أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عام على تفجيرات القاع...هذا ما اعترف به المخططون

الأربعاء 28 حزيران , 2017 08:18 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 11,381 زائر

عام على تفجيرات القاع...هذا ما اعترف به المخططون

كشفت صحيفة "الجمهورية" تفاصيل ما جرى منذ عام في بلدة القاع حيث وقت حنذاك 4 تفجيرات انتحارية.
وبحسب التحقيقات التي كشفت عنها الصحيفة فانه وبعدما فجّر 4 إنتحاريين أنفسَهم فجرَ 27 حزيران 2016، أبلغ عميلٌ موجود في الجرود إلى مديرية المخابرات عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم نفسه، أنّ 8 إنتحاريين غادروا الجرود لتنفيذ عملياتٍ إنتحارية في منطقة لبنانية، وبما أنّ 4 منهم سبق وفجّروا أنفسَهم، فإن 4 آخرين يتحضّرون للخطوة نفسها.
في هذا الوقت، بحسب الصحيفة  كان الجيشُ قد وضع خطة وبدأ تنفيذَها، عزَل من خلالها القاع عن محيطها وبدأ تحقيقاته مع مجموعة من الأشخاص الذين كانت هناك شكوكٌ حولهم، واستطاع من خلال توقيفه بعض المرتبطين بشكلٍ غير مباشر في التفجيرات، تحديدَ أنّ هؤلاء الأشخاص هم من الجنسية السورية، وهو ما تقاطع مع المعلومة التي كانت مسرَّبة الى المديرية من الجرد عن مجموعة تابعة لـ«فصيل بكر» من مجموعة «داعش» الموجودة في الجرود ومركزها في جرد القاع، مع أسماء بعض الأشخاص المنتمين إليها والذين غادروا لتنفيذ عمليّةٍ في منطقةٍ ما في لبنان.
وقادت هذه المعلومات لتحديد صورة شخصٍ سوري تردَّد إلى القاع أكثرَ من مرة وعمل لفترة في هذه المنطقة، وقد أدّى تقاطعُ هذه المعلومة مع معلومة الجرد الى تحديد إسم هذا الشخص: عبد السلام عزّو، وهو المسؤول عن القضايا اللوجستيّة في هذه المجموعة، وكان ينتقل من الشمال الى القاع ويذهب من هناك الى الجرود، وهو «خبير» في شوارع القاع وأزقتها ومعالمها، ومكث فيها فترةً وعلى علاقة بأشخاص هناك.
وبعد ذلك تابع المعنيون التحرّيات والاستقصاءات حتى استدرجوا عزّو وكمنوا له ليقبضوا عليه، وفي التحقيق إعترف بمعلوماتٍ أضاءت على أسئلة لم تكن لدى الأجهزة الأمنية إجاباتٌ عليها: مَن كان المستهدَف وماذا؟ مَن المقصود وأين؟ وغيرها من الأسئلة.
الى ذلك أفاد عزّو خلال التحقيقات بأنّ هناك مشكلاتٍ بين مجموعات «داعش» في الجرود بسبب الضغط، ونتيجتها قرّروا الرد على هجوم ما أسمَوه «الجيش الصليبي» (الجيش اللبناني)، من خلال عملية «إنتقام من الصليبيين»، فحدّدوا منطقتين لهذه الغاية هما القاع ورأس بعلبك.
وذكر عزّو شخصاً آخر له علاقة بالملف أيضاً، وهو ما تقاطعت عليه المعلومتان كذلك بعد نحو شهر من التفجيرات، وهو أحمد يوسف أمون المسؤول اللوجستي عن هذه العملية، وأنه بعد الاتفاق على تنفيذ التفجيرات، اجتمعا في منزل على طرف القاع تقريباً، تناقشا خلاله بتنفيذ مجموعة عمليات إنتحارية، ولم تكن لدى أمون مشكلة بأن تستهدف التفجيرات مسيحيّين، فيما فضّل عزّو أن تحصل في منطقة معيّنة ليعلن الإمارة منها.


وإتفق الإثنان على الذهاب الى الجرد وشرحا لأمير «داعش» هناك الإتفاق بينهما، لكنّ الأخير رفض تنفيذَ عمليات إنتحارية في ذلك الوقت لأسباب مجهولة، حتى إنه بعد يومين اتصل بهما مبشِّراً إياهما بأنه تواصل مع الرقة وكان رأيهما مطابقاً لرأيه.
وهذا التضارب في المواقف أدّى الى حصول اشتباك في الجرد بين «فصيل بكر» ومجموعة تابعة لـ«داعش» وهو ما أحدث انشقاقاً هرب على أثره الإنتحاريون الثمانية الذين نفّذوا العمليات في القاع، وطلبوا من أمون تأمينَ الأحزمة الناسفة وانتقلوا بعدها إفرادياً الى القاع، حيث قاموا باستطلاعاتهم من تلةٍ تُشرف على البلدة بناءً على معلومات أعطاهم إياها عزّو الذي أوقِف قبل أمون، وحدّد لهم فيها الشوارع والكنيسة وغيرَها من الأماكن كعلاماتٍ يهتدون بها. ولذلك لم يتبنَّ «داعش» العملية بعد حصولها، إذ إنّ المجموعة التي نفّذتها كانت منشقّةً عنه وأجرتها بمبادرة فردية.
كما تم توقيف امون في العملية الكبيرة التي حصلت، بناءً على معلوماتٍ أدلى بها كلٌّ من عزّو وطرف آخر تبيّن لاحقاً أنّ مصطفى الحجيري أفاده بها، ما حُدِّد على أثره مكان وجود أمون في المخيّم، حيث أُصيب قبل أن تُعرَف هويّته وأوقف مع 10 إرهابيين، حيث تعرّف أحد القناصين الى أمون فسُحب وتمّ تنفيذ الخطة التي كانت موضوعة لنقل أيّ عسكري قد يُصاب في العملية، فنُقل في الطوافة العسكرية وبقي حيّاً، أما في المستشفى فلم يسمح وضعُه في البداية بإجراء التحقيقات معه، إلّا أنها تقاطعت لاحقاً مع معلومات عزّو.
ولفتت الصحيفة الى ان الإنتحاريين وصلوا الى القاع من دون أن تكون هناك أهدافٌ محدَّدة في خطتهم، بل إنهم توجّهوا الى البلدة بطريقة فوضوية، ولذلك حصلت التفجيراتُ عند أوّل صدام وقع بينهم وبين مَن رآهم بدايةً، ففجّروا أنفسَهم على التوالي من دون أن يعلموا لماذا وكيف، إذ لم تكن هناك أهدافٌ محدَّدة بخلاف كل ما قيل في هذا الإطار، بل إنّ همّهم كان تفجير أنفسهم في بلدة صليبية بحسب ما أكده أمون: "ما كان في خطة أو تدرّج بالأدوار، كان بدّن ينفذوا عملية كانوا مصرّين عليها رغم الإنشقاق يلّي صار".
أما إنتحاريّو الليل ونتيجة التضييق الذي حدث بعد تفجيرات الصباح، فقد أعادوا الطريقة نفسَها من خلال تفجير أنفسِهم الواحد تلوَ الآخر من دون وجود هدف محدّد لديهم.

 

Script executed in 0.19637584686279