لكل فرد في المجتمع حرية التعبير عن الرأي او حتى النقد البنّاء، شرط ألاّ يتخطى حدود الإطار الذي يحيطه كأن يكون إطاراً سياسياً، ويصل حد التعدي على الشعائر الدينية، وهذا ما قام به عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار والصحافي نوفل ضو.. الذي حوّل نقده الى "سخرية لاذعة" و انتهاك حرمة الشعائر الدينية العاشورائية.
فبعد مشاركة العميد المتقاعد شامل روكز في احد مجالس العزاء العاشورائية في زيتون - كسروان منذ يومين، برزت إحدى التعليقات الساخرة من ابتكار نوفل ضو وهي تغريدة كتبها على صفحته على تويتر ساخراً من العميد روكز قائلاً فيها: "شامل روكز في مجلس عزاء عاشورائي: كان بامكاني منع قتل الحسين والقاء القبض على مهاجميه لكن القيادة لم تسمح لي بذلك!".. وأضاف ضو لاحقاً: "برعاية وحضور العميد المغوار شامل روكز شاركوا في "مشوار مع مغوار" من اللقلوق الى كربلاء والنجف والاغوار. التسجيل في كل مكاتب التيار".
من هنا، وبعيداً عن السياسة، يعتبر هذا التعليق بمثابة مسّ بالشعائر الدينية الحسينية والعاشورائية المقدّسة لدى الطائفة الشيعية، وهذا ما أثار غضب المتابعين الذين انهالوا عليه بكم من الشتائم والاعتراضات دفاعاً عن معتقداتهم معبرين أن المس بالشعائر الحسينية الكربلائية "خط أحمر" ، بحيث وصل الامر الى حد تقديم شكوى من الناشط عباس زهري ضد ضو، على خلفية تغريدته بجرم تحقير شعائر دينية، وقد تم احالة الدعوى الى مفرزة بيروت القضائية.
أما اليوم، فقد قام ضو بحذف التغريدتين السابقتين اللتين تدلان على السخرية والتعدي على الشعائر الدينية العاشورائية، ونشر تغريدتين له معتذراً ومتراجعاً عن أقواله التي نشرها سابقاً مؤكداً احترامه لشعائر الطائفة الشيعية ومشاعرهم وأن لا نية بالاساءة لأي رمز ديني، فقد كتب بتغريدته الأولى: "منعاً لأي استغلال طائفي وبما ان اخوة شيعة احسوا بانهم مستهدفون برموزهم بالنص الكاريكاتوري عن شامل روكز يهمني تأكيد احترامي لشعائرهم ومشاعرهم"، وكتب في تغريدته الثانية:"كما يهمني التأكيد بأن انتقاد العميد روكز لا يعني نية الاساءة لأي رمز ديني. احترم رموز كل الطوائف. الخلاف السياسي شيء والرموز الدينية شيء آخر".
أما كان أفضل لو لم تُدَخّل مناسبة مقدسة عند المسلمين الشيعة كاستشهاد الامام الحسين(ع) في زواريب السياسة اللبنانية من الأساس؟
بنت جبيل.اورغ
