لفت رئيس حزب "القوات اللبنانية"سمير جعجع في حديث الى صحيفة "الحياة" الى أن "الخلاص من جيب "النصرة" على الحدود بين لبنان وسوريا، نتيجته إيجابية بالمطلق، لكن مشكلة لبنان الأساسية، هي تأخر قيام دولة فعلية"، معتبراً أنه "طالما حزب الله موجود بالشكل الذي هو فيه، من سابع المستحيلات أن تقوم دولة فعلية".
ورداً على سؤال عن مطالبة الرسالة الكويتية الحكومة اللبنانية بأجوبة حول مطلب ردع تهديد "حزب الله" استقرار الكويت، أكد جعجع أنه "في أول اجتماع للحكومة، سنطرح الموضوع ونناقشه مع بقية الوزراء لأنه يجب أن يحصل شيء على هذا الصعيد".
وأوضح جعجع أنه "لا يعتبر الخلاص من "النصرة" في جرود عرسال انتصاراً"، مشيراً الى أن "الهجوم على النصرة على الحدود اللبنانية- السورية، يأتي في سياق الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا للدفاع عن النظام السوري ونقطة ارتكازه، النفوذ الإيراني في سوريا وما هو أبعد من سوريا وليس في سياق أولويات لبنانية"، مضيفا: "إذا كان في سياق الأولويات اللبنانية، فأول خطوة هي حل كل التنظيمات المسلحة خارج الدولة وإعادة القرار الاستراتيجي إليها"، لافتا إلى أن "قتال الحزب بدأ قبل أن يكون هناك داعش أو النصرة في سوريا"، مكررا القول: "لا يوم قبلنا" بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي يطرحها الحزب"، معتبراً أنها "معادلة تنتهي بجيش وشعب ومقاومات".
وعن الشعور بعجز الدولة أمام نفوذ الحزب وإيران شدد على أنه "لدينا شعور كقوات لبنانية بالمسؤولية وبأنه يجب أن نعمل لتصويب الأمور، من دون أن نكلف البلد والشعب اللبناني أثماناً باهظة ونحن لسنا من هواة مفاقمة الأزمات، وإلا كنا ربحنا شعبية أكبر بكثير، لكننا نتصرف بمسؤولية"، مشيرا الى أنه "إذا أراد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يهدي اللبنانيين "شغلة بتحرز"، فليهدِ سلاحه إلى الجيش اللبناني وينصرف للعمل السياسي، تعليقاً على إهداء الأخير النصر في جرود عرسال إلى اللبنانيين".
وفيما أكد أن "الجيش اللبناني هو الذي سيتولّى عملية "داعش"، خصوصاً أن المناطق التي فيها "داعش" كلها لبنانية"، ذكر أن "حزب الله" يعطي الدولة من جيبها".
ولفت الى أن "النفوذ الإيراني في المنطقة كما هو، في نظر الإدارة الأميركية الجديدة غير مقبول"، متابعا "لا أعرف أحداً يعلم ما ستفعله هذه الإدارة لمواجهة هذا النفوذ".
وعن إعادة النازحين السوريين عبر الطلب من الأمم المتحدة تولي الأمر، اشار جعجع إلى أن "الأوضاع في سوريا ذاهبة أقلّه نحو هدنة طويلة بانتظار الحل السياسي"، مضيفا: "الأكيد اصبح هناك بعض المناطق الآمنة، والخطوة الأولى يمكن أن تبدأ بالنازحين السوريين الموالين للنظام السوري ويبلغ عددهم على الأقل 150 - 200 ألف"، معتبرا أن "المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تمكنه المساعدة على إعادة هؤلاء وعودة الموالين للأسد لا تتطلب ترتيبات".
ورأى أن "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن كانت جيدة جداً بمستوى الاستقبال، ومجموعة الاستقبالات، والكلام السياسي الذي قيل"، معتبرا أن "ما لم يستطع الحريري قوله قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب".
وعن كلام الحريري عن أن حل مسألة "حزب الله" اقليمي، أكد جعجع أنه "أيضا ليس راضيا ولديه الرأي نفسه بـ"حزب الله" لكننا مضطرون للحفاظ على الحد الأدنى من الهدوء في الداخل لنستطيع أن نفعل شيئاً للمواطن اللبناني، هكذا أترجم كلام الحريري ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله".
وعن التحالفات الانتخابية خصوصا مع المستقبل، أشار جعجع الى أن " الجلسة الأخيرة مع الحريري كانت حول هذا الموضوع، ومن اليوم فصاعداً علينا الجلوس لنبحث كل دائرة بدائرتها لنرى على ماذا علينا الاتفاق وعلى ماذا لا يمكننا الاتفاق"، لافتا الى أن "لدينا النية في التعاون مع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط كل الفرقاء السياسيين ما زالوا بطور دراسة القانون الجديد، ودراسة الجدوى من النزول مع حليف أو عدم"، معتبرا ان "الجيد هذه المرة، أن لا أحد سيزعل من أحد لأن إذا كان لديك الحد الأدنى من القوة الانتخابية يمكنك أن تنزل (تترشح) بمفردك ويمكنك مع أحد آخر، ما زلنا جميعاً في طور الدراسة، وبرأيي لن يخرج أي حزب بخلاصات قبل شهر أو شهرين".
وعن احتمال التعاون مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لفت جعجع الى اننا "وسليمان فرنجية نعرف أننا في مواقع سياسية مختلفة لكن هذا الأمر، باتفاق بين الفريقين، لا يفسد للود قضية"، مضيفا: "نذهب باتجاه عدم الاختلاف في المكان الذي لن نتفق فيه، وفي المكان الذي يمكن الاتفاق فيه نتّفق".
الجديد