غواص مصري يحمل سيدة من ذوي القدرات الخاصة، وهي على مقعدها المتحرك، ويعوم بها في أعماق محمية رأس محمد في جنوب سيناء.. صورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، واجتذبت آلاف التعليقات وهذه قصتها..
قبل سنوات طويلة، حضرت سيدة إنجليزية، تدعى سو أوستين، ولها خبرة طويلة مع رياضة الغطس، إلى مصر وتحديدا البحر الأحمر، كان ذلك قبل أن تصاب بمرض عضلي جيني يصيب الأعصاب، أوقفها عن رياضتها المفضلة، قبل أن تتقبل الإنجليزية مرضها وتُعلن التحدي؛ كونت فريقا من غواصين محترفين، كان من ضمنه سالمان.
كانت مهمة الفريق هو الغوص بذوي القدرات الخاصة في أعماق البحار. منذ البداية، كان العمل شاقا، تم التوصل إلى مقاعد تناسب الماء، وبعد عمل شاق وتدريبات بداخل حمامات سباحة وبحيرات صناعية، اختمرت التجربة، قبل الشروع في التنفيذ.
مشروع "سو أوستين" وصلت أخباره إلى إنجلترا، لتعرض منظمات عديدة تبنّي التجربة، وصل السيدة عروض من عديد الدول، لكنها اختارت لرياضتها مدينة شرم الشيخ، اعتمادا على فريقها وعدد من المصريين، وكان سالمان على رأسهم. نُفذ المشروع وتم تصويره وتوثيقه، ليتم اعتماده من قبل اللجنة العليا الأولمبية، فيما تم تصوير فيلم وثائقي قصير، عُرض في دورة الألعاب الأولمبية لندن ٢٠١٢.
لم تكن السيدة التي انتشرت صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أولى تجارب سالمان مع ذوي القدرات الخاصة تحت الماء، كرر الشاب التجربة لمرات، وللأخيرة قصتها.
كانت الغطسة، أحد أمنيات السيدة المريض، تعاطف سالمان مع رغبتها، وبخاصة أنها خاضت التجربة بنفس البقعة معافاة قبل إعاقتها، فأرادت لو تتحقق أمنيتها وهي على كرسيها المتحرك.
خلال عام ونصف، حاول الغواص إنجاح التجربة، تحمل إصابات بالغة بعضلات الرجلين، ورغم صعوبة الأمر في تلك النقطة تحديدا من البحر الأحمر، بسبب جغرافية أعماقها وتعدد التيارات المائية وقوتها، نجح سالمان في الغوص بالسيدة لمسافة 24 مترا.
يقول سالمان إن تلك واحدة من أصعب تجاربه على الإطلاق، لكنه سعيد بنجاحها في النهاية، لتكون صاحبة الصورة أول الأشخاص ذوي القدرات الخاصة الذين يغوصون في هذه البقعة بكرسي متحرك، يفرح الشاب بإسعاد المرأة، متمنيا أن يزيد إسهامه في خدمة من هم مثلها.
المصدر: مصراوي