أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

"داعش" يعدّ للسيطرة على الجرود

الثلاثاء 06 حزيران , 2017 08:22 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,430 زائر

"داعش" يعدّ للسيطرة على الجرود

تكشف مصادر عسكرية عمّا يُعدّ له تنظيم «داعش» في منطقة جرود عرسال للسيطرة على جبهة النصرة وسرايا أهل الشام، لكن الخطر الأساسي يكمن في احتمال اقتراب «داعش» من بلدة عرسال ومواجهة الجيش على مسافة كيلومترين فقط.

ففي معطيات أمنية دقيقة كشفتها مصادر عسكرية، أن الجيش اللبناني أعلن حال الاستنفار الشامل في صفوفه وقطعه المنتشرة في جرود عرسال والمنطقة المحيطة حيث تنتشر قواته ومراكزه.

والخطورة المتأتية من العمليات المحتملة التي بدأت تظهر طلائعها قبل أيام، لن تنحصر بسيطرة «داعش» على جبهات مسلحة وتصفية حسابات بينها، بل بالسيطرة على مناطق متاخمة لمواقع الجيش، وارتفاع نسبة الخطر من التسلل والهجوم على مواقعه في المنطقة، ولا سيما على تقاطع المثلث الذي تنتشر فيه التنظيمات المسلحة، والقيام بأعمال انتحارية ضده، والتعرض أيضاً لبلدة عرسال وتهديدها بأخطار مباشرة على أكثر من خط.

في التفاصيل، ترسم الخريطة الجغرافية واقع انتشار التنظيمات المسلحة في بقعة جغرافية تعادل مساحتها 480 كلم مربع، تسيطر «داعش» على ثلثي المساحة، فيما تتقاسم النصرة وسرايا أهل الشام الثلث الباقي في مراكز وبقع مقابلة لمنطقة سيطرة «داعش». بحسب التقديرات، يتجمع في منطقة «داعش» نحو 600 مسلح، وينتشر في البقعة المقابلة تقريباً العدد نفسه، موزعين بين النصرة وسرايا أهل الشام.

في الآونة الأخيرة، برزت معطيات أمنية وعسكرية عدة، وتسربت معلومات عن نية التنظيم شن هجوم على النصرة والسرايا، ورصدت مجموعات منه تستعد وتخضع للتوجيه الديني قبل مباشرة الهجمات التي بدأت فعلاً.

من هنا تكثفت أعمال الرصد والمراقبة لتتبُّع مسار تحركات التنظيم الذي سيحاول الإفادة من السهل الفاصل بينه وبين الجبهتين المذكورتين للتسلل إلى مواقع الجيش ومنطقة الملاهي وعرسال، مع ما يعني ذلك من خطر عسكري كبير. علماً أن مجموعات «داعش» في المنطقة تبدو وكأنها تتصرف ليس من خلال هيكلية تنظيمية من العراق إلى سوريا إلى لبنان، بقدر ما تتّبع ترتيباتٍ محليةً صرفاً، وتتعاطى مع واقع المنطقة في الإطار المحلي.

وبحسب المعلومات، فإن التنظيم يسعى إلى فك الحصار عنه لأنه بات مطوَّقاً من جهة بالجيش اللبناني المنتشر في مراكز عسكرية على كامل المنطقة الممتدة مقابل رأس بعلبك والقاع، ومن جهة أخرى بالجيش السوري وحزب الله المنتشرين داخل الأراضي السورية. ولا ينحصر فك الحصار بالأمور العسكرية واللوجيستية فحسب، بل أيضاً بتأمين طرق الإمداد والتموين اللازم بعدما سدّ الجيش كل السبل التي كانت تسمح له بالتزود بالمؤن، وعزز تدابيره الأمنية وكثّف عمليات القبض على المهربين الذين كانوا يساعدون في تهريب الضروريات إلى عناصر التنظيم.

يحاول التنظيم من خلال سعيه إلى السيطرة على كامل البقعة الجغرافية التي تتحكم بها حالياً النصرة وسرايا أهل الشام، إلى تحقيق أمرين بالغَي الأهمية: أولاً تأمين بقعة جغرافية ملائمة لاستيعاب عناصر التنظيم وتجميعهم والإمساك بالأرض بعد التخلص من خصومه المتمايز عنهم سياسياً وعسكرياً، فيتحول ناطقاً وحيداً، إن في المفاوضات أو في إعادة تشكيل جبهة عسكرية تشكل ثقلاً متشدداً في هذه البقعة، مع ما يعني ذلك من مخاطر عسكرية وأمنية على لبنان.

ثانياً تعني السيطرة على هذه البقعة وتجاوز السهل الفاصل بين التنظيم والنصرة والسرايا، وتخطي منطقة الملاهي، السيطرة على منطقة استراتيجية حيوية، ومواجهة التنظيم للجيش اللبناني مباشرة بمسافة لا تتعدى في مراكز محددة الكيلومترين. وهي تعني أيضاً مواجهة منطقة عرسال والوصول إلى حدودها مباشرة، إذ إن الاقتراب من منطقة الملاهي، يحمل أخطاراً مزدوجة على البلدة، لأن في الملاهي يوجد مخيم للنازحين السوريين يضم نحو 11 ألف سوري، وصول التنظيم إليهم يعني إما السيطرة على المخيم مع المساعدات التي توفّرها المؤسسات الإنسانية للنازحين، أو الضغط على هؤلاء لدفعهم إلى النزوح إلى عرسال.
هيام القصيفي | الأخبار 

Script executed in 0.21712398529053