ذاك المستعجل، ربما إلى حتفه.
ومن بين الشعارات التي كانت ترفع في السابق لتحديد مخاطر السرعة الزائدة والمفرطة "لا تسرع يا بابا نحنا ناطرينك"، "لا تسرع فالموت أسرع"، وغيرها من الشعارات التي تهدف إلى توعية الناس عمّا يمكن أن تتسبب به السرعة من كوارث، خصوصًا لدى الفئة الشبابية، التي تعتبر أن الجلوس وراء المقود مغامرة لإثبات "رجوليتهم" المبكرة، من دون أن أن يدركوا ما يمكن أن ينتج عن هذه "المغامرة" من تهديد لحياتهم ولحياة من يُصادف تواجدهم في ميدان تهورّهم.
ولأن الأمر تخطّى حدود المنطق والمقبول ولأن السرعة الطائشة باتت سببًا رئيسيًا من أسباب تكاثر حوداث السير وما تخلفه من كوارث، بات لزامًا على الجميع، الأهل في الدرجة الأولى والمسؤولين عن السير، إعادة النظر في وجوب التشدّد في التوعية بداية، وفي تطبيق القوانين، وإنزال أقصى وأقسى العقوبات في حق المخالفين، قبل الندم حيث لا يعود ينفع هذا الندم حين تحّل الكارثة.
لبنان24