أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«أجيال السلام» تنزع الألغام والخوف والبطالة

الجمعة 11 كانون الأول , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,695 زائر

«أجيال السلام» تنزع الألغام والخوف والبطالة

لا يلتقيك أعضاء جمعية «أجيال السلام لنزع الألغام والقنابل العنقودية» قبل أن تأذن لهم ولك، مديرية التوجيه في الجيش اللبناني. فالجمعية وإن حُسبت على حزب الله، وتلقى مباركة ودعماً معنوياً ومادياً من أمينه العام السيد حسن نصر الله، فإنّ الجيش فوق الجميع، وفوق حزب الله أيضاً في هذا الشأن. إذ إن وزارتي الداخلية والدفاع منحتاها الشرعية والعلم والخبر للعمل على الأراضي الجنوبية رسمياً. كما أن المكتب الوطني للأعمال المتعلقة بالألغام، وفوج الهندسة في الجيش اللبناني، يطبّقان على الجمعية كل الشروط التقنية التي يفرضانها على كلّ هيئة تطلب المساهمة في نزع الإلغام في لبنان. من الشروط أنّ الجيش يحدّد لـ«أجيال السلام» الأماكن والمساحات التي عليها تنظيفها، ويزوّدها بملفات الأراضي الملوّثة وخرائطها. وقبل البدء بعملها، يختبر الجيش كفاءة عناصرها، ثم يقوّمهم ميدانياً باستمرار عبر أحد ممثّلي المركز، الذي يراقب عملهم، ويصنّفه وفق المعايير الدولية. وعند إنجاز الفرقة تنظيف الحقل المطلوب، يكشف فريق «أخذ العيّنات»، المؤلف من ضباط في فوج الهندسة، على الحقل مجدّداً للتأكّد من نظافته من الألغام، وفتحه أمام العامّة.
يقول رئيس جمعية «أجيال السلام» محمود رحال إنها «ولدت من رحم خطاب النصر للسيد حسن نصر الله، حين أعلن دعم حزب الله للجهات التي ستعمل في هذا المجال»، كاشفاً عن أن عناصرها الأوائل «بدأوا العمل مباشرةً مع الأهالي على نزع القنابل العنقودية بدون إطار تنظيمي. وهؤلاء من المقاومين الذين استكملوا جهادهم ضد إسرائيل. وقد سقط منهم ستة شهداء حتى عام 2007 هم قاسم حجيج وعلي ملاح وحسين صبرا ويوسف خليل وعلي ملحم ومحمد رزق، وعشرة جرحى». وبحسب رحال فقد «تبلورت لاحقاً فكرة تنظيم العمل في جمعية لبنانية بإدارتها وموظفيها، في ظل الهجمة الدولية على تنظيف أرضنا». ولأن السلام يناقض ما قام به الإسرائيليون، فقد «حمّلوها هذا الاسم. ولدى الاجتماع بالمعنيّين في الجيش لنيل الموافقة، طُلب الى المؤسّسين، التعاون مع مؤسسة دولية للاستفادة من خبراتها، لأن الأفضلية في منح رخص العمل في التنظيف هي للشركات الأجنبية لما تملكه من مواصفات عالية».
وبما أن الأقربين أولى، عقدت الجمعية توأمة مع جمعية أيمن سازان عمران بارس الإيرانية المستقلّة. وبناءً على ذلك ، نالت الجمعية الترخيص في 992009، ووُضعت خطة للسنوات الثلاث المقبلة بميزانية تصل إلى أربعة ملايين ونصف مليون دولار أميركي. وأعلن رحال «إضافة فرق جديدة إلى طاقم الجمعية، زيادةً على الفرق الأربعة الحالية المؤلفة من 68 عنصراً بين منقّبين ومسعفين، تتوافر بين أيديهم معدّات وتجهيزات حديثة». وفيما «يشرف الإيرانيون على التمويل والعمل الميداني، وتدريب العناصر وإعداد الخطط والبرامج، تبقى للجيش اللبناني الكلمة الفصل في مراقبة كل مراحل العمل لإبداء الموافقة عليها». أما عن فريق العمل، فإنه بحسب رحال «مؤلف من مجموعة من الشبّان الجنوبيّين المصروفين من العمل لدى المؤسسات والمنظمات، التي أنهت العمل بنزع الألغام في الجنوب، لمواجهة البطالة والهجرة، وعملاً بتطبيق شرط الجيش بأن يكون ثمانون في المئة من العاملين لبنانيين. إلى جانب استشارة المقاومين المدرّبين بين الحين والآخر».
وتتزامن زيادة عديد عناصر أجيال السلام وعتادها وميزانيتها، مع مرور عام كامل على انتقال برنامج نزع الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب انتقالاً تامّاً إلى الجيش اللبناني، بعدما شاركته فيه الأمم المتحدة طوال 8 أعوام بموجب اتفاق تفاهم بينهما. وتدريجيّاً بدأ ينخفض عدد الهيئات العاملة في هذا المجال من ثمانٍ وثمانين هيئة إلى ثلاث شركات كبرى حالية تلتزم بالعمل منذ ما بعد تحرير الجنوب. الأسباب متعدّدة لعل ظاهرها هو نقص التمويل، والأزمة المالية العالمية، وتحويله إلى مناطق نزاعات أخرى، علماً بأن البعض يستغرب «الاستعجال في إنهاء العقود فيما لا تزال عملية تطهير الجنوب من القنابل العنقودية في مرحلتها الأولى، ولا يزال ستّون في المئة من الأراضي ملوثاً». هؤلاء يتهمون الهيئات الدولية «بخدمة إسرائيل من خلال إطالة أمد وجود القنابل العنقودية، لما تسبّبه من عدوان مستمر على حياة البشر وأرزاقهم». ويؤكّد رحال أن الهيئات «لا تزال حتى اليوم تتأكّد من نظافة محيط المنازل والحقول المجاورة لها، التي تمثّل المرحلة الأولى»، مشيراً إلى حادثة «إصابة المواطن سليم حمود بانفجار قنبلة في محيط منزله في يحمر الشقيف، الذي كان الجيش قد أعلن تنظيفه قبل أشهر. وتأتي الحقول الزراعية في المرتبة الثانية، ثم الأحراج والأودية في المرحلة الثالثة، وهما الأصعب والأطول زمناً».
إشارة إلى أن الحكومة اللبنانية كانت قد أقرّت في عام 2007 السياسة الوطنية للأعمال المتعلّقة بنزع الألغام، التي تنظّم عمل المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، التابع للجيش اللبناني. الخطة الخمسية الطويلة الأمد الممتدة من العام الجاري حتى عام 2012 شملت آليات أعمال التنظيف، والتوعية من مخاطر الألغام ومناصرة ضحاياها، وذلك بالتعاون مع وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والهيئات الأهلية المعنية. وبموجب الخطة، باشر المركز الإعداد اللوجستي والتقني لتسلّم المهمات المنوطة بفريق الأمم المتحدة، وفق خطة انتقالية. وقد باشر عناصر من الجيش المهمات المستجدة في شباط الفائت، في الوقت الذي يتولى فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وشركة «داين كورن» الأميركية تزويد المركز بالعتاد الفني.



إيران عرضت فرفض السنيورة

 

بعد عدوان تموز، طلبت الحكومة الإيرانية مراراً، عبر الهيئة الإيرانية لمساعدة لبنان، من حكومتَي فؤاد السنيورة المتعاقبتَين، المشاركة في أعمال نزع الألغام والقنابل العنقودية، إلا أن طلبها جوبِه بالرفض مراراً.
أما عن مسار أعمال التنظيف، فقد كان المقدم محمد الشيخ، من المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام، قد صرّح في حديث سابق لـ«الأخبار» بأن الجيش «يفترض استكمال أعمال تنظيف الأراضي الملوّثة بالقنابل العنقودية، في حلول نهاية عام 2009، انطلاقاً من أنه جرى تنظيف سبعة وسبعين في المئة منها حتى نهاية عام 2008»!

Script executed in 0.21939611434937