اكد رئيس كنيسة مسيحية اميركية صغيرة في فلوريدا، قريبة من المذهب البروتستانتي، امس عزمه على حرق نسخ من القرآن بعد غد السبت، في ذكرى هجمات 11 ايلول، بالرغم من الإدانات الواسعة والتحذيرات، خاصة من الادارة الاميركية وحكومات غربية متعددة والفاتيكان والعالم العربي والاسلامي، من تبعات هذه الخطوة الاستفزازية، وتاثيرها على العلاقة بين الولايات المتحدة والمسلمين.
وتتخوف الولايات المتحدة من ان تزيد خطوة هذه الكنيسة الاميركية المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنودها في افغانستان، وسط موجة من العداء للإسلام في الولايات المتحدة بسبب مشروع لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 11 أيلول في نيويورك.
وأعلن رئيس كنيسة «مركز الحمامة لنجدة العالم» القس تيري جونز، في مؤتمر صحافي قرب كنيسته في فلوريدا، انه مصمم على تنفيذ خطته، معتبرا انه تلقى الكثير من التشجيع، وقال إن الداعمين له أرسلوا اليه نسخا من القرآن لاحراقها. وقال «حتى الآن، لسنا على اقتناع بان التراجع هو الأمر الصحيح».
وقالت المسؤولة في الكنيسة فران اينغرام، إن عملية الحرق ستحصل كما هو مقرر في 11 أيلول، يوم ذكرى الهجمات. وفيما تتردد أصداء الاحتجاجات في الولايات المتحدة والعالم، أكدت اينغرام «لم نفكر في أي إمكانية أخرى على الإطلاق».
وأعلنت الكنيسة التي أسسها القس تيري جونز في ألمانيا أنها «صدمت إزاء هذا العمل على غرار الكثيرين في أنحاء العالم». وقال ستيفان بار، مدير «مجموعة كولونيا المسيحية» التي تتبع حركة
«الكنائس الحرة» القريبة من البروتستانتية، «نحن ننأى تماما عن جونز وعن دعوته»، موضحا أن مجموعته «لم يعد لديها أي اتصال» مع جونز منذ قرر في العام 2008 مغادرة هذه المجموعة التي أسسها مطلع الثمانينيات، بسبب «خلافات» حول أسلوبه في إدارتها.
وفي نيويورك («السفير»)، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه. وقال المتحدث باسمه فرحان حق «إن مثل هذه التصرفات تناقض جهود الأمم المتحدة والكثيرين حول العالم من أجل نشر التسامح والتفاهم بين الثقافات، والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان. ومن المؤكد أن كل ما يمكن أن تؤدي له هذه الأعمال هو المزيد من الانقسام والاستقطاب بين الجاليات المختلفة».
وحذر مفوض الأمم المتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا، في بيان من كابول، من أن حرق المصاحف قد يعرض موظفيه للخطر. وقال «إذا تم ذلك العمل البغيض، فان ذلك لن يؤدي سوى إلى تقوية المعارضين للسلام والمصالحة في أفغانستان».
وكانت الإدارة الأميركية كثفت من محاولاتها لثني القس جونز عن خطته لحرق مصاحف، محذرة من أن هذا الأمر سيؤدي إلى تأجيج الكراهية الدينية. وقال متحدث باسم البنتاغون إن وزير الدفاع روبرت غيتس حذر من أن خطة حرق مصاحف تهدد قوات الاحتلال في أفغانستان.
وأعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، خلال إفطار رمضاني أقامته في وزارة الخارجية، عن سرورها «للإدانة الواضحة التي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي التي صدرت عن المسؤولين الروحيين الأميركيين من جميع الديانات، من المسيحيين الإنجيليين إلى الحاخامات اليهود، كما عن المسؤولين الأميركيين العلمانيين وقادة الرأي». واضافت إن «التزامنا التسامح الديني يعود إلى بداية امتنا».
وشددت وزارة الخارجية الأميركية على عزلة هذه المجموعة الصغيرة. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي «نأمل أن يأخـــذ العالم في الاعتبار أن الأمر بمثابة عمــل مجموعة هامشية صغيــرة جداً وأنها لا تمثل وجهات نظر الولايـــات المتحدة ولا الأميركيين في مجملهم».
ورحب بأن «الجاليات ذات الغالبية المسلمة في العالم استمعت إلى تصريحاتنا بالإدانة الواضحة».
وأقر بقلق الولايات المتحدة حيال العسكريين والدبلوماسيين و«المواطنين الأميركيين الذين يتنقلون في العالم والذين قد يجدون أنفسهـــم في غمرة رد فعل مأساوي لما قد يحدث في نهاية هذا الأسبوع».
واجتمع وزير العدل الأميركي ايريك هولدر بعدد من الزعماء الدينيين لبحث سبل القضاء على موجة العداء للإسلام. وقالت مديرة جمعية «المناصرين للإسلام» فرحانة خيرا إن هولدر وصف خطط حرق المصحف بأنها «غبية وخطيرة»، إلا انه أعرب عن أسفه لان الحدث بحد ذاته لا يشكل انتهاكا للقانون الفدرالي.
وقال ريتشارد كيزيك، ابرز القادة الإنجيليين، «أقول لكل المتعصبين الرافضين لإخوتنا الأميركيين بسبب ديانتهم، عيب عليكم». أما الحاخام نانسي كريمر فقالت «نحن نشعر بالاستياء الشديد والحزن العميق بسبب حوادث العنف التي ارتكبت ضد مسلمين في مجتمعاتنا، وكذلك بسبب تدنيس بيوت العبادة الإسلامية».
من جهتها، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون على ضرورة «احترام كل المعتقدات الدينية»، فيما وصف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى هذا العمل بـ«المتطرف»، داعيا الاميركيين الى معارضة خطط القس الاميركي.
وأعلن المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان في بيان أن مشروع جونز لإحراق المصحف سيشكل «اهانة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه». وقال «لا يمكن معالجة أعمال عنيفة تدعو إلى الأسف» على غرار هجمات 11 أيلول بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا. وشدد على ان «كل ديانة مع كتبها المقدسة وأماكن عبادتها ورموزها، لها الحق في الاحترام والحماية».
ومن مدينة قم الايرانية اعلن اية الله لطف الله صفي كلبايكاني، انه «اذا ما حصل مثل هذا العمل غير الانساني والفظيع في اميركا، فان الرئيس (باراك) اوباما سيستحق عندئذ الملاحقة».
وحذر عضو مجمع بحوث الأزهر الشيخ عبد المعطي البيومي من انه في حال تم حرق المصاحف فان هذا الأمر قد يؤدي إلى «تخريب» العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي. ووصف العضو في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان خطة الكنيسة البروتستانتية الصغيرة بـ«العمل الهمجي». وأكد أن ذلك العمل «سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة». وأدان رؤساء الكنائس الإنجيلية وحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن وحركة حماس حرق المصاحف.
من جهة أخرى، أعلن الإمام الأميركي فيصل عبد الرؤوف، الذي يقف وراء مشروع بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 أيلول في نيويورك، أمس، انه صدم بالجدل الذي أثاره مشروعه، متعهدا التزام الشفافية مع شركائه الماليين. وقال، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، «اعلم أن مصادر تمويل المشروع ستثير اهتماما، لذا سنكشف بوضوح (هوية) كل شركائنا الماليين». وشدد على أن المشروع الذي تقدر كلفته بمئة مليون دولار لا يزال في طور التطوير، وانه يدرك التحديات التي تنتظره لبناء المسجد.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
وتتخوف الولايات المتحدة من ان تزيد خطوة هذه الكنيسة الاميركية المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنودها في افغانستان، وسط موجة من العداء للإسلام في الولايات المتحدة بسبب مشروع لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد قرب موقع هجمات 11 أيلول في نيويورك.
وأعلن رئيس كنيسة «مركز الحمامة لنجدة العالم» القس تيري جونز، في مؤتمر صحافي قرب كنيسته في فلوريدا، انه مصمم على تنفيذ خطته، معتبرا انه تلقى الكثير من التشجيع، وقال إن الداعمين له أرسلوا اليه نسخا من القرآن لاحراقها. وقال «حتى الآن، لسنا على اقتناع بان التراجع هو الأمر الصحيح».
وقالت المسؤولة في الكنيسة فران اينغرام، إن عملية الحرق ستحصل كما هو مقرر في 11 أيلول، يوم ذكرى الهجمات. وفيما تتردد أصداء الاحتجاجات في الولايات المتحدة والعالم، أكدت اينغرام «لم نفكر في أي إمكانية أخرى على الإطلاق».
وأعلنت الكنيسة التي أسسها القس تيري جونز في ألمانيا أنها «صدمت إزاء هذا العمل على غرار الكثيرين في أنحاء العالم». وقال ستيفان بار، مدير «مجموعة كولونيا المسيحية» التي تتبع حركة
«الكنائس الحرة» القريبة من البروتستانتية، «نحن ننأى تماما عن جونز وعن دعوته»، موضحا أن مجموعته «لم يعد لديها أي اتصال» مع جونز منذ قرر في العام 2008 مغادرة هذه المجموعة التي أسسها مطلع الثمانينيات، بسبب «خلافات» حول أسلوبه في إدارتها.
وفي نيويورك («السفير»)، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه. وقال المتحدث باسمه فرحان حق «إن مثل هذه التصرفات تناقض جهود الأمم المتحدة والكثيرين حول العالم من أجل نشر التسامح والتفاهم بين الثقافات، والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان. ومن المؤكد أن كل ما يمكن أن تؤدي له هذه الأعمال هو المزيد من الانقسام والاستقطاب بين الجاليات المختلفة».
وحذر مفوض الأمم المتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا، في بيان من كابول، من أن حرق المصاحف قد يعرض موظفيه للخطر. وقال «إذا تم ذلك العمل البغيض، فان ذلك لن يؤدي سوى إلى تقوية المعارضين للسلام والمصالحة في أفغانستان».
وكانت الإدارة الأميركية كثفت من محاولاتها لثني القس جونز عن خطته لحرق مصاحف، محذرة من أن هذا الأمر سيؤدي إلى تأجيج الكراهية الدينية. وقال متحدث باسم البنتاغون إن وزير الدفاع روبرت غيتس حذر من أن خطة حرق مصاحف تهدد قوات الاحتلال في أفغانستان.
وأعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، خلال إفطار رمضاني أقامته في وزارة الخارجية، عن سرورها «للإدانة الواضحة التي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي التي صدرت عن المسؤولين الروحيين الأميركيين من جميع الديانات، من المسيحيين الإنجيليين إلى الحاخامات اليهود، كما عن المسؤولين الأميركيين العلمانيين وقادة الرأي». واضافت إن «التزامنا التسامح الديني يعود إلى بداية امتنا».
وشددت وزارة الخارجية الأميركية على عزلة هذه المجموعة الصغيرة. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي «نأمل أن يأخـــذ العالم في الاعتبار أن الأمر بمثابة عمــل مجموعة هامشية صغيــرة جداً وأنها لا تمثل وجهات نظر الولايـــات المتحدة ولا الأميركيين في مجملهم».
ورحب بأن «الجاليات ذات الغالبية المسلمة في العالم استمعت إلى تصريحاتنا بالإدانة الواضحة».
وأقر بقلق الولايات المتحدة حيال العسكريين والدبلوماسيين و«المواطنين الأميركيين الذين يتنقلون في العالم والذين قد يجدون أنفسهـــم في غمرة رد فعل مأساوي لما قد يحدث في نهاية هذا الأسبوع».
واجتمع وزير العدل الأميركي ايريك هولدر بعدد من الزعماء الدينيين لبحث سبل القضاء على موجة العداء للإسلام. وقالت مديرة جمعية «المناصرين للإسلام» فرحانة خيرا إن هولدر وصف خطط حرق المصحف بأنها «غبية وخطيرة»، إلا انه أعرب عن أسفه لان الحدث بحد ذاته لا يشكل انتهاكا للقانون الفدرالي.
وقال ريتشارد كيزيك، ابرز القادة الإنجيليين، «أقول لكل المتعصبين الرافضين لإخوتنا الأميركيين بسبب ديانتهم، عيب عليكم». أما الحاخام نانسي كريمر فقالت «نحن نشعر بالاستياء الشديد والحزن العميق بسبب حوادث العنف التي ارتكبت ضد مسلمين في مجتمعاتنا، وكذلك بسبب تدنيس بيوت العبادة الإسلامية».
من جهتها، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون على ضرورة «احترام كل المعتقدات الدينية»، فيما وصف الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى هذا العمل بـ«المتطرف»، داعيا الاميركيين الى معارضة خطط القس الاميركي.
وأعلن المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان في بيان أن مشروع جونز لإحراق المصحف سيشكل «اهانة خطرة إزاء كتاب مقدس بنظر أتباعه». وقال «لا يمكن معالجة أعمال عنيفة تدعو إلى الأسف» على غرار هجمات 11 أيلول بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا. وشدد على ان «كل ديانة مع كتبها المقدسة وأماكن عبادتها ورموزها، لها الحق في الاحترام والحماية».
ومن مدينة قم الايرانية اعلن اية الله لطف الله صفي كلبايكاني، انه «اذا ما حصل مثل هذا العمل غير الانساني والفظيع في اميركا، فان الرئيس (باراك) اوباما سيستحق عندئذ الملاحقة».
وحذر عضو مجمع بحوث الأزهر الشيخ عبد المعطي البيومي من انه في حال تم حرق المصاحف فان هذا الأمر قد يؤدي إلى «تخريب» العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي. ووصف العضو في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان خطة الكنيسة البروتستانتية الصغيرة بـ«العمل الهمجي». وأكد أن ذلك العمل «سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة». وأدان رؤساء الكنائس الإنجيلية وحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن وحركة حماس حرق المصاحف.
من جهة أخرى، أعلن الإمام الأميركي فيصل عبد الرؤوف، الذي يقف وراء مشروع بناء مسجد قرب موقع هجمات 11 أيلول في نيويورك، أمس، انه صدم بالجدل الذي أثاره مشروعه، متعهدا التزام الشفافية مع شركائه الماليين. وقال، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، «اعلم أن مصادر تمويل المشروع ستثير اهتماما، لذا سنكشف بوضوح (هوية) كل شركائنا الماليين». وشدد على أن المشروع الذي تقدر كلفته بمئة مليون دولار لا يزال في طور التطوير، وانه يدرك التحديات التي تنتظره لبناء المسجد.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)