وحسب الأمين العام لحزب الله قام أحمد نصر الله بمحاولة دس معلومات في أوساط المقربين من الحريري مفادها أن معلومات استخباراتية بحوزته تفيد بأن حزب الله يخطط لاغتيال الحريري قبل اغتياله فعلا في فبراير/شباط 2005.
وفي مؤتمره الصحفي كشف الأمين العام لحزب الله عن هوية وصورة أحمد نصر الله (48 عاما) وقدم اعترافا له بتورطه بالعمالة، ونوّه بعدم وجود صلة قرابة بينهما، وقال إنه اعتقل وما لبث أن فرّ من سجنه في ظروف غامضة ورجح أن يكون مقيما في إسرائيل.
وكيل للغاز
ويستدل من تحقيق الجزيرة نت أن أحمد نصر الله أقام في عدة أماكن في إسرائيل آخرها في مدينتي طبريا ونتسيرت عليت وعمل وكيلا لبيع غاز الطهو.
ويفيد جيران ومعارف أحمد نصر الله في مدينة نتسيرت عليت الإسرائيلية المجاورة لمدينة الناصرة، بأنه فور الكشف المذكور لحسن نصر الله انتقل اللبناني المتهم بالعمالة إلى الحياة السرية، وهناك من يقول إنه فر من البلاد إلى كندا.
وأفاد عدد من فلسطينيي الداخل بأنهم فوجئوا بخطورة الدور المنوط بأحمد نصر الله رغم معرفتهم به وبخلفيته وماضيه.
ويتضح أن أحمد نصر الله حل بإسرائيل قبل ثلاث سنوات واستقر في طبريا قبل أن يقيم في نتسيرت عليت هو وزوجته وبناته الثلاث، وظل يحتفظ باسمه الحقيقي كما يبدو من شيكات مصرفية خاصة به استخدمها في معاملات تجارية.
ويفيد صاحب دكان لبيع اللحوم من الناصرة بأن أحمد نصر الله ظل أحد زبائنه حتى تغيّب فجأة غداة خطاب نصر الله المتلفز وحاول هو الاتصال به عدة مرات لاستعادة دين قديم لكن دون جدوى.
هذا ما أكده أيضا صاحب سوبرماركت في المنطقة قال إن نصر الله ما زال مدينا له بمبلغ صغير. وقال هذا الشخص إن أحمد نصر الله شيعي من بلدة الخيام وقد "حدثني أحمد نصر الله أن كثيرين من أهل بلدته قد تجندوا لاستخبارات إسرائيل".
أحد جيران نصر الله في نتسيرت عليت يقول إنه فرّ من البلاد مهاجرا إلى كندا فور كشف اسمه وصورته.
عودة عائلته
كما يشير أحد معارفه من عملاء جيش جنوب لبنان المقيمين في إسرائيل إلى أن ابنته توفيت مرضا قبل عامين وأن زوجته وابنتيه -وكلهن محجبات- عدن إلى لبنان قبل شهور عبر الأردن وبقي هو حيث استقر في نتسيرت عليت.
وتابع "علمت أنه كان يخطط للانتقال لدولة غربية لإقامة مؤقتة قبل الرجوع للبنان طامعا في سماحة ورحابة صدر الأمين العام لحزب الله بالعفو عنه سيما في حال إبدائه الندم".
وقال "طالما ردد على مسمعي: أنا نادم على ما ارتكبته فقد كنت صغيرا وفقيرا واستغلوني واليوم يعاملوننا معاملة الكلاب في إسرائيل".
في المقابل استبعد عميل سابق في جيش لبنان الجنوبي يدير مطعما في شمال إسرائيل أن يكون أحمد نصر الله عمل لوحده، وذكّر بأنه كان مجرد عسكري عادي كان يعرفه منذ عمل تحت إمرة ضابط في جيش جنوب لبنان يدعى حسين عبد اللطيف.
وقال "أستبعد أن يكون أحمد نصر الله قد هاجر لخارج البلاد وانتقل للحياة السرية في البلاد بدوافع الحيطة بعد الكشف عن هويته وعن التهم الموجهة له من قبل حزب الله".