أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بعد "كردستان" و "كاتالونيا".. "الكاميرون" تنضم الى لائحة المطالبين بالإنفصال

السبت 07 تشرين الأول , 2017 03:41 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,143 زائر

بعد "كردستان" و "كاتالونيا".. "الكاميرون" تنضم الى لائحة المطالبين بالإنفصال

لقي 17 شخصاً على الأقل حتفهم؛ في الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين قوات الأمن في الكاميرون، والمحتجين في المناطق الناطقة بالإنكليزية، الذين يريدون إقامة دولة منفصلة تحت اسم أمبازونيا، وذلك بحسب منظمة العفو الدولية.

وكانت السلطات في الكاميرون قد نشرت قوات الجيش والشرطة في مختلف أنحاء الأقاليم الناطقة باللغة الإنجليزية، مؤخراً، التي تقع في جنوب البلاد؛ لمنع احتجاجات دعت إليها جماعات تطالب بالاستقلال، وإقامة دولة يطلقون عليها اسم أمبازونيا هناك.

وحلّقت مروحيات عسكرية على ارتفاع منخفض، وجرى، الأحد الماضي، إغلاق الشركات بمدينتي بويا وباميندا، وهما المدينتان الرئيسيتان في الأقاليم الناطقة بالإنجليزية.

وتزامنت هذه الاحتجاجات مع الذكرى الـ 56 لاستقلال الأقاليم الناطقة بالإنجليزية عن بريطانيا.

ويتهم الناطقون بالإنكليزية الحكومة، التي تهيمن عليها المناطق المتحدثة بالفرنسية، بتهميشهم، وهو الأمر الذي تنفيه الحكومة.

ومنذ نهاية العام الماضي، تتواصل احتجاجات المعارضة ضد حكم الرئيس الكاميروني، بول بيا، المستمرّ منذ 35 عاماً.

ومنذ شباط 2008، تصاعدت الأصوات في المناطق الناطقة بالإنجليزية مطالبة بالاستقلال تحت اسم أمبازونيا، وذلك في ظل ما وصفوه بالحرمان الاقتصادي والتهميش.

وكان ستة أشخاص على الأقل قتلوا، واعتقل العشرات، خلال احتجاجات في وقت سابق من العام الجاري، كما قُطع الإنترنت عن المناطق الناطقة بالإنجليزية، من يناير حتى أبريل الماضيين.

ووصف برنار أوكالي بيلاي، حاكم المنطقة الجنوبية الغربية، منظّمي الاحتجاجات بـ "الكلاب"، وحذّرهم من أن الجيش سيتدخّل إذا خرجوا في تظاهرات.

وقال بيلاي إن هناك حظراً على تجمّع أكثر من 4 أشخاص.

ومن جانبه، أعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه من التوتّر في المنطقة. ودعا الحكومة إلى معالجة مشاكل السكان الأنغلوفون، واتخاذ خطوات من أجل المصالحة الوطنية.

قصة أمبازونيا

يعود انقسام الكاميرون إلى نهاية الحرب العالمية الأولى؛ عندما قسمت عصبة الأمم الكاميرون، المستعمرة الألمانية السابقة، بين فرنسا وبريطانيا المنتصرتين في الحرب.

وكانت المنطقة الناطقة بالإنجليزية قد انضمّت للكاميرون الفرنسي بعد استفتاء عام 1961.

اسم أمبازونيا Ambazonia، أو أمبازانيا Ambazania، فيدل على كيانين منفصلين؛ يشير الأول إلى الجامعة الداعية للنضال من أجل الاستعادة الكاملة لحكم انتداب عصبة الأمم البريطاني السابق على الكاميرون الجنوبي، ويستخدم أيضاً للإشارة إلى الكاميرون الجنوبي من قبل المنظّمات التي تناضل من أجل حل اتحاد الكاميرون الجنوبي 1961 مع الكاميرون.

والاسم صاغته مجموعة من مواطني إقليم وصاية الأمم المتحدة "جنوب الكاميرون"، بقيادة المحامي كورجي دينكا، وهو زعيم وراثي لشعب ويديكوم.

ويتهمون رئيس الكامرونز، أحمدو أهيدجو، بالانسحاب من طرف واحد من الاتحاد الذي كان قد خـُلِق في 1961، ولاحقاً عـَدّله أحمدو أهيدجو في 1972.

وبمرسوم بول بيا، رقم 001، في 4 شباط 1984، أُعلن أن اسم البلد هو "جمهورية الكاميرون"، وهو الاسم الذي حصلت عليه حين نالت استقلالها في 1960، قبل الاتحاد مع جنوب الكامرونز في 1961.

وتعتبر أمبازونيا منطقة الحدود بين الكاميرون الجنوبية وجمهورية الكاميرون، وفي عام 1858، أسّس المبشر البريطاني، ألفريد ساكر، مستوطنة للعبيد المحررين، في الخليج الذي سمّي لاحقاً باسم فيكتوريا، وأنشأت بريطانيا محميّة خليج أمباس في عام 1884، عاصمتها فيكتوريا، وتم التنازل عن المنطقة في وقت لاحق إلى ألمانيا عام 1887.

عندما فقدت ألمانيا مستعمراتها الأفريقية خلال الحرب العالمية الأولى، 1914-1918، أصبحت الكاميرون دولة مستقلة لا تتبع للمستعمرات الألمانية، في عام 1916، وأُعطيت البلاد مركز ولاية عصبة الأمم، في عام 1919، كانت تدار من قبل بريطانيا وفرنسا، اللتين قسمتا المنطقة فيما بينهما إلى جزء ناطق بالإنجليزية وآخر ناطق بالفرنسية.

تنقل الإذاعة الدولية الألمانية "دويتشه فيله" عن المؤرخ في جامعة هامبورغ، يورجن زيميرر، قوله: إن "المشكلة، أنه عندما تقوم القوى الأوروبية بتقسيم أفريقيا، فإنها تفرّق بين الأُسر والأقارب والمجتمعات المحلية التي تتعايش بشكل جيد معاً، في حين أن المجتمعات المحلية التي كانت أعداء أو يتنافس بعضها ضد بعض تجمّعت معاً في إقليم واحد، ومن هنا نشأت مشكلة الكاميرونيين الناطقين بالإنجليزية".

قبل استقلال الكاميرون، في عام 1961، كانت تدار الكاميرون الجنوبية كأراضٍ تابعة للأمم المتحدة، وبحلول الوقت الذي اكتسب فيه الكاميرون الجنوبيون والكاميرون الفرنسيون الاستقلال، في عام 1961، كانت الأراضي الفرنسية أكثر تطوراً اقتصادياً من نظيرتها البريطانية، وأصبحت المستعمرتان السابقتان غير متساويتين في دولة اتحادية واحدة، وفاقم المشكلة أن أوجه التفاوت بين الاثنتين لم يعالج.

وأُعطيت المنطقة الناطقة باللغة الإنكليزية خيارين من قبل الأمم المتحدة؛ إما الانضمام إلى نيجيريا أو الكاميرون كفيدرالية.

مطالبة الكاميرونيين الناطقين بالإنكليزية بالانفصال وإعلان جمهورية أمبازونيا ليست حديثة، فقد أعلنت، في عام 1984، مجموعة من الناطقين باللغة الإنجليزية، بقيادة المحامي الشهير وزعيم شعب ويديكوم، وفون غورجي دينكا، من جانب واحد إعلان "جمهورية أمبازونيا"، وكان ذلك رداً على تحرّك الرئيس الناطق بالفرنسية، بول بيا، لتغيير اسم البلد إلى جمهورية الكاميرون من جانب واحد أيضاً.

حملة الرئيس بيا

لم تظهر حكومة الرئيس بول بيا، ذات الـ 83 عاماً، أي علامات على الحل الوسط، وبدلاً من حل الأزمة أمر بيا، الذي تولّى السلطة منذ عام 1982، بحملة عسكرية ضد الاحتجاجات، واعتبر المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية معقل المعارضة، في وقت هو في أمسّ الحاجة للسلام والقضاء على التقلّبات التي تجتاح الكاميرون، خاصة مع استعداد البلاد لإجراء انتخابات رئاسية في عام 2018.

ويرى المطالبون بجمهورية أمبازونيا أنه ليست هناك حاجة لإجراء استفتاء مثل الذي جرى في منطقة كتالونيا الإسبانية، أو الأراضي الكردية في العراق؛ لأنه من الناحية القانونية ليس هناك حل سوى الانفصال.

وبدأ السعي إلى استقلال جنوب الكاميرون في أكتوبر 2016، حيث أخذ المحامون والمدرّسون يجوبون الشوارع لتذكير الناس بالظلم الاقتصادي، فضلاً عن التمييز الثقافي واللغوي.

(الخليج أونلاين)

Script executed in 0.20452904701233