أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كي لا تتكرّر مأساة جورج.. تنظيم مسبق وتدابير الحفاظ على السلامة بدل التهور!

الإثنين 05 حزيران , 2017 01:37 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 19,270 زائر

كي لا تتكرّر مأساة جورج.. تنظيم مسبق وتدابير الحفاظ على السلامة بدل التهور!

"كنت دائماً تقلّي هالسيارة بتقتل.. عشت حياتك ومتت فيها"، عبارة كتبها صديق السائق المغامر "جورج افرام" الذي قضى بالأمس في الحادث المروّع على أوتوستراد الميناء – طرابلس، بعدما فقد السيطرة على سيارته الرياضية المجهّزة لسباقات السرعة، حيث أفادت المعلومات الأولية أنّ ما حدث هو انفجار محرّك السيارة نتيجة تزويدها بمادة "النيتروجين" التي تزيد سرعة السيارة، وكأنّ جورج كان يعلم بأنّ نهايته ستكون على متن سيارته "الخارقة"، وهو الذي يوصف بأنّه أسرع سائق في لبنان.

هكذا يتواصل مسلسل الآلام على طرقات لبنان، حيث لا يكاد يمرّ يوم إلا وتحدث فاجعة جديدة على طرقاتنا، من دون أي بارقة أمل في الأفق لا القريب ولا البعيد.

هو الشغف بالسرعة، وعشق الإنسان لما يهوى وما يحبّ، لكنّ هذا العشق كان سبب رحيل جورج إلى الأبد تاركاً وراءه طفلان لم يبلغا سنَّ الرّشد بعد، وزوجة ستكمل حياتها بدون شريكها الذي أحبّها وأحبّته، وسط حزن شديد خيّم على كلّ من عرف جورج وتابعه واستمتع بمهاراته في السرعة والقيادة، وفي تجهيز سيارته لتكون الأسرع في لبنان.

كثر هم عشاق وهواة رياضة المحرّكات، وهم يرون في جورج "قدوة" في عالم السيارات المجهّزة والمطوّرة والسريعة، والرياضة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشباب اللبناني في ظلّ الواقع الذي يعيشونه في بلدهم الكئيب.

لكن أليس من الضروري أن يكون لدى كلّ هؤلاء الشباب النضح والوعي الكافيين في ممارسة مثل هكذا رياضات؟! أما كان من الأجدى وضع ضوابط لمارسة رياضة خطرة كهذه وخاصة على أوتوستراد سريع وبوجود جمهور يتابع الحدث بغياب أية حواجز حديدة ومُحكمة لحمايتهم؟

الأمثلة كثيرة على نشاطات في رياضات المحركات، ترافقت مع تدابير للحفاظ على سلامة المتسابقين والناس أيضاً، خاصة في ظلّ طرقات تكاد تختفي منها معايير السلامة والأمان، فشهدت بيروت مثلاً سباقاً للسيارات الفاخرة في العام الماضي على طريق شاطئ الرملة البيضاء، كما شهدت نشاطاً لإحدى سيارات الـ"فورمولا وان" وتحديداً فريق "ريد بول" عبر السائق كارلوس ساينز في العام الماضي أيضاً.

وفي طرابلس تحديداً وعلى مقربة من مكان حادث الأمس، هناك مواقف "الملعب الأولمبي"، المجهّزة لهواة "التشفيط". إضافة إلى أنشطة أخرى منظّمة في مختلف المناطق والبلدات اللبنانية، ما يجعل من الأجدى على كلّ محبّي هذه الرياضات أن يمارسوها بتنظيم مسبق، لحماية أنفسهم أولاً، وحماية الجمهور والمواطنين تالياً، فالتهوّر في مثل هذه الحالات تكون عواقبها وخيمة.

الرحمة لروح جورج، ويبقى الرّجاء ألّا تتكرّر هذه المأساة على طرقاتنا، على أمل أن يلتزم الشباب بمعايير السلامة الضرورية حفاظاً على أرواحهم وعلى أرواح الناس.
(حسن هاشم - لبنان 24)

Script executed in 0.19693398475647