أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مروان فقيه شبكة تجسّس قائمة بذاتها.. والإسرائيليون شجّعوه للسير على خطى والده

الخميس 16 تموز , 2009 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,613 زائر

مروان فقيه شبكة تجسّس قائمة بذاتها.. والإسرائيليون شجّعوه للسير على خطى والده
إنّه مروان كامل فقيه الذي أحاله قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة بجرائم تصل عقوبتها مجتمعة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة بين ثلاث سنوات وخمسة عشر سنة.
ويسرد مزهر في قراره الاتهامي نتفاً من الصراع الاستخباراتي القائم بين المقاومة و«الموساد» الذي وضع نصب عينيه أهدافاً معيّنة للقضاء على هذه المقاومة عبر اغتيال قياداتها وكوادرها وفي مقدّمتهم السيّد حسن نصر الله.
ولذلك طلب« الموساد» من فقيه، وهو واحد من سلسلة طويلة غير مترابطة من الجواسيس والعملاء، تزويده بمعلومات عن مسؤولين في المقاومة وحزب الله وتحديد أماكن إقامتهم، وعن مخازن الأسلحة وأماكن وجودها للوصول إليها، مستخدماً تقنيات متطوّرة في عملية التواصل بينهما يضاف إليها «البريد الميت» الذي يكفي وحده للدلالة على مدى الاختراق الإسرائيلي للساحة اللبنانية واستباحة سيادتها.
واشتهر مروان فقيه بطريقته الخاصة في التعامل على الرغم من قصر فترة تعامله مع «الموساد» والتي بلغت أربع سنوات بين العامين 2005 و2009، فلم يكتف بالمعلومات الخطية، بل طوّرها إلى المعلومات المصوّرة لأنّها أكثر ربحاً على الصعيد المادي مع أنّه غير محتاج للمال، فراح يزرع كاميرات صغيرة الحجم في محطّة المحروقات التي يملكها على طريق عام زبدين ـ النبطية ويلتقط الصور لكلّ مسؤول في حزب الله يحضر إلى محطته لملء سيّارته بالوقود، ولكنّها حسبها جيّداً عندما أمره ضبّاط «الموساد» لكفاءته ومهارته، بالانتقال من مرحلة جمع المعلومات إلى مرحلة التنفيذ والقيام بالاغتيالات فرفض خشية انكشاف أمره.
وبحسب ما يستشفّ من مضمون القرار، فإنّ فقيه شكلّ بمفرده شبكة تجسّس قائمة بحدّ ذاتها وأظهر براعة كبيرة في التعامل، علماً أنّ عمله هذا استمرّ أربع سنوات فقط قبل أن يكشف عن تورّطه ويتمّ توقيفه وضبط الإثباتات والأدلّة الموجودة بحوزته والتي تدينه.
والقرار الاتهامي لمزهر يغري بالقراءة مع تتابع سطوره وصفحاته الثلاثة عشرة، فماذا في تفاصيله؟.
نحن رشيد مزهر قاضي التحقيق الأول لدى المحكمة العسكرية، بعد الإطلاع على ورقة الطلب رقم 2462/2009 تاريخ 5/3/2009 ومرفقاتها بعد الاطلاع على مطالعة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وعلى أوراق هذه الدعوى كافة.
تبين أنه أسند إلى المدعى عليه: مروان كامل فقيه، والدته نزيهة، مواليد 1973/ لبناني رقم سجل نفوسه 6/ كفرتبنيت. أوقف وجاهيا بتاريخ 7/3/2009 ولا يزال، وكل من يظهره التحقيق بأنه في الاراضي اللبنانية وخارجها وبتاريخ لم يمر عليه الزمن أقدم على التعامل مع العدو وتزويده بمعلومات عن الاراضي اللبنانية ومسؤولين وشخصيات في المقاومة وعن مراكز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وعلى دخول بلاد العدو بهدف مقابلة مسؤولين في الموساد والتدرب على أجهزة اتصال بهدف فوز قواته وعلى استعمال المزور لهذه الغاية.
ملخّص عمالة أربع سنوات
ورث المدعى عليه مروان فقيه العمالة عن والده، ونقل ملكيتها بصورة رسمية إليه بعد الوفاة، دخل بلاد العدو خلال العام 2005/ عبر دولة بلجيكا لاتمام معاملات هذه التركة لدى جهاز الموساد الاسرائيلي، فاجتمع بضباط العدو الذين أثنوا على مسيرة والده معهم ضد «دولة حزب الله الإرهابي» فتعهّد بدوره متابعة هذه المسيرة بعدما حددوا له طبيعة مهمته القاضية بجمع معلومات عن مسؤولين وكوادر في الحزب المذكور وتحديد أماكن إقامتهم وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله، ومراكز مؤسساته، ونوع عملها، ومخازن تخبئة الأسلحة وخاصة الصواريخ منها، كما جرى تدريبه على يد اخصائيين في المخابرات الاسرائيلية على استعمال بعض أجهزة الاتصال السلكي واللاسلكي وجهاز الكمبيوتر والقطع الالكترونية وما تحتويه من معلومات وعلى قراءة الخرائط الجوية وتحديد الأهداف بواسطة خطوط الطول والعرض X Y وطريقة تشفير الرسائل وكيفية استلامها بواسطة الانترنيت بشكل مشفر ومرمز بداية ولاحقا على شكل صورة سيارة وارسال المعلومات المطلوبة بنفس الطريقة ويعمد كل من الطرفين إلى حل لغز السيارة بواسطة برنامج خاص لقراءة الرسائل المتبادلة بينهما، كما جرى تدريبه على يد خبراء في الطرقات والجسور بهدف تحديد الطرقات الفرعية وأماكن انتشار الحواجز الأمنية عليها من جيش لبناني وقوى أمن داخلي وعما إذا كان يتواجد عليها حواجز للمقاومة اللبنانية.
وقد عمد جهاز الموساد الاسرائيلي الى تزويد المدعى عليه مروان فقيه بما تدرب عليه داخل بلادهم إما بصورة مباشرة او بواسطة البريد الميت المزروع في الأرض داخل المناطق اللبنانية من قبل عملاء العدو الاسرائيلي إضافة إلى مبالغ مالية واجهزة هواتف خليوية وشرائح خطوط دولية.
مسح شامل للنبطية وجوارها
وبعد مرور سنتين على هذا الميراث الذي آل اليه، وجرى ترميمه وتجديده بالمعلومات التي زوّد بها العدو الاسرائيلي عن شخصيات ومسؤولين في حزب الله وتحديده لأهداف من مؤسسات ومدارس ومواقع واستراحات ومبان وغيرها في بلدات ضمن منطقة النبطية وجوارها واستحوذ على ثقة العدو، عرض عليه ضباط في الموساد الاسرائيلي خلال شهر أيلول من العام 2007/ زرع كاميرات صغيرة الحجم داخل محطة المحروقات التي يملكها ويديرها على طريق عام زبدين ـ النبطية لالتقاط صور بواسطتها لسيارات مسؤولي وكوادر وعناصر حزب الله الذين يترددون اليه لتعبئة المحروقات فوافق على عرضهم هذا، كما أنه وخلال شهر أيلول من العام 2008/ حاولوا تطوير نمط تعامله معهم من جمع المعلومات إلى البدء بتنفيذ عمليات أمنية عبر اغتيال أحد مسؤولي حزب الله بواسطة عملية تفجير على أن ينحصر دوره في الضغط على زر الجهاز الذي سوف يجري تدريبه عليه وتسليمه إياه مقابل مبلغ كبير من المال لكنه رفض ذلك وأبى ان يكون تعامله معهم قائما على سفك دماء المقاومين بيده، وبقي على تعامله مع العدو لغاية تاريخ توقيفه في 5/1/2009 حيث كان قد تواصل قبل ساعات من ذلك مع العدو الاسرائيلي وثم مداهمة منزله وضبط جهاز كمبيوتر وثلاث حافظات U.S.B ومحفظة جلدية ذات مخبأ سري وقرص مدمج وهواتف خليوية وشريحة خط هاتف دولي مسلمة له من الموساد الاسرائيلي.
شكّ بعمالة والده فقلّده
وتبين في التحقيق ان المدعى عليه مروان كامل فقيه غادر خلال العام 1993/ إلى دولة فرنسا لمتابعة اختصاص في مادة الرياضيات في احدى جامعاتها، وخلال العام 1998 علم من شقيقه غسان فقيه بأنه توقف عن متابعة اختصاصه في مجال الطب في فرنسا لأن مال والدهما مال حرام كونه يتعامل مع الموساد الاسرائيلي فتفاجأ المدعى عليه مروان المذكور بذلك سيما وان والده رقيب في قوى الأمن الداخلي وبعودته إلى لبنان فاتحه باتهام شقيقه له بتعامله مع العدو الاسرائيلي فنفى ذلك واعتبر الأمر مجرد افتراء بحقه، لكن المدعى عليه فقيه وخلال تمضية احدى العطل الصيفية في بلدته كفر تبنيت راودته الشكوك حول علاقة والده بالموساد الاسرائيلي من جراء تصرفاته بدخوله إلى احدى غرف المنزل وإقفال الباب خلفه.
وبعودته إلى فرنسا واظب على تحصيله العلمي والعمل كذلك بتجارة السيارات التي درّت عليه ارباحا وفيرة عاد على أثرها إلى لبنان خلال العام 2003/ واشترى محطة محروقات على طريق عام زبدين ـ النبطية وعهد أمر إدارتها إلى والده المتقاعد كامل فقيه.
وتبين أنه خلال شهر تشرين الثاني من العام 2004/ وبسبب وفاة والده من جراء اصابته بمرض عضال، عاد المدعى عليه مروان فقيه إلى لبنان وأقام مع عائلته في منزله الكائن فوق محطة المحروقات التي تولى أمر إدارتها بنفسه إضافة إلى عمله في تجارة السيارات الأجنبية بين فرنسا ولبنان.
الضابط شوقي حريص على « الوصية»
وخلال الشهر الثالث من العام 2005/ تلقى اتصالا هاتفيا على هاتف والده الذي ورثه عنه ويحمل الرقم 980116/03 ظهرت على شاشته عدة أرقام من الأصفار وعرف المتصل عن نفسه بأنه يدعى «شوقي» فعرّف بدوره المدعى عليه مروان فقيه عن نفسه أيضا فأعلمه المتصل أنه صديق قديم لوالده وكانت تربطه به علاقة تجارية، وقدّم له واجب العزاء بوفاته، ثم تواعدا على مواصلة الاتصال فيما بينهما وخاصة بعد عودة المدعى عليه إلى فرنسا بعد ان كان هذا الأخير قد زوده بعنوانه ورقم هاتفه فيها.
وتبين أيضا أنه خلال شهر حزيران من العام 2005/، غادر المدعى عليه مروان فقيه إلى فرنسا لمتابعة عمله في تجارة السيارات، وبعد فترة وجيزة من وجوده فيها تلقى اتصالا هاتفيا من المدعو «شوقي» الذي أخبره أنه يتحدث معه من داخل اسرائيل وطلب منه الحضور اليه للاجتماع به لمناقشة موضوع التجارة تنفيذا لرغبة والده الراحل الذي سبق وان أبلغه بأن ولده مروان سيتابع هذا العمل معه في حال وفاته من جراء المرض الذي ألم به.
وفي اليوم التالي حضر إلى منزله ليلا في فرنسا عدة أشخاص من التابعية الاسرائيلية وطلبوا منه تجهيز نفسه للسفر إلى اسرائيل عن طريق بلجيكا، كما تلقى اتصالا من شخص عرف عن نفسه باسم «داوود» شقيق «شوقي» المذكور آنفا وزوده برقم الحجز والرحلة.
الاستقبال في بلجيكا
وفي الموعد المحدد غادر المدعى عليه مروان فقيه دولة فرنسا عن طريق البر إلى دولة بلجيكا وما ان وصل الى مطارها حتى استقبله أحد رجال الموساد الاسرائيلي وأخضعه في غرفة جانبية لتفتيش دقيق ثم اصطحبه إلى متن الطائرة التي نقلته إلى تل أبيب حيث استقبله في المطار شخص من المخابرات الاسرائيلية عرف عن نفسه باسم «أبو علي» فأخرجه من المطار دون ان يوشح جواز سفره الذي أخذه منه، ونقله إلى مستعمرة كريات شمونة وأنزله في أحد فنادقها.
الضابط الإسرائيلي: «إنّك شبيه والدك»
وفي اليوم التالي حضر إليه كل من المدعوين «شوقي» و«داوود» وعرفا عن نفسيهما بأنهما من ضباط الموساد الاسرائيلي وتعرفا عليه قائلين له (أنك شبيه والدك لدرجة كبيرة) وأحضرا صورة لوالده ووضعاها على الطاولة، وأضاءا الشموع حولها وبدآ بالبكاء تحسرا لفقدانه، وأخبره الضابط «شوقي» بأن والده كان رجلا قويا (قبضاي) وضد دولة حزب الله وذكيا بقراءة الخرائط الجوية وان مشكلتهم في لبنان هي فقط مع الحزب المذكور الذي يملك الصواريخ ولا يرغب بالسلام مع «دولة اسرائيل المسالمة» وعرض عليه التعامل معهم، واكمال مسيرة والده الذي لم يخسر من جراء تعاونه وتعامله معهم وأخذ نصيبه بشكل جيد من المال، وأنهم يحفظون الود ولا يتخلون عن عملائهم وأصدقائهم.
فأبدى موافقته المبدئية على عرضهم شرط معرفة طبيعة عمله ونوعه فاستوضحه الضابط الاسرائيلي «شوقي» عن علاقته ومعرفته بمسؤولين من حزب الله فأبلغه عن بعض أقربائه لجهة انتمائهم إليه وزوده باسمائهم ومكان اقامتهم وعناوين منازلهم ومنهم خاله درويش برو، وشقيقا والده أحمد وكمال فقيه، وعن بعض أصدقائه من عناصر حركة أمل في بلدة حاروف، وعلى سبيل المثال المدعو عماد عباس.
بعدها تم أخذ نبذة عن حياته وعائلته وطبيعة عمله في لبنان وفرنسا وفي اليوم التالي قابل ثلاثة ضباط من الموساد الإسرائيلي مؤلفين من فتاة ورجلين متخصصين في الخرائط الجوية وتولوا تدريبه على كيفية قراءتها وتحديد الأهداف بواسطتها عبر النظم والقطوع (xy)، كما جرى تدريبه على يد خبراء من ضباط العدو وهم: «عمر» و«أيوب» و«علي» متخصصين في الطرقات والجسور وبحوزتهم خريطة كبيرة للبنان، وبواسطتها راح المدعى عليه يحدد لهم الطرقات التي يسلكها بين النبطية وصور مروراً ببلدة الزرارية وبين النبطية وبيروت، كما تم تدريبه على كيفية تشفير الرسائل وبانتهاء زيارته التي دامت خمسة أيّام زوّد بنهايتها بقرص مدمج يحتوي على خريطة لبنان وخاصة لمنطقة الجنوب لاستعماله بتحديد الأهداف التي سيطلبونها منه لاحقاً.
15 رسالة في عامين
كما تم اعطاؤه مبلغ ثمانية آلاف دولار اميركي غادر بعدها الى بلجيكا بعد ان اعيد له جواز سفره، ومنها انتقل الى فرنسا التي غادرها عائداً الى لبنان، وبناء لتوجيهات العدو الاسرائيلي اشترى خط هاتف خليوي وآلة هاتف جديدين، وراح يتواصل مع الضابط الاسرائيلي «ايوب» في الموعد المتفق عليه كل يوم احد الساعة الرابعة عشرة ظهراً وفي اليوم التالي بنفس الوقت للتأكد من استلام الرسائل المرسلة من العدو على عنوان بريده الالكتروني وإرساله للمعلومات المطلوبة بموجبها عبر مركز الانترنيت العائد للمدعو مازن جابر الطائف في حي البياض في النبطية وقد بلغ مجموع الرسائل والمشفرة التي تلقاها من العدو بين عامي /2005/ و/2007/ خمس عشرة رسالة، ارسل بالمقابل له عدد مماثل من الرسائل تحتوي على معلومات وأهداف تتعلق على سبيل المثال لا الحصر: إحصاء شامل ودقيق عن عدة مبان تقع في مدينة النبطية وبلدات شوكين وحاروف وكفرجوز وكفررمان، ذاكراً عدد طوابقها ولونها وعما اذا كانت شرفاتها مزودة ببرادي، او يقطنها مسؤولون من حزب الله وإحداثيات بعض المدارس منها مدارس المصطفى ومدارس الراهبات، ومدارس الانجيلية ومدارس المقاصد ومحطات المحروقات ومنها محطة الشقيف ومحطة جابر ومحطة وسيم بدر الدين ومحطة الايتام ومحطة القبيسي وغيرها، ومراكز الانترنيت في مدينة النبطية وجوارها وبعض الجوامع والحسينيات والهيئات الصحية والمستشفيات وملاعب كرة القدم واسماء بعض المسؤولين في حزب الله ونوع عملهم ومنهم الحاج عباس الصبوري والحاج علي دغمان، كما زودهم بإحداثيات مجمع قوى الأمن الداخلي ومبنى العدلية ومبنى المحكمة الجعفرية في النبطية، كما وانه خلال حرب تموز تلقّى المدعى عليه فقيه اتصالاً هاتفياً من الضابط الإسرائيلي «ايوب» يطلب منه مغادرة منزله لانهم سيقصفون بناء لآل سعد يقع بجواره.
تعويضات تموز الإسرائيلية
وبانتهاء الحرب المذكورة، عاود الضابط المذكور اعلاه، الاتصال به مجدداً للاطمئنان عليه فعاتبه ولامه المدعى عليه مروان على ما تعرض له منزله من اضرار مادية جسيمة من جراء القصف الذي استهدف الابنية المجاورة له، فأبلغه الضابط «ايوب» بأنهم تركوا له هدية من أجل مساعدته، وطلب منه الانتقال الى منطقة كفرعبيدا لجلبها والابقاء على هاتفه الخليوي مفتوحاً من أجل التواصل معه خلال الطريق وارشده الى مكان وجودها وهي عبارة عن بريد ميت مزروع في الأرض من قبل عملاء الموساد الاسرائيلي، فاستخرجه وتبين بأنها عبارة عن علبة يوجد بداخلها كيس من النايلون يحتوي على مبلغ ثلاثة عشر ألف دولار اميركي، اضافة الى قطعة الكترونية MP3لون اصفر وشريحة خط هاتف خليوي.
وبعودته الى منزله في منطقة النبطية، اتصل به الضابط «ايوب» وطلب منه تلف القرص المدمج المسلم له سابقا واستعمال القطعة الالكترونية MP3 بدلاً منه وشرح له كيفية استعمالها بواسطة جهاز الكمبيوتر والتي تحتوي بدورها على خرائط وصور جوية، ومن بعدها دأب المدعى عليه فقيه على تلقي الرسائل المشفرة من العدو الاسرائيلي على عنوانه الالكتروني عبر احد مراكز الانترنيت وارسال المعلومات المطلوبة بطريقة التشفير.
البحث عن الأسيرين الإسرائيليين
كما تبين انه منذ الربع الأخير من العام 2007 ولغاية أوائل العام 2009 ، دخل المدعى عليه مروان فقيه بلاد العدو عن طريق مطار بلجيكا وبنفس الإجراءات السابقة مرتين، استقبله خلالها في مطار تل ابيب الضابطان الإسرائيليان «ايوب» و«شوقي» ونقلاه الى احد المنازل في مستعمرة كريات شمونة احداهما خلال شهر ايلول من العام 2007 حيث طلب منه جمع معلومات عن مكان اقامة سماحة السيد حسن نصر الله ومكان احتجاز الاسيرين الاسرائيليين في حينه من قبل حزب الله، كما عرضا عليه تجهيز المحطة بكاميرات صغيرة الحجم لمراقبة وتصوير سيارات مسؤولي وعناصر حزب الله التي يقصدونها لتعبئة الوقود، فوافق على عرضهما واتفقوا على دراسة هذا الموضوع لاحقاً.
بعدها حضر خبراء الصور الجوية وقاموا معه بواسطة جهاز الكمبيوتر باستعراض بعض الابنية التي هدمت وعما إذا كانت تابعة لحزب الله وخاصة في حي الصباح وحي الراهبات في مدينة النبطية، كما قام خبراء الطرقات والجسور باستيضاحه حول الطرق الفرعية التي كان يسلكها المواطنون عند قصف وتدمير الطرق الرئيسية والجسور وجرى مسح شامل لكافة الطريق الممتدة من النبطية الى منطقة الزهراني وصور، وتمّ التركيز خلالها على حواجز الجيش اللبناني المنتشرة عليها وعديدها وطريقة تفتيش السيارات وخاصة حاجزي الجيش اللبناني في محلتي ابو الاسود والقاسمية على خط الزهراني ـ صور.
وبعد ثلاثة أيام من اقامته داخل بلاد العدو سلمه الضابط الاسرائيلي «ايوب» قطعة الكترونية جديدة MP3 لون اسود تعمل بشكل اسرع من القطعة القديمة التي بحوزته عند ارسال الرسائل إليهم بعد ان جرى تدريبه عليها، اضافة الى شريحة خط هاتف دولي بلجيكي واوعز إليه شراء آلة هاتف جديدة بعد عودته الى لبنان وعدم استعمال الخط المذكور إلا للتواصل معه كما تم اعطاؤه مبلغ ثمانية آلاف دولار اميركي.
زرّ التفجير
أما الزيارة الاخيرة فكانت خلال شهر ايلول من العام 2008 جرى خلالها استيضاحه حول طريقة بيع السيارات وتسجيلها في لبنان وكيفية استيراد السيارات وادخالها الى لبنان، كما تم تدريبه على قطعة الكترونية جديدة تسمى «فلاش مموري» تحتوي على صور جوية وكيفية استخراج وتحديد الأهداف بواسطة (xy)، واتفقا على ان يكون عنوانه بالبريد الالكتروني باسم صديق له في بلجيكا يدعى «عمر جمعة» على ان تكون الرسائل المتبادلة بينهما بشكل صورة سيارة يجري حلها من قبلهما وفق برنامج خاص، بعدها حاول الضابط الاسرائيلي «شوقي» اقناعه للقيام بعمل أمني لصالحهم عن طريق اغرائه بالمال قائلا له: نحن سوف نعوزك لشغلة بسيطة مقابل مبلغ كبير من المال، وسينحصر دورك بالضغط على زرّ لجهاز سوف يتم تدريبك عليه وتسليمك اياه ليصار الى تفجير سيارة بأحد مسؤولي حزب الله، وانه سوف تكون بمأمن ولا يعترف احد بذلك.
لكن المدعى عليه مروان فقيه رفض ذلك، ورغم الحاحه عليه بتنفيذ ذلك اصر على رفضه قائلا للضابط المذكور (أنا لا اريد ان يكون برقبتي دم).
وقبل مغادرته عائداً الى بلجيكا تم تسليمه هاتفا نوع cam وشريحة خط هاتف دولي الماني يستقبل ولا يرسل وفلاش مموري عدد اثنين واحدة للاستعمال والاخرى للاحتياط في حال تعطلت الاولى، اضافة الى مبلغ ستة آلاف دولار اميركي وطلبوا منه فور عودته الى لبنان الاشتراك بالانترنيت وبعودته الى لبنان راح يتواصل مع الضابط الاسرائيلي «ايوب» الذي كان يحثه على الاشتراك بالانترنيت بداخل منزله الذي تم بتاريخ 5/1/2009 واعلم العدو الاسرائيلي بذلك وكان على موعد للتواصل معهم بنفس التاريخ المذكور اعلاه الساعة العاشرة ليلاً، إلاّ أنّ أمره افتضح وتمّ توقيفه ظهراً ومداهمة منزله ومصادرة منه جهاز كمبيوتر وبعض القطع الالكترونية واجهزة خليوية وشريحة خط هاتف دولي مسلمة له من قبل العدو الاسرائيلي.
وقد تم الدخول الى نظام MSB والحصول على بعض الصور الجوية والرسائل التي كان يزود العدو بها (جميعها ربطا) وبالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه لجهة تعامله مع العدو ونفى ان يكون قد استعمل أي مستند مزور خلال رحلاته الى بلاد العدو.
لهذه الاسباب نقرّر وفقاً للمطالعة وخلافاً لها:
اتهام المدعى عليه مروان كامل فقيه بالجنايات المنصوص عنها والمعاقب عليها بمقتضى احكام المواد /278/ و/283/ و/284/ من قانون العقوبات.
الظن به بالجنحة المنصوص عنها والمعاقب عليها بمقتضى احكام المادة /285/ من قانون العقوبات.
اصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه.
ايجاب محاكمته امـــــام المحكمة العسكرية الدائمة الناظرة بالقضايا الجنائية على ان تنظر بالجنحة لعلة التلازم وتدريكه الرسوم والنفقات كافة.
منع المحاكمة عنه لجهة الجرائم المنسوبة إليه والمنصوص عنــــها في المواد /274/ و/275/ و/463/ من قانون العقوبات لعـــدم كفاية الدليل.

Script executed in 0.20845699310303