أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تسابق درزي لاستثمار «زيارة النبي هابيل»

الأربعاء 15 أيلول , 2010 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,767 زائر

تسابق درزي لاستثمار «زيارة النبي هابيل»

 وفيما حسمت السلطات الإسرائيلية أمرها وأجازت خروج 700 من دروز الجولان المحتل عبر معبر القنيطرة، تبقى الممكلة الأردنية اللاعب الأكبر في رفض أو قبول دخول 250 من دروز الجليل عبر معبر درعا الحدودي.
وبحسب أرقام غير رسمية، يبلغ عدد الدروز في لبنان نحو 250 ألفاً، وفي إسرائيل نحو 150 ألفاً، وفي سوريا نحو نصف مليون، إضافة الى بضع مئات في الأردن.
ورغم أن الزيارة السنوية لمقام النبي هابيل تتسم بطابع ديني، إلا أن أهالي الجولان استطاعوا الاستفادة منها لزيارة أقاربهم في دمشق. وقد وضعت السلطات الإسرائيلية، في السنوات الماضية، عقبات عديدة أمام من يرغب من الجولانيين في المشاركة بهذه الزيارة، عبر حصرها بالذكور، واشتراط أن تتجاوز أعمارهم 70 عاماً. إلا أن اجتماع الشيخ طاهر أبو صالح رئيس الهيئة الروحية في الجولان مع وزارة الداخلية الإسرائيلية، الشهر الماضي، بدعم من الشيخ موفق طريف، قد أفضى الى ارتفاع العدد هذا العام الى 700 مشارك، بينهم 220 امرأة، وعدد من غير المتدينين، اضافة الى خفض شرط السن الى ما دون الخمسين عاماً. في المقابل، يحاول 250 شيخاً من «لجنة التواصل الدرزية عرب الـ 48» برئاسة الشيخ علي معدي المشاركة في الزيارة عن طريق الأردن، على أن يدخلوا الى سوريا عبر معبر درعا الحدودي، ودون الحصول على موافقة مسبقة من السلطات الإسرائيلية.
وعلى الرغم من نجاح وفد سابق برئاسة الشيخ عوني خنيفس من دخول لبنان، في تموز الماضي، للمشاركة في المؤتمر الاغترابي الدرزي، عبر سلوك الطريق نفسه، يواجه الوفد برئاسة معدي عقبات من قبل السلطات الأردنية، التي رفضت دخول الأخير الى أراضيها مرتين متتاليتين، خلال اليومين الماضيين، وطلبت منه العودة الى قريته، يركا، والتخلي عن فكرة تنسيق الزيارة، وعدم محاولة الدخول الى سوريا عبر الأراضي الأردنية.
ومن المعلوم أن الوفد المؤلف من 35 شيخاً، زاروا لبنان مؤخراً، قد جرى ترتيب دخولهم بتنسيق مشترك بين النائب في الكنيست الإسرائيلي سعيد نفاع، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.
وقد أعلن جنبلاط في حينه أنه «عمل مع السلطات الأردنية والسورية واللبنانية كي يُسمح للوفد بالسفر براً ودخول لبنان للمشاركة في المؤتمر». وعلمت «الأخبار» أن الجهة الرئيسية التي سهلت الأمر هي السلطات الأردنية. وقد أدى أيمن الصفدي، المستشار الإعلامي للملك الأردني عبد الله الثاني، دوراً محورياً في هذا المجال، فيما سهل الجانب السوري، بتنسيق من اللواء المتقاعد محمد ناصيف، مرور الوفد عبر الأراضي السورية، وصولاً الى تولي الوزير وائل أبو فاعور إدخال الوفد الى لبنان عبر تأشيرات خاصة، دون أن يدمغ الأمن العام اللبناني جوازات سفرهم.
ومن المعلوم أن الشيخ خنيفس، كان في عداد وفد سابق برئاسة معدي زار سوريا عام 2007، قبل أن يعمل سعيد نفاع لأسباب تتعلق بخلافاته الداخلية مع حزب التجمع الوطني الديموقراطي، برئاسة عزمي بشارة، على شق لجنة التواصل ومحاولة عزل الشيخ معدي وتأليف لجنة جديدة برئاسة خنيفس.
وفيما لا يزال الوفد برئاسة الشيخ معدي يسعى الى دخول الأراضي السورية، علمت «الأخبار» أن النائب جنبلاط تدخل لدى الجانب السوري لكي يسمح أيضاً لوفد آخر، يحضّر له النائب سعيد نفاع والشيخ خنيفس. ونقل جنبلاط الى القيادة السورية رغبته في لقاء

سيكون وهاب ضيف شرف ومتحدثاً رئيسياً في الغداء التكريمي

الوفود الدرزية الآتية من الجولان والجليل. في المقابل، يحضّر النائب طلال أرسلان، بالتنسيق مع اللواء ناصيف، للقاء الآتين من الجليل في اجتماع يعقد يوم الجمعة ظهراً في قصر المؤتمرات في دمشق، ولم يحسم بعد إمكان أن يلتقي الوفد أرسلان وجنبلاط معاً في مهرجان واحد. أما الوزير السابق وئام وهاب، الذي شارك في جميع اللقاءات التي عقدت على هامش زيارة مقام النبي هابيل في السنوات السابقة، فهو سيكون ضيف شرف ومتحدثاً رئيسياً في الغداء التكريمي الذي يعدّه حزب البعث العربي الاشتراكي للوفود المشاركة، في إحدى قرى ريف دمشق.
وفيما حسم دخول وفد الجولان عن طريق القنيطرة، لا تزال مسألة مشاركة دروز الجليل بزيارة مقام النبي هابيل رهن الموافقة الأردنية. وفي معلومات لـ«الأخبار»، فإن شخصية دبلوماسية أردنية دخلت على خط الزيارة معلنة أن مسألة دخول الوفد رهن الموافقة الإسرائيلية، وأن الجانب الأردني يرحب بعبور الوفد عبر أراضيه، إلا أن إعادة الشيخ علي معدي ورفض السلطات الأردنية دخوله الى أراضيها اعتبر مؤشراً غير إيجابي من قبل لجنة التواصل. وقد قرر معدي والوفد المرافق أن يغادر الى الأردن صباح غد الخميس. وليس معلوماً إن كان الجانب الأردني سيسمح لهما بالعبور، علماً بأن الوفد قرر أن يخوض المغامرة بمعزل عن النتيجة. وسيكون للرفض الأردني تداعيات على مستقبل التواصل مع دروز فلسطين، الذي يبدو أن هناك من يصرّ على حصره بوليد جنبلاط.

Script executed in 0.19503593444824