وتضمنت المراسم التي شارك فيها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي تلاوة أسماء جميع الضحايا، ودق الكنائس أجراسها في الموعد نفسه الذي شهد خطف أول طائرة استخدمها المهاجمون في تنفيذ الهجمات على مقر البنتاغون في واشنطن وبرجي نيويورك.
وقال بايدن "لسنا هنا للبكاء، بل لنتذكر ونعيد الإعمار". وحمل أقرباء للضحايا صورا لقتلاهم الذين سقطوا في الهجمات.
ومن المقرر أن يشهد موقع الأحداث في المدينة أيضا مظاهرتين، إحداهما مؤيدة لبناء مركز إسلامي والثانية مناهضة له، وذلك بعد أن تظاهر نحو ألفي شخص الجمعة قرب المكان المقرر أن يبنى فيه المركز، وعبروا عن تأييدهم لبنائه وقالوا إن الذين يعارضونه يسعون إلى "شيطنة الإسلام".
كل الأديان
وفي مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي تعرض لهجوم بإحدى الطائرات المختطفة، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن من سماهم الإرهابيين لن يتمكنوا من خلق انقسام في الولايات المتحدة، ودعا المواطنين الأميركيين إلى قبول كل الأديان.
وقال في خطاب بهذه المناسبة إن تنظيم القاعدة هو من هاجم أميركا وليس الإسلام. وأكد أن الولايات المتحدة لن تكون أبدا في حرب مع الإسلام.
ووصف أوباما تنظيم القاعدة بأنه مجموعة من الرجال الذين حرّفوا الدين، وقال إن أميركا لن تسمح لهم بأن يعلنوا انتصارهم عليها. وشدد على أن اعتقال زعيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال يشكل أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة وهي تحيي هذه الذكرى.
كما حضرت ميشال أوباما ولورا بوش زوجة الرئيس السابق جورج بوش، مراسم تكريمية لضحايا قضوا في تحطم إحدى الطائرات في بنسلفانيا.
وأعربت ميشال أوباما عن إعجابها بـ"البطولة التي أظهرها الركاب الذين حاولوا استعادة السيطرة على طائرة بوينغ 757 المخطوفة" والتي كان هدفها المحتمل البيت الأبيض أو مقر الكونغرس الأميركي.
توتر وجدل
وتأتي احتفالية هذا العام في ظل جدل ساخن وتوتر تشهده البلاد بسبب إعلان القس الأميركي تيري جونز ما سماه اليوم العالمي لإحراق القرآن، ونيته إحراق نسخ من المصحف الشريف بالتزامن مع هذه الذكرى. لكن جونز تراجع السبت نهائيا عن ذلك قائلا في مقابلة تلفزيونية إنه لن يقوم "أبدا بإحراق القرآن".
كما تشهد الولايات المتحدة جدلا آخر بسبب مشروع لبناء مركز إسلامي ومسجد قرب المكان الذي ضربته هجمات 2001 في مدينة نيويورك، وهو المشروع الذي يعتبره معارضون استفزازا لضحايا هذه الهجمات، وتشجيعا لما يسمونه الإرهاب.
وكان أوباما قد صرح الجمعة في مؤتمر صحفي -جوابا عن سؤال بشأن المركز الإسلامي المذكور- بأنه يجب السماح للمسلمين بالبناء في أي منطقة يسمح فيها لجماعات دينية أخرى بالبناء.
موجة جديدة
من جهة أخرى ذكر تقرير -صدر الجمعة عشية الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر- أن الولايات المتحدة تواجه موجة متزايدة من "الإرهاب الداخلي" وأنه تتم "أمركة القاعدة".
وحذر التقرير –الذي أعده مسؤولون سابقون في اللجنة التي كانت قد كلفت بدراسة أحداث 11 سبتمبر- من خطر "دفع المسلمين في الولايات المتحدة إلى التطرف" من قبل القاعدة في إستراتيجية جديدة.
ويقول التقرير –الواقع في 43 صفحة- إن "التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة يختلف عن ما كان عليه الأمر قبل تسع سنوات"، وأضاف أن أميركا تختلف قليلا عن أوروبا لأن لديها مشكل إرهاب داخلي متنام يتورط فيه مهاجرون وكذلك مسلمون أميركيون أصليون وآخرون اعتنقوا الإسلام.
وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به في كل من الصومال وأفغانستان والعراق جهزت ما سماه "بنية تحتية جنينية" للتجنيد في الولايات المتحدة.