علّق نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم على "الضوضاء الإسرائيلية التي تتحدث عن تسلُّح حزب الله وحماس"، فاعتبر أن إسرائيل ومن خلال ادعائها لهذه المظلومية إنما "تحاول إسرائيل أن تتباكى أمام العالم بأن الدنيا تواجهها، وتستخدم عبارات السلام لكنّها تستخدم العبارات الفتَّاكة والأسلحة ضد الأطفال والنساء والشيوخ كما حصل في فلسطين ولبنان".
وأضاف قاسم: "هذه الضوضاء التي تصنعها إسرائيل تستهدف في هذه المرحلة ثلاثة أمور: أولاً تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن تقرير غولدستون، الذي يشكل تقريرًا لأول مرة يصدر عن جهة دولية يُدين إسرائيل بأنها ارتكبت جرائم إبادة ضد الانسانية، وهذه فضيحة كبرى حاول أن يغطِّيها الأميركيون والأوروبيون ومجلس الأمن لستين سنة سابقاً، ولم يستطيعوا اليوم إلا أن يقفوا أمامها. ثانياً، تريد إسرائيل أن تصرف نظر العالم عن أنها هي التي تعطِّل التسوية، وكي لا يقال إن إسرائيل عطَّلت التفاوض السياسي في حده الأدنى، وأن المفاوض الفلسطيني لم يستطع أن يجلس معها بهذه الروحية، تحاول هي أن تصرف النظر بالحديث عن التسلح وعن الأخطار التي تواجهها. ثالثاً تريد أن تغطي على المناورات الاسرائيلية الأميركية المشتركة، لأن أميركا بدخولها على الخط المباشر ميدانياً، يعني أن إسرائيل تعيش عجزاً في مواجهة التحديات وتريد أن تسد هذا العجز بتوريط أميركي مباشر".
قاسم، وفي كلمة ألقاها في حفل "الهيئات النسائية في حزب الله"، قال: "تشكّلت في لبنان حكومة الوحدة الوطنية، ومنذ اللحظة الأولى التي نادى فيها "حزب الله" بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، كان يريد فعلاً وجدِّياً أن تكون هذه الحكومة، لأن لبنان لا قدرة له على مواجهة التحديات إلا بحكومة وحدة وطنية عنواناً ومضموناً، وبالتالي نحن سنعمل من خلال هذه الحكومة لإنجاحها وإعطائها كامل الفرص، لتكون فاعلة عاملة بالتعاون مع كل الأطراف الموجودين في داخل الحكومة"، وأردف: "نقول للجميع: انتهى وقت المناكفات السياسية الإعلامية البهلوانية، وبدأ وقت العمل وهناك عناوين خمسة هي أبرز ما على الحكومة أن تقوم به في هذه المرحلة: النهوض الاقتصادي، المعالجات الاجتماعية وتأمين فرص العمل، ومكافحة الفساد في كل القطاعات من دون استثناء، وأن تعمل الوزارات بعقلية الوطن لا بعقلية الطائفة، وأن تواجه التحديات التي تمثلها إسرائيل بتهديداتها واحتلالها مع كل ما تستلزم مواجهة هذه التحديات من إمكانات وطاقات، منها دعم الجيش اللبناني، ومنها تأكيد هذه الحكومة على المقاومة، وأن تكون صفًّا واحداً في مواجهة التحديات".
وختم قاسم يقول: "إذا استفدنا من المناخ الإيجابي بعد إنجاز تشكيل الحكومة، وهذا العنوان الوطني الجامع، فإن البيان الوزاري يمكن إنجازه خلال أيام، وعندها يكون أسرع بيان وزاري يُكتب، وأسهل بيان وزاري يُقرّ، إذا استفدنا مما تمَّ التأسيس عليه في السابق وابتعدنا عن المناكفات، وحفظنا نجاح إنجاز الحكومة لننجح في مفرداتها التفصيلية، ونحن كحزب الله سنكون من أكبر المساهمين في كل ما يؤدي إلى نجاح هذه الحكومة".
