شكّل العام 1982 نقطة تحوّل لدى الشاب العشريني، إذ شهد وهو منطقة الجبل وقاطنها على تفاصيل الإجتياح الإسرائيلي واحتلاله. في صفوف الثورة الفلسطينية قاتل صالح العريضي في الشحّار وبيصور مروراً بعبيه وكفرمتّى. وقد ساعده نداؤه الديني في مهمات المقاومة فكانت تسهل عليه عمليات تهريب الأسلحة من الجبل الى الجنوب.
بسرية ساهم ورفاقه في إخفاء كميات من السلاح للمقاومة الفلسطينية وسهّل حركة المقاتلين وتنقلّهم لتنفيذ عملياتهم. في أواخر الثمانينات إنضمّ العريضي الى صفوف الحزب التقدمي الإشتراكي وصار من أهمّ مستشاري وليد جنبلاط. وفي أوائل التسعينات خلع الثوب الديني ليتفرّغ كلّياً للسياسة.
تنقّل بين مواقع عدّة فهو كان يبحث عن الحزب الذي يتناسب وأولوياته وعلى رأسها متانة العلاقة مع سوريا التي جاهر بها في أقسى المراحل. وقد غادر الحزب الإشتراكي في العام 1998 عندما تناقضت المبادئ.
الى جانب الأمير طلال أرسلان كان العريضي أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي اللبناني عام 2000 ولعلّ الإمتحان السياسي الأكبر الذي مرّ به الحزب كان في أحداث أيار 2008 حيث لعب العريضي دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر وحلّ الخلافات بين الأفرقاء الدروز وخصوصاً بين ارسلان وجنبلاط، كما توسّط من أجل إنهاء القتال بين التقدمّي وحزب الله. نجح في ذلك ولم يأتي الأمر صدفة فهو طوال مسيرته حافظ على قنوات الإتصال مع الأطراف كافة.
إذا كانت المساعي أثمرت تهدئة في الجبل فانّ الحصاد أتى أحمر اللون بعد أربعة أشهر على أحداث ايار ففي العاشر من أيلول 2008 إغتيل العريضي بالقرب من منزله في بيصور إثر إستهداف سيارته بعبوة ناسفة.
لم يكن الإغتيال الأول في حياته لكنّه كان الأول الذي قضى على تلك الحياة، يُخبر المقربّون منه وفي الفترة القصيرة التي سبقت مقتله كان يدير محرّك سيارته قبل أن تستقلّها العائلة، وفي حادثة لافتة أخرى فقد ثار غضبه يوم إبنه سيارته من دون أذنه.
سمّاه الرئيس ميشال سليمان شهيد الوحدة الوطنية. هو الذي أنجز الكثير في أعوامه الخمسين. لم يُكمل تعليمه لكنّه قرأ كتباً عدّة تحديداً في السياسة والدين. وعندما يتعب من القراءة كان ينزل الى الحديقة حيث يمارس هوايته المفضلّة الزراعة.
تزوّج مرتين وله خمسة أولاد. ترك لهم إرثاً سياسياً وإجتماعياً وكان الملف الى قلبه في المرحلة الأخيرة قضية الموحدين الدروز في الأراضي المحتلّة، إذ عمل الى تقريب المسافات معهم وقد بادلوه بالمثل. فبعد إستشهاده دشنوّا قاعة باسمه في قريت بيت جان في الجليل.