رأت صحيفة "الاخبار" ان مقدار الصعوبة التي جبهها المفاوض اللبناني المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في قيادة التفاوض في المراحل الاربع المتتالية التي افضت الى خروج مسلحي جبهة النصرة من جرود عرسال، رافقت الخيارات الصعبة جوانب كثيرة منها.
واوضحت الصحيفة في مقال للكاتب نقولا ناصيف ان ابراهيم تبلّغ تكليفه التفاوض رسميا في 25 تموز عشية خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما لمح الى "جهة رسمية لبنانية" تتولاه، ولم يكن قد كشف امر التكليف الذي اقترن بصلاحية التواصل مع مَن يقتضي التواصل معه لانجاح مهمته. اول عناصره اعلان وقف للنار في اليوم الثاني للتكليف في 27 تموز.
وفي صلب المهمة التنسيق مع نظراء امنيين سوريين خابرهم المفاوض اللبناني بعدما تيقن من ان دمشق ستكون شريكا اساسيا في تنفيذ اتفاق اخراج النصرة من جرود عرسال: الحافلات سورية، المسلحون سوريون، طريق العبور الى ادلب في الاراضي الواقعة تحت سيطرة النظام، تسلم الاسرى الخمسة للحزب كي يتولى السوريون تسليمهم الى المفاوض اللبناني.
وتابع الكاتب انه وفي المرحلة التالية لتبادل جثامين خمسة اسرى للحزب وتسعة لمسلحي النصرة، ادخل مفاوض "النصرة" في مقايضة تشمل اطلاق ثلاثة اسرى جدد للحزب ضلوا طريقهم في الجرود غداة وقف النار شرطا مستجدا هو ضم 50 مطلوبا من مخيم عين الحلوة: "16 لبنانيا على رأسهم شادي المولوي و34 فلسطينيا وسوريا. حمل ابراهيم العرض الى رئيس الحكومة سعد الحريري بعد رئيس الجمهورية، فابدى موافقة "بس نخلص". رد ابراهيم انه لا يسلّم لبنانيين مطلوبين وخصوصا شادي المولوي نظرا الى تداعياته على المؤسسة العسكرية وبين هؤلاء ــ بعدما تعرّف الى اسمائهم من مفاوض النصرة ــ مَن اطلق النار على الجيش. ابلغ الى الحريري ان مخيم عين الحلوة ليس برسم التفاوض."
وعلى نحو مواز اطلع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على عرض المقايضة، فرد: "لا لبنانيين ولا عين الحلوة."
أُوصِد الباب عندئذ رغم ان المدير العام للامن العام ابلغ الى مفاوض النصرة موقفا يُستشم منه نصف فتحة: "الموضوع قابل للنقاش والتفاوض، لكن ليس الآن وليس في ملف خروج المسلحين من الجرود. يمكن الخوض فيه في مسألة اخرى. لكن لن يكون مطلوبون لبنانيون في عداد اي مقايضة."
وكان ثمة ما ابلغه ابراهيم الى مفاوض النصرة عندما تقدّم بلائحة الـ50 قبل ان يضيف عليها أفراد عائلاتهم: "سوريا شريك في اتفاق الخروج. وافقت على بنوده التي يصير الآن الى تنفيذها. اي تعديل فيها يقتضي العودة الى موافقتها. من دونها لا يطبق الاتفاق، ولا احد يمر في الاراضي السورية الى ادلب. سواء وافقت ام لا، يحتاج القرار الى وقت طويل."
وعندما تمسك مفاوض "النصرة" بمطلوبي مخيم عين الحلوة، يتابع الكاتب، لم يتردد المفاوض اللبناني في نفض يديه: "اذهبوا ابحثوا عن مفاوض آخر سواي. سأخابر قائد الجيش (العماد جوزف عون) وحزب الله كي يكملوا معكم تنفيذ الاتفاق بلعبة النار. تدبّروا الامر معهم."