"دخيلك يا خالي ما عاد فيني"، آخر ما قاله الشاب محمد دمج بعدما أصيب في صدره بقطعة حديد طارت من دراجته النارية عندما كان يعمل على اصلاحها. في لحظات فارق ابن بلدة برجا الحياة، لم تتسنَ له مقاومة الموت الذي غدره بضربة قاضية على جهة قلبه.
لحظات الموت
لم يمرْ صباح أمس على عائلة دمج بسلام، بعدما خرج محمد وابن شقيقته الى باحة المنزل لصيانة الدراجة النارية، وبحسب ما شرحه صديقه جمال ترو لـ"النهار": " فكّ محمد محرك الدراجة، طارت قطعة من المحرك اصابته في صدره قبل ان تغيّر اتجاهها وتصيب الآخر في يده ورجله، وضع دمج يده على صدره، صرخ من الالم، سارع أفراد عائلته لمعرفة ما حلّ به، وجدوه ينزف دماً من جهة قلبه، نقلوه الى مستشفى سبلين لكنه كان قد فارق الحياة".
الوداع الأخير
ابن الـ35 عاما، خطف من وسط عائلته المؤلفة من 9 شقيقات وشقيقين في غفلة، وقال جمال: " الصدمة حلت على جميع ابناء برجا، كيف لا وهو شاب محبوب من الجميع، مقدام وكريم، عمل شرطياً في اتحاد بلديات اقليم الخروبي الشمالي منذ العام 2012 قبل ان ينضم في العام 2015 الى شرطة بلدية برجا". وأضاف: " التقيته قبل أسبوع، احتسينا القهوة سوية، كان متفائلا الى ابعد الحدود كعادته، لم تفارق الضحكة وجهه، مزحنا وتبادلنا اطراف الحديث، افترقنا على امل اللقاء من دون ان اتوقع انه الوداع الاخير".
"غدر" القدر
قبل سنوات تعرض محمد لحادث على دراجة نارية، وصل الى حافة الموت، دخل في غيبوبة لايام، قاوم وانتصر، لكن كما اشار جمال" هذه المرة غدره القدر، قبل ان تفرح والدته به، تزوجه وترى ابناءه، جميع ابناء برجا خرجوا في الامس اثناء تشيّعه، حيث ووري الثرى في جبانة البلدة بعدما صلي على جثمانه في جامع برجا الكبير".
كان محمد يهوى صيد العصافير، وركوب الدراجات النارية، اصطاده الموت منتهزا انشغاله باصلاح دراجته، خطفه وهو في عقر داره، لكن لن يخطف ذكراه الجميلة الموجودة في عقول كل من عرفه.
المصدر: اسرار شبارو - النهار
https://www.annahar.com/article/648449-%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D9%88%D9%82%D8%AA%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D9%8A%D9%86%D9%8A