رأى جوني منير في صحيفة "الجمهورية" أنه وعلى رغم التصعيد العسكري الكبير والخطير الذي حصل في سوريا بين الإسرائيليين والإيرانيين، والذي تزامنَ مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالخروج من الاتفاق النووي، إلّا أنّ الحرب لم تكن وشيكة أو حتى قريبة، بخلاف الصورة التي ظهرت... فالهجوم الايراني، الذي كان يهدف إلى توجيه رسالة جوابية إلى إسرائيل بأنّ طهران لن تقبل بقواعد جديدة للّعبة في سوريا تُهمّش التأثير الايراني، جرى اختيار مضامينه بدقّة، بحيث إنّ الصواريخ التي استُخدمت كانت من الطراز القديم والتي تُحدِث ضجيجاً اكثر منه دقّةً في الاصابة، والتي يمكن اعتراضها بسهولة.
وتابع: "يتردّد في الاوساط الديبلوماسية انّ موسكو ابلغت يومها ايران، عبر موفد طارَ على وجه السرعة الى طهران، بوجود نيّةٍ اسرائيلية بردٍّ عنيف، ووفقَ هذه الاوساط الديبلوماسية فإنّ انقساماً حصل داخل القيادة الايرانية بين الرئيس روحاني وصقور الجناح المتشدّد الذين اعتبروا أنّ عدم الرد على رسالة مطار «تيفور» سيعني القبول بالقواعد الجديدة التي وضَعتها اسرائيل في سوريا".
وأضاف: "حسب مصدر ديبلوماسي أميركي في واشنطن فإنّ ترامب باشَر بانتهاج اسلوب ضغط مع ايران هو نفسه الذي انتهجه مع كوريا الشمالية، عن طريق التهديد والتهويل ثمّ الضغط على حلفائه الاوروبيين لإلزامهم بقرارات قاسية بهدف تطويق الخصم قبل إجباره على التفاوض، والواضح انّ ترامب اصبح اكثر جرأة في اتّخاذ القرارات الخطيرة بعدما أحاط نفسَه بفريق جديد يميل باتّجاه المغامرة بدلاً من اعتماد اسلوب حذِر... في كلّ الاحوال فإنّ الضربة التي حصلت في سوريا والتي أتبِعت بالضربة الاميركية للاتفاق النووي، تشكّلان مرحلة من مسار طويل وصعب في الشرق الاوسط".
أما في الشق التركي، فلفت منير الى ان "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والذي يتحضّر لانتخابات داخلية مبكرة نهاية الشهر المقبل كان قد قال يوم اعلانِه إجراءَ الانتخابات قبل موعدها بأنّ لقراره اسبابَه الداخلية والخارجية ايضاً... وبذلك تكون تركيا تستعدّ بدورها لتدشّنَ مرحلةً صعبة في الشرق الاوسط، وذلك بدءاً من الصيف المقبل الذي يبدو مرّةً جديدة بأنه سيكون حارّاً وطويلاً.