أعلنت السفيرة الاميركية في قطر، دانا شل سميث، مساء السبت استقالتها من منصبها، رسميا هذه المرة، وذلك في ظل أزمة خليجية غير مسبوقة مع الدوحة، لقيت موقفا اميركيا متضاربا، لا سيما من جهة الرئيس الاميركي الذي تسبب بإحراج لإدارته إثر تصريحات له تعارضت مع تصريحات وزير خارجيته وسفيرة بلاده في قطر.
وتساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن أسباب الاستقالة، مشيرة إلى أن سميث دأبت على انتقاد سياسة ترامب بما يتصل بأزمة قطر، خاصة ما يتعلق بملف مكافحة تمويل الإرهاب.
وكانت سميث نشرت تغريدات عدة انتقدت فيها إدارة ترامب وموقفها من الأزمة، وشددت على قوة الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر، لا سيما في مكافحة الإرهاب.
وفي حين تصر وزارة الخارجية الاميركية على أن استقالة سميث "جزء من التناوب الطبيعي للدبلوماسيين المحترفين في جميع أنحاء العالم"، إلا أن الاستقالة جاءت بعد انتقاد صريح للسفيرة الاميركية لترامب عبر حسابها الرسمي في "تويتر".
وقالت في التغريدة: "من الصعب على نحو متزايد أن تستيقظ في الخارج على أخبار من وطنك، تجبرك على أن تهدر وقتك طوال اليوم في شرح أن تلك هي الديمقراطية ودولة المؤسسات".
وعلقت "الإندبندنت" على الأمر، قائلة: "رغم أن التصرف يمكن أن يظهر كأنه جزء من التناوب الطبيعي للدبلوماسيين في جميع أنحاء العالم، إلا أن مصادر عدة رجحت أن موقف سميث من ترامب ومن أزمة قطر هو السبب، ما دفعها للتنحي عن منصبها أو إجبارها على التنحي من الخارجية الاميركية".
وظهر الخلاف بين سميث وترامب بصورة جلية، منذ اليوم الأول لأزمة قطر، إذ حرصت السفيرة الاميركية على إعادة نشر تغريدات وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، التي يطالب فيها بتخفيف الحصار المفروض على الدوحة، وتقريب وجهات النظر واستجابة قطر لشواغل جيرانها بشأن تمويل الإرهاب.
وتجاهلت سميث كافة التغريدات التي نشرها ترامب، ووجه فيها انتقادات إلى قطر، في ما وصف بأنه كان "تجاهلاً متعمداً".
ورغم هذا الموقف الاميركي من ترامب، فإن إدارته وافقت على بيع طائرات مقاتلة من طراز "أف 15"، بقيمة 12 مليار دولار، بعد أيام من اتهام الرئيس الاميركي لقطر بأنه بلد يرعى الإرهاب.
ووقعت الصفقة من وزارة الدفاع الاميركية، وتفيد التقارير بأنها تشمل 36 طائرة مقاتلة.
وقبل يومين من ترك سميث وظيفتها سفيرة لأميركا في قطر، فقد أعادت نشر تغريدة مشعل حمد آل ثاني، سفير قطر لدى الولايات المتحدة، الذي قال إن الصفقة ستخلق 60 ألف فرصة عمل جديدة في 42 ولاية أميركية.
وعقّب البنتاغون بعد إعلان الصفقة بأن البيع سيزيد من التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وقطر.
ولا تزال قطر تستضيف نحو عشرة آلاف جندي أميركي في قاعدة عسكرية أميركية هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف حتى الآن بين الدوحة والدول الأخرى بقيادة السعودية "لم يهز تلك الشراكة بين قطر وأميركا، على الرغم من أن الشقوق تظهر في ردود الإدارة الاميركية" لا سيما ترامب.
وأعلنت سميث نيتها الاستقالة عبر "تويتر" مسبقا، قائلة باللغة العربية:
وشددت في أكثر من مناسبة على أن "قطر هي شريك قوي في مكافحة تمويل الإرهاب، وسنواصل عملنا معا".
يذكر أن سميث تم تعيينها في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما سفيرة للولايات المتحدة في قطر، قبل ثلاثة أعوام.
وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين وتلتها دول أخرى، أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المعابر البرية والبحرية والجوية معها.
(عربي 21)