يستثمر الاحتلال وقتا ومالا كثيرين لنشر إلانطباعات الساخرة حول مسيرات العودة من غزة، وكان اّخرها الفيديو الذي نشره القاتل المجرم عضو الكنيست اّفي ديختر الذي كان سابقا رئيسا لجهاز الشاباك التجسسي.
وقد نشر دختر الفيديو باللغة العربية، ولا شك أنه أتقن اللغة العربية لكنه لم يفهم الكرامة الوطنية العربية. فقد تحدّث بلهجة محقق في الزنازين ما زاد من كراهية الفلسطينيين له، وتسبب الفيديو بردة فعل معاكسة لما خطط له.
جنرالات الاحتلال فقدوا عقولهم من تظاهرات غزة، وتراهم تارة يتحدثون بآيات القراّن وتارة بالأحاديث النبوية الشريفة، وتارة بالامثال الشعبية. ما أظهر مدى عجزهم وتخبّطهم. فإنتشروا على الشاشات مثل الجراد يحاولون إيقاف عجلة التاريخ دون جدوى.
ولقد أثبتت الايام الماضية أن هز ثقة إسرائيل بنفسها لا يحتاج الى كنوز سليمان، ولا يحتاج الى أساطيل وارسو. وإنما يحتاج فقط الى:
- نشر مفهوم عدم الإعتراف بإسرائيل. وأن يصبح ذلك أحد مدركات الوعي الوطني وإنهاء حالة التوسل السياسي التي درجت في السنوات العشرين الماضية.. وطالما أن تل أبيب لا تعترف بغزة وبدولة فلسطين. فان الأجيال العربية تلو الاجيال، لن تعترف بوجود إسرائيل.
- مقاطعة إسرائيل. مقاطعتها سياسيا واقتصاديا وعلميا وفي الاسواق وفي الفنون. حتى يصبح مفهوم مقاطعة إسرائيل أحد مدركات العمل اليومي الفلسطيني. والكف عن التبرع بعلاقات حميمية مع الاحتلال دون طائل.
- التركيز على مضمون حق العودة. وليس مطلوب من أي سياسي أن يقول على شاشات التلفزيون ( لا حق لإسرائيل بالوجود على الأرض العربية). وإنما أن يقول كل يوم وليل نهار عبارة واحدة (حق العودة الكامل لكل اللاجئين الفلسطينيين الى اللد ويافا وحيفا والقدس وعسقلان والى منزل نتانياهو ذاته).
هذه ثلاث عبارات بسيطة وسهلة ولكنها تراكمية مصيرية. ستجعل حياة الاحتلال في جحيم. وعلينا جميعا ان نلحق بغزة وان نتعلم منها الامل والصبر والقوة.
ولو حفظ كل وزراء إسرائيل القراّن عن ظهر قلب. لما أسعفهم ذلك في راحة البال أو الاستقرار في أي شبر من أرض فلسطين. من البحر الى النهر.
(وكالة معا الاخبارية)