أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المخابرات الفرنسية متخوفة من «حزب الله»: قد يتخذ جنودنا رهائن وأذرعه تتمدد عالميا

الثلاثاء 14 أيلول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,652 زائر

المخابرات الفرنسية متخوفة من «حزب الله»: قد يتخذ جنودنا رهائن وأذرعه تتمدد عالميا

وعلى الرغم من التباعد الرسمي ما بين الحزب اللبناني وفرنسا، والتهديدات الإرهابية التي تترقبها الأجهزة الأمنية الغربية وتحذر منها، كان لافتاً للانتباه أن يجعل برنار سكاوارسيني، رئيس الإدارة المركزية للمخابرات الفرنسية الداخلية، من عودة حزب الله إلى الساحة الدولية أحد عناصر القلق الفرنسي، برغم غيابه عن لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
وفي مقابلة أمس الأول مع صحيفة «لوجورنال دوديمانش» استعاد المسؤول الفرنسي الأول عن مكافحة الإرهاب أشباح الحادي عشر من أيلول ونبه الفرنسيين إلى أن التهديد لم يتبدد لا بمرور الأعوام التسعة، ولا بالحرب في افغانستان، بل إنه لم يكن يوماً بالحجم الذي هو عليه الآن.
وطمأن سكاوارسيني مواطنيه إلى إمساك المخابرات الفرنسية بقوة لقياد أمنهم اليومي، وإحباطها الكثير من الهجمات التي كان يعد لها تنظيم «القاعدة» ضد بلادهم، من دون الإعلان عنها في معظم الأحيان.
ولكنها المرة الأولى التي يربط فيها مسؤول أمني فرنسي كبير بين عودة «حزب الله» إلى الساحة الدولية وبين القلق من استمرار التهديدات الإرهابية، لمناسبة الحادي عشر من أيلول.
لم يسهب المسؤول الفرنسي في تفصيل التهديدات التي قد يكون مصدرها حزب الله، لكنه حدد نقاط الاحتكاك المعروفة مع الحزب في جنوب لبنان، معززا فرضية التهديد المتداولة، بتحويل الجنود الفرنسيين في «اليونيفيل»، هدفا لعمليات احتجاز رهائن أو هجمات محتملة.
وبرر سكاوارسيني مخاوف المخابرات الفرنسية، ومنها «عودة حزب الله إلى المشهد العالمي، واقتراب موعد المحاكمة في قضية اغتيال الحريري، أمام المحكمة الخاصة بلبنان، حيث يرابط جنودنا في إطار قوات اليونيفيل».
ويذهب حزب الله في المشهد الدولي أبعد من جنوب الليطاني، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتقول مصادر فرنسية إن الحزب الشيعي اللبناني، تمدد إلى العراق، حيث يلعب دوراً رئيسياً في إعداد مقاتلي التنظيمات التي تقاتل الأميركيين، كعصائب الحق، وحزب الله في العراق وغيرها. وكانت صفقة إطلاق أحد كوادره، علي موسى دقماق، قد شملت قائد العصائب قيس الخزعلي، وآخرين منها، لقاء رهائن بريطانيين.
ويعمل حزب الله، تتابع هذه المصادر، على دعم حماس لوجستياً وسياسياً عبر انفاق غزة، حيث لعبت كوادره دوراً أساسياً في إعادة تسليح الحركة التي تسيطر على غزة، بعد «عملية الرصاص المصبوب».
وقال مصدر فرنسي إن الأجهزة الفرنسية رصدت مسؤول الاتصالات في حزب الله بعد وصوله إلى مصوع في اريتريا، وهي أحد المحطات الرئيسة للتدخل في الصومال، حيث تعتقد الاجهزة الأمنية أن حزب الله يعمل في المنطقة كذراع لإيران، التي تقوم، مع أسمرة، بتسليح حركة الشباب، التي تقاتل حكم الشيخ شريف أحمد الموالي للغربيين.
وتقول مصادر في باريس إن الأجهزة الفرنسية تعيد تقييم علاقتها بحزب الله، على ضوء تحوله إلى لاعب رئيسي، وأحد الأرقام الصعبة في المنطقة. وقد تلقت نصائح عربية بضرورة ألا يقتصر الاتصال بقيادته على القنوات الدبلوماسية المعهودة في بيروت، وقررت الدخول في حوار معه في مرحلة أولى، لتتفادى أي توتر ينشأ عن القرار الظني في قضية الحريري، الذي قد يستهدف عناصر من الحزب.

< المقال  السابق

Script executed in 0.19186496734619