أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الاكتشاف المبكر للسكري يمكِّن المريض من التعايش معه لمئة عام

الجمعة 03 أيلول , 2010 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,397 زائر

الاكتشاف المبكر للسكري يمكِّن المريض من التعايش معه لمئة عام
تشير المعطيات الميدانية وأرقام الدراسات العالمية والمحلية التي أجريت حول مرض السكري ان هناك خمسين في المئة من المصابين بالمرض غير مشخصين لإصابتهم. ويعود عدم إدراك الإصابة إلى ان عوارض الإصابة بمرض السكري قد تتأخر بالظهور من أشهر عدة إلى سنوات عدة من بدء المرض، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يجهلون عوارض المرض نفسها، ومن الممكن أن لا ينتبهوا إلى وجودها.
ويؤكد القيمون على الحملة الوطنية للكشف المبكر للسكري هذه المعطيات بجعلها شعار الحملة للعام الحالي تحت عنوان «من كل اتنين عندن سكري..في واحد مش عارف»..ليطلبوا من كل مواطن «عمول فحص سكّر الدم الفوري».
وكشفت الحملة الوطنية التي أطلقها البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأطباء الغدد الصماء والسكري والدهنيات وشركة روش أمس أن هناك 285 مليون شخص مصابون بالسكري في العالم حالياً، وأنه من المتوقع أن يزيد هذا العدد ليبلغ 439 مليون مصاب عام 2030.
أما في لبنان، فقد أظهرت آخر الدراسات ان نسبة المصابين بالسكري تبلغ 15.8 في المئة عند الأشخاص الذين هم فوق الأربعين من العمر، وهو رقم لا يستهان به خصوصاً إذا ما احتسبنا ما يوازي هذا العدد من غير المدركين لإصابتهم.
وانطلاقاً من تأثير مرض السكري على مجمل وظائف الإنسان شدد المشاركون في ورشة إطلاق الحملة في فندق الحبتور امس على اعتبار الكشف المبكر للسكري في غاية الاهمية لمساعدة المرضى في معرفة المرض مبكراً، فكلما تمّ الكشف مبكراً، كلما كان ضبط السكري اسهل وأكثر فعالية.
وتهدف الحملة إلى الكشف المبكر للسكري من خلال تسليط الضوء على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. إذ يعتبر مهدداً بالإصابة كل شخص يبلغ من العمر 45 سنة وما فوق، أو يعاني الوزن الزائد، أو يعاني إرتفاعا في ضغط الدم، أو ينتمي إلى عائلة أحد أفرادها مصاب بالسكري.. ودعا القيمون على الحملة كل هؤلاء الأشخاص إلى المبادرة بإجراء فحص سكر الدم للتأكد من عدم ارتفاعه لديهم. وتتأتى أهمية فحص السكر من أن ضبط مستوى السكر في الدم وإبقاءه ضمن المعدل المطلوب يقلل أو يبعد خطر حصول المضاعفات، وبالتالي يساعد الشخص المصاب على متابعة نشاطاته بشكل طبيعي والحفاظ على نوعية حياة طبيعية.
واستهل إطلاق الحملة بعرض الكليب التلفزيوني الخاص بها. تبلغ مدة الكليب الإعلاني الذي يدعو إلى الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري (وراثة، وزن زائد، عمر فوق 45 سنة والمصابون بضغط الدم) لإجراء فحص سكر الدم الفوري. وبدا الكليب جافاً برسوم متحركة يبدو أشخاصها أشبه بال»روبوت»، كما انه يقدم المعلومات بطريقة تلقينية بعيدة عن أي نوع من أنواع عناصر الجذب التلفزيوني والإخراجي والمرئي. وعلل القيمون على إنتاج الكليب عثراته بقصر المدة الممنوحة في التلفزيونات لعرضه، ولكن ذلك لا يمنع من إنتاج مادة إعلانية توجيهية مشوقة بثلاثين ثانية.
واعتبرت رئيسة الجمعية اللبنانية لأطباء الغدد الصماء والسكري والدهنيات د. ريتا نمر أنه استناداً إلى ألأرقام الحالية للمرض والنسب المتوقعه في المستقبل القريب،أن داء السكري يشابه في كثير من الوجوه الامراض الوبائيه»، متوقفة عند المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالمرض، من جلطات دماغية، واحتشاء في عضلة القلب، وعجز في الكلى، وتلف لشبكة العين، وبتر للأطراف السفلى، وغيرها من المضاعفات، ندرك مدى الخطورة التي يشكّلها هذا المرض على صحة الانسان وحياته. وردت نمر السبب الأساسي للارتفاع المخيف في نسب الاصابة بمرض السكري إلى تحوّلنا أكثر فأكثر الى اتّباع نمط غذائي غير صحي وغير سليم من خلال الاكثار من تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون المشبعة والسعرات الحرارية، وترافق ذلك مع الإقلال من الحركة اليومية وممارسة الرياضة البدنية.
بدوره، أرجع مدير البرنامج الوطني للسكري الدكتور محمد صنديد أسباب ارتفاع الإصابة بالسكري إلى التدخين وارتفاع ضغط الدم والبدانة وخلل استقلاب شحوم الدم وقلة الحركة، لافتاًً إلى أن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن شخصا واحدا سيموت في العالم من مضاعفات السكري كل عشر ثوان بحلول عام 2030، ليصبح مرض السكري آفة القرن الواحد والعشرين بلا مبالغة، وأحد الأسباب الأربعة الرئيسية للوفيات في العالم. وعرض د.صنديد لنشاطات البرنامج الوطني للحد من الإصابة بالسكري. واشار د.صنديد في كلمة وزير الصحة محمد جواد خليفة التي القاها نيابة عنه «أن مرض السكري يتمتع بميزات خاصة به، تجعل منه المرض الأكثر فتكاً، والأكثر كلفة، إذا أسيء التعامل معه، وهو أيضاً بالمقابل المرض الأسهل معالجة والمرض الممكن التعايش معه لمئة عام».
ومن «مميزات» المرض أنه «واسع الانتشار ووراثي، ويتأثر مباشرة بالنمط الغذائي الذي نعيش، ويتأثر كذلك بالسلوكيات الحياتية التي نمارس، حيث تؤكد الدراسات أن ممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين وتجنب السمنة يعطي للحياة جمالها، ويساهم في إطالة الحياة ذات النوعية الجيدة عشر سنوات على الأقل».
وعليه اشار صنديد إلى أن «الحملة الوطنية للكشف المبكر للسكري تبدأ بحملات توعية صادقة ودقيقة للمواطنين، ليعرفوا حقيقة مرض السكري، وعوارض ظهوره (العطش الدائم، نشاف الفم- الجوع الدائم – والبول الكثير)، ووسائل الوقاية منه».
وبعد تأكيده على أهمية الكشف المبكر اشار صنديد إلى أن كل الإحصاءات تؤكد أن 70 في المئة من حالات القلب المفتوح، والقصور الكلوي، ومشاكل البصر حتى العمى، ناتجة عن إتلاف الشرايين الصغيرة، نتيجة للإصابة بالسكري. ونتيجة لعدم المعالجة الدقيقة والمراقبة الدورية لتطور المرض والعوارض الجانبية له. وإن 80 في المئة من حالات البتر في الأطراف السفلى هي أيضا نتيجة لتلف الشرايين الصغيرة في القدمين. ورأت المديرة الاقليمية في شركة «روش» رولا قائدبيه جردي أن ضبط مستوى السكر في الدم وإبقائه ضمن المعدل المطلوب يقلل أو يبعد خطر حصول المضاعفات وبالتالي يساعد الشخص المصاب على متابعة نشاطاته بشكل طبيعي كما يساعده للحفاظ على نوعية الحياة.
ومن المفترض ان تترجم الحملة بسلسلة لقاءات تلفزيونية توعوية وبمواضيع صحافية مكتوبة وببرامج إذاعية وكذلك بندوات ومحاضرات تشمل مختلف المناطق اللبنانية.

Script executed in 0.19738292694092