العملية الامنية الإستباقية التي نفذتها وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في عرسال تعدّ انجازاً لأكثر من اعتبار، فهي جنّبت لبنان كارثة كانت ستبدأ في مخيمات عرسال، ولن تنتهي عند حدود.
ووفق مصدر عسكري رفيع، إن قرار الجيش حاسم في القضاء على الخلايا الإرهابية نهائياً، والعمليات الإستباقية مستمرة لفرض الامن، بعد القيام بمراجعة ذاتية وداخلية إثر العملية الأخيرة. أما توقيت تنفيذ هذا القرار فيعود الى توافر الظروف المناسبة التي تضمن نجاحه بالكامل. الجيش لن يقف مكتوف الايدي امام واقع استغلال الإرهابيين لمخيمات النارخين، كذلك لن يسمح لاي منظمة او جماعة ارهابية بدخول المخيمات واستعمالها قنابل بشرية ضد الجيش اللبناني. بل سيعمد الجيش كعادته الى حماية المدنيين ويمنع التعدي على أمن وسلامة الوطن والإجراءات اللازمة اتخذت ضمن هذا الإطار. ولن يتوانى الجيش عن حماية النازحين لانهم ضيوف ومسؤوليتهم تقع على عاتق الدولة اللبنانية حتى عودتهم الى ارضهم.
وتشير المصادر العسكرية الى أن مخيمات النازحين السوريين القريبة من الحدود تشكل عبئاً اضافياً على الجيش اللبناني، كونها قريبة من مراكز التنظيمات الارهابية، ما يسمح بين الحين والآخر بتسلل بعض الارهابيين اليها، او استخدامها لأغراض أمنية، ومن هنا يعمد الجيش باستمرار الى تكثيف اجراءاته الامنية حول هذه المخيمات.
الجيش لا يريد ان يشكك في جميع الاصوات التي تتهمه بالإساءة الى كرامة النازحين لان بعضها لا يدرك الواقع والحقيقة، مشيرة الى ان قيادة الجيش تشدد دائما على وجوب تقيد العسكريين بالقانون الدولي والانساني، وشرعة حقوق الانسان في كل العمليات العسكرية، ولا يجب ان ننسى الظروف والأخطار التي أحاطت بالعملية الاخيرة، خصوصا لجهة استهداف مجموعة من الإنتحاريين قوى الجيش المداهمة وتفجير العبوات ورمي القنابل اليدوية في اتجاهها، ما ادى الى جرح عدد كبير من العسكريين، وهذا الواقع جعل القوى العسكرية تأخذ في الحسبان وجود انتحاريين او ارهابيين آخرين، ما دفعها الى التشديد والدقة في التعامل مع المشتبه بهم . وقد شكلت لجنة تحقيق للتثبت من صحة تجاوزات قام بها بعض العسكريين بحق الموقوفين وكلفت قيادة الجيش، مديرية القانون الدولي الإنساني رفع تقرير مفصل عن الحادثة وتحديد المسؤوليات اذا وجدت.
كذلك يؤكد المصدر تصميم الجيش على حسم الوضع الميداني في الجرود الشرقية، وقد وضعت الخطط اللازمة للتنفيذ انما العائق الوحيد امام اتمام هذه العملية، بحسب المصدر، هو وجود اكثر من 10 آلاف نازح ضمن نطاق سيطرة المسلحين الذين يستخدمون للابتزاز من قبل المسلحين اذ يسيطرون على كل المساعدات والإمدادات اللوجستية التي تصل الى المدنيين مستخدمين اياهم في اغلب الاحيان دروعاً بشرية.
شانتال داغر - لبنان 24