طبول الحرب التي تقرع لا يتردد صداها في القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة، إذ تبدو الحياة طبيعية من دون الالتفات الى التهديدات الاسرائيلية وما يرافقها من إجراءات اميركية.
"النهار" استطلعت آراء عدد من فاعليات المناطق الحدودية بعد تزايد التهديدات الاسرائيلية ورد "حزب الله" عليها.
رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي يؤكد ان الاوضاع في البلدة والجوار وعلى مستوى قضاء بنت جبيل "اكثر من عادية، والامن والامان اللذان يشعر بهما السكان لا مثيل لهما منذ العام 1948 لجهة عدم الاكتراث بالتهديدات المعادية". ويضيف: "تكفي زيارة لبلدتنا خلال سوق الخميس ليعرف الزائر حجم الاقبال والمشاركة في هذه السوق، ما يدل على الاطمئنان الكبير في ظل المعادلة الذهبية التي اثبتت نجاحها منذ سنوات وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة". ويكشف بزي انه "حتى قوات اليونيفيل متفاجئة بحجم زيادة ورش البناء والاعمار على الشريط الحدودي مقارنة مع المشهد الذي عاينوه لدى وصولهم الى جنوب لبنان بعد عدوان تموز 2006، والامر يتحدثون عنه خلال اللقاءات الدورية معهم" . ويلفت رئيس بلدية بنت جبيل التي باتت تسمى "عاصمة الانتصارَين" بعد عدوان تموز، ان الجنوبيين "لا يقيمون التحصينات على الحدود بخلاف ما يقوم به الاسرائيليون حيث يرفعون السواتر ويقيمون الجدران الاسمنتية على طول الحدود". ويختم: "لا مكان للخوف عندنا طالما ان معادلة الردع لدى لبنان في احسن احوالها ولا مخاوف من تهويل بالحرب ونحن على ثقة بان الاسرائيلي لن يغامر ويقدم عليها".
ما يقوله بزي يتردد صداه في بلدة ميس الجبل (مرجعيون)، إذ يؤكد رئيس بلديتها عبد المنعم شقير لـ"النهار" ان "التهديدات الاسرائيلية ليست جديدة وتعود الى العام 1948، ولكن اهالي الجنوب صامدون في ارضهم ولا يبالون بتلك التهديدات ويواصلون حياتهم بشكل طبيعي". ويشير الى ان "حجم ورش البناء ارتفع في البلدة الحدودية على نحو لافت، ما يعني عدم تأثير تلك التهديدات". ويوضح: "هناك من المغتربين من يزور البلدة لأيام او اسابيع في السنة ويبني منزلاً بكلفة عالية تناهز احياناً الـ 200 والـ 300 الف دولار ولا يقيم في ميس الجبل الا لفترة محدودة، ما يعني ان الشعور بالامان يدفع هؤلاء الى صرف هذه المبالغ من دون الالتفات الى ما يحكى عن حرب مقبلة". ويختم: "ليس امامنا سوى الصمود في ارضنا، وهذا الامر ينسحب على قرى قضاءي مرجعيون وبنت جبيل".
ما صرح به بزي وشقير لـ"النهار" لا يختلف عما يقوله مواطنون في كفركلا وعيناتا وعيترون وصولاً الى رميش ورامية ...الخ.
المواطنون الجنوبيون هم اكثر المعنيين بأي حرب يمكن ان تقع بين لبنان واسرائيل، فمسرح المعركة سيكون الجنوب اولاً، لكن الثقة التي يتمتعون بها علية جداً، ومنهم من يكرر مقاطع من خطب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ومنها ان "المقاومين ينتظرون الاوامر للدخول الى مناطق الجليل وتحرير الارض من المحتل".
هي قناعات جنوبية بأن الحرب مستبعدة، وما لقّنه الجنوبيون ومعهم اللبنانيون للعدو عام 2006 واعتراف تل ابيب بالهزيمة سيشكل رادعاً لأي مغامرة اسرائيلية، عدا ان المقاومة اكتسبت خبرات ميدانية وازنة في الحرب السورية ما يجعلها اقوى من اي وقت مضى.
المصدر: عباس الصباغ/ النهار اللبنانية