كتبت النهار البنانية:
"بعد خمس دقائق انهي عملي واقصد ضيعتي" آخر ما قاله عباس خضر ابن بلدة عنقون الى صديقه قبل دقائق من وفاته بصعقة من تيار كهربائي.
لمسة قاتلة
عند الساعة الثالثة والربع بعد ظهر امس حلّت الكارثة على عائلة خضر، وبحسب ما شرحه مختار البلدة لـ"النهار"، فان خضر متعهد انارة في ضيعة زيتا الملاصقة لعنقون. امس قصد عمله كالمعتاد من دون ان يتمكن من العودة الى منزله، بعدما صعد على عمود كهرباء يبدو انه ذات توتر عال. وما ان وصل ولمس الشريط الكهربائي حتى صعق ووقع على الارض ميتاً. وعلى الرغم من اصابته البالغة في رأسه الا ان سبب موته الرئيسي هو تفحم اعضاء جسده من الداخل.
"صعقة للجميع"
حتى اللحظة لم يستيقظ اهالي بلدة عنقون من هول الصدمة، وبحسب ما قاله صديق العائلة الحاج حسن نعيم لـ"النهار"، ان خضر الشاب العشريني اعتاد ان يقصد عمله عند حوالى الساعة التاسعة صباح كل يوم، من دون ان يلتزم بوقت محدد في العمل كونه متعهد اشغال لصالح بلدية زيتا. لكن وبحسب المعلومات، فانه عند وقوع الحادث، لم يكن يعمل ضمن هذه الاشغال، بل يمد شريط كهرباء لأحد السكان، وبدل من أن ينهي مهمته ويعود ليكمل حياته وسط عائلته، عاد جسداً بلا روح. واضاف انه لم يتم نقله الى المستشفى، بل الى بيته قبل ان يوارى الثرى ظهر اليوم في جبانة البلدة.
عريس عنقون
لم يتسنّ لعباس ان يرتبط ويرزق بأولاد، ولفت نعيم الى انه زف عريساً بحضور اهالي عنقون الذين بكوا شاباً عرف بحبه للجميع، وهو "خدوم" الى ابعد الحدود. كان يهوى الصيد البري، فاصطاده التيار الكهربائي في غفلة وهو في عز شبابه. رحل تاركاً اشقاءه الخمسة ووالدين في وضع يرثى لهما، اذ كيف لهم تصديق ان من عاشوا واياه كل هذه السنين، سيحرمون منه بفعل صعقة كهربائية منهية حياته".
القدر قال كلمته، وشاء ان يخطف خضر. ولكن من المؤكد أنه سيبقى في قلوب محبّيه حتى النفس الأخير!
المصدر: للكاتبة أسرار شبارو/ النهار اللبنانية
https://www.annahar.com/article/695140