طلقوا عليه لقب "spider man”رجل العنكبوت، وهو مامادو جاساما المهاجر الأفريقي من "مالي" الى فرنسا الذي تصدّر الحدث مساء أمس على مواقع التواصل الاجتماعي.
انقذ "عابر السبيل" البالغ من العمر 22 عاماً حياة طفل لم يتجاوز الأربع سنوات، حيث انزلق الصغير من شرفة احد المنازل وبقي ممسكاً بطرفها مجهول المصير، وفي موقف بطولي تسلّق "جاساما" المبنى مغامراً بحياته لينتشل الطفل من الموت!
هذا التصرّف النبيل، التقطه المارّة المتجمهرون امام المبنى عبر كاميرات هواتفهم، ليوثّقوا لقطة تجسّد اروع مظاهر الانسانية على الاطلاق!
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو عبر حساباتهم الشخصية، وما بين الذهول والامتنان برز اسم "جاساما" الشجاع الذي أعاد الأمان الى طفل كاد اهمال الأهل أن يسلب منه الحياة!
وقد أشاد النشطاء على "السوشيل ميديا" بموقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي استقبل "مامادو" في قصر الاليزيه مثمّناً جهوده في درء الخطر عن الطفل الصغير ومثنياً على فعله النبيل، وترجم ماكرون امتنانه من خلال تغريدة عبر حسابه الشخصي على "تويتر" جاء فيها أن "فرقة الإطفاء في باريس مستعدة لاستقبال مامادو" الذي يُذكر انه لا يملك اوراق إقامة.
موقف الرئيس ماكرون استفزّ حسرة اللبنانيين على واقعهم، وانهالوا بجملة من التعليقات عبر "فايسبوك" غلب عليها طابع السخرية من حال الانسان في لبنان، معتبرين أن هذا العمل لو حصل في وطنهم لرُفع عنه شرف البطولة واصبح تهمة تلصق بالبطل من حيث لا يدري! وأكدوا أن قيمة الانسان وتطوّر البلدان تُبنى على اساس حُكّامها، وكم نحن بعيدون عن القيمة والتطور في لبنان!!
"مامادو جاساما" تحوّل من متسلّل غير شرعي الى بطل قومي، وقد استحق وسام "البطولة الفرنسي" على عمله بامتياز، هذا الرجل من اصول افريقية منِح هوية فرنسية جعلت منه مواطنا أصيلا في البلاد.
وفي الختام... أمّا بعد؛ للانسانية لا دين ولا وطن!!
إيناس كريمة - لبنان 24


