نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، قدمت فيه قراءة لتطورات الحرب السورية.
وقالت الصحيفة إن مدينة حماة شهدت ليلة الاثنين قصفا عنيفا اهتزت له سوريا، ووصل مداه إلى إسرائيل. في الوقت نفسه، جدت غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية غير بعيدة عن مطار حلب الدولي.
وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية إسنا، أسفرت هذه الغارة الجوية عن مقتل 18 عنصرا من قوات النخبة التابعة للحرس الثوري الإيراني. ومن جهتها، أفادت مصادر من المعارضة السورية بأن هذه الغارة أسفرت عن مقتل 38 شخصا وجرح 31 آخرين.
وأكدت الصحيفة أن الأخبار تضاربت بشأن الجهة المسؤولة عن هذه الغارة، حيث ألقت وسائل إعلام عربية مسؤولية شن الغارة على عاتق قوات المعارضة السورية، فيما أشارت صحيفة تشرين الموالية للنظام السوري، على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، إلى أن القوات الأميركية شنت الغارة انطلاقا من قاعدة جوية بالأردن. وبعد فترة قصيرة، أوردت صحيفة الأخبار التابعة لحزب الله أن طائرات مقاتلة إسرائيلية ألقت صواريخ على مواقع إيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المؤشرات تحيل إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية شنت عملية قصف على مواقع إيرانية بالتراب السوري.
وأفاد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، بأن "قوة القصف ودقة الغارة الجوية تشيران إلى وقوف جيش منظم وراء الغارة. في المقابل، لا تملك قوات المعارضة القدرات التي تجعلها تقدم على شن مثل هذه العمليات".
وأوضحت الصحيفة أن إمكانية وقوف الولايات المتحدة الأميركية وراء هذا القصف الجوي واردة، خاصة أنها أقدمت منذ أسبوعين على ضرب أهداف تابعة للنظام السوري.
واستشهدت الصحيفة بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على هامش مؤتمر بالولايات المتحدة الأميركية، الذي قال فيه إن "المشكلة الوحيدة التي تؤرق إسرائيل هي إيران". في سياق متصل، تابع ليبرمان بأن "إسرائيل ستحاول منع إيران من تحويل سوريا إلى جبهة قتال ضدها، بأي ثمن".
وأوردت الصحيفة أنه في يوم الاثنين الماضي، عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جلسة طارئة. ووفقا للتلفزيون الإسرائيلي، تطرق هذا الاجتماع إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني. وبعد وقت قصير، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وثائق سرية تثبت أن إيران أخفت برنامجها للتسلح النووي.
وبينت الصحيفة أن اجتماع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أشار إلى تقدم عناصر من فيلق القدس في الأراضي السورية. ووفقا للمندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، يشرف حوالي ألفي مستشار عسكري إيراني على قرابة ثمانية آلاف فرد من القوات الشيعية في سوريا.
وذكرت الصحيفة أنه في التاسع من نيسان الماضي، قصفت إسرائيل قاعدة جوية إيرانية في سوريا. وكان الهدف من هذه الغارة استهداف وحدة مسؤولة عن استهداف إسرائيل بالطائرات دون طيار وتدمير نظام دفاع جوي كانت إيران تعتزم إنشاءه. في ذلك الوقت، اعترفت إسرائيل لأول مرة بمسؤوليتها عن مقتل جنود إيرانيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارة ليلية يوم الاثنين استهدفت فيلق 47، الذي يتكون بالأساس من عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني وأخرى تابعة لحزب الله. بالإضافة إلى ذلك، انتشرت أخبار تفيد بأن هذه الغارة استهدفت مستودعا لصواريخ أرض أرض الإيرانية. عموما، كان هذا الهجوم يهدف إلى منع إيران من تعزيز قدراتها العسكرية في سوريا.
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق يدلين قوله: "بالفعل، خلفت الغارة الجوية العديد من الضحايا في صفوف الإيرانيين، لكن حساب إيران معنا عسير". لذلك، يعتقد المسؤول أن "شهر أيار سيكون مليئا بالمفاجآت".
(عربي 21 - فيلت)