بالغت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في ندائها أمس الأول في رفع الصوت. بدا منسقها فارس سعيد، كمن يتلو البيان رقم واحد للثورة، متوجهاً إلى «اللبنانيين» بالتحذير من «المحاولة الانقلابية الشرسة» التي ستحكم على مستقبلهم بالإعدام، متهماً «حزب الله» والنائب ميشال عون واللواء جميل السيد (مستبدلاً اسم الاخير ببضعة نعوت) بأنهم الثلاثي الذي يرفع هذا المشروع الانقلابي.
غير أن الفم المفتوح على طول النداء باتهام هؤلاء الانقلابيين ظل، كلما أتى على ذكر سوريا، يمتلئ ماء. فلأسف الأمانة أن الجهود الاستثنائية التي بذلت في سبيل تحسين العلاقات اللبنانية السورية جرى ويجري تعطيلها بشكل منهجي من جماعات وقوى سياسية تدعي التحالف مع سوريا إلى حد النطق باسمها أحياناً.
هكذا، تنزاح سوريا بقدرة ما، عن العقل الاستراتيجي للأمانة العامة، حتى يبدو تهديد منجزات انتفاضة الأرز شأناً لبنانياً محضاً، ينفذه من كانوا في أدبيات 14 آذار دوماً «مجرد أدوات سورية».
تبسيط غير مألوف عند المجموعة التي يُعرف عن أبرز مفكريَن فيها، فارس سعيد وسمير فرنجية، هوسهما بالسيناريوهات المعقدة. كيف يمكن الملاءمة بين الشدة مع حزب الله والرحمة مع سوريا؟ الحل السحري يكمن في النظرية التي تلقى شعبية في الآونة الاخيرة، والتي تقول بإمكان ابتعاد سوريا عن حزب الله وإيران واقترابها، بالتالي من المعسكر الآخر. وإذا ما استفرد حزب الله، ورفض تسليم من قد يتهمهم القرار الظني، فسيتحول إلى حزب مارق وتبدأ النهاية بالنسبة إليه. هذه قراءة لرفاق سابقين للأمانة العامة.
ثمة قصة أكثر تعقيداً، بحسب هؤلاء، تقول إن في المعارضة فريقين، سوري (حركة أمل وجزء من حزب الله) وإيراني (ميشال عون والجزء المتبقي من حزب الله). انقسام المعارضة، بناء على الانقسام السوري الإيراني المقبل سيكون حينها النهاية السعيدة لمثل هذه القصة الخرافية.
غير أن عضو الامانة العامة النائب السابق الياس عطا الله يقول إن الرهان على سحب سوريا بعيدا عن حزب الله خاطئ. عطا الله لا يرى تبايناً في المواقف عند الثلاثة، إيران وسوريا وحزب الله. و«بيان الأمانة العامة»، يتابع عطا الله، «كان منسوب الحديث فيه عن خلافات بين حزب الله وسوريا معدوماً. كما ان البيان لم يعط صك براءة لسوريا مما يقوم به حلفاؤها. عليها أن تبرئ نفسها».
هذا لجهة سوريا. أما لجهة حزب الله، فيرى عطا الله أن خطره يكمن في ان الحزب لا يستطيع النيل من المحكمة الدولية إلا بالسياسة. ولا يملك في انتظار القرار الظني إلا تهشيم الحياة السياسية في البلد».
اللين تجاه سوريا ينسحب حتى على الياس عطا الله، ولا ينسحب على «حزب الله» و«التيار الحر». التصعيد ضد هذين الفريقين بحسب الرفاق السابقين لـ14 آذار، يمكنه شد أوتار جمهور هذه القوى المرتخية بعد صدمة أن السنوات الخمس الضائعة من عمره في اتهام سوريا انتهت بكونها اتهاماً سياسياً لا يعوّل عليه.
وبينما كانت سوريا، في قديم الزمان هي المتهمة بكل شر، صار «حزب الله» مسؤولا عنه، بمفعول رجعي يصل إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ثمة تحليل ثالث يقرأه مقربون من الأمانة العامة نفسها، مفاده أن هذا الحب المبالغ فيه لسوريا يطلب منها أن تنظر بعين الرضى إلى من لم تنظر فيهم بعد، كـ«القوات اللبنانية» مثلاً. هؤلاء يقولون إن الرئيس سعد الحريري قرأ بيان الأمانة العامة ووافق عليه قبل ان يتلوه فارس سعيد.
في المقابل، هناك من لا يرى في النداء ولا حتى في الاجتماع الاسبوعي أي أهمية ترجى من أمانة عامة انتهى دورها مذ أرسيت التسوية. هو مجرد نداء بلا طائل. لن يسمعه احد من اللبنانيين، لا الذين قال عنهم النداء إنهم دخلوا سجل الشرف الوطني لأنهم شاركوا في تظاهرة 14 آذار، ولا أولئك الأقل حظاً، الذين فاتهم أن يشاركوا في التظاهرة ولم يدخلوا سجل الشرف الوطني. «لولا المؤتمر الصحافي الاخير للواء جميل السيد، لما كان للأمانة العامة، التي فقدت أي مبرر لوجودها، ما تهجم به، هي التي أمضت اسابيعها الاخيرة مرتبكة تجتهد في صياغة بيانات تكثر من الكلام كي لا تقول شيئاً يقول «الرفاق السابقون» للأمانة العامة.
غير أن الفم المفتوح على طول النداء باتهام هؤلاء الانقلابيين ظل، كلما أتى على ذكر سوريا، يمتلئ ماء. فلأسف الأمانة أن الجهود الاستثنائية التي بذلت في سبيل تحسين العلاقات اللبنانية السورية جرى ويجري تعطيلها بشكل منهجي من جماعات وقوى سياسية تدعي التحالف مع سوريا إلى حد النطق باسمها أحياناً.
هكذا، تنزاح سوريا بقدرة ما، عن العقل الاستراتيجي للأمانة العامة، حتى يبدو تهديد منجزات انتفاضة الأرز شأناً لبنانياً محضاً، ينفذه من كانوا في أدبيات 14 آذار دوماً «مجرد أدوات سورية».
تبسيط غير مألوف عند المجموعة التي يُعرف عن أبرز مفكريَن فيها، فارس سعيد وسمير فرنجية، هوسهما بالسيناريوهات المعقدة. كيف يمكن الملاءمة بين الشدة مع حزب الله والرحمة مع سوريا؟ الحل السحري يكمن في النظرية التي تلقى شعبية في الآونة الاخيرة، والتي تقول بإمكان ابتعاد سوريا عن حزب الله وإيران واقترابها، بالتالي من المعسكر الآخر. وإذا ما استفرد حزب الله، ورفض تسليم من قد يتهمهم القرار الظني، فسيتحول إلى حزب مارق وتبدأ النهاية بالنسبة إليه. هذه قراءة لرفاق سابقين للأمانة العامة.
ثمة قصة أكثر تعقيداً، بحسب هؤلاء، تقول إن في المعارضة فريقين، سوري (حركة أمل وجزء من حزب الله) وإيراني (ميشال عون والجزء المتبقي من حزب الله). انقسام المعارضة، بناء على الانقسام السوري الإيراني المقبل سيكون حينها النهاية السعيدة لمثل هذه القصة الخرافية.
غير أن عضو الامانة العامة النائب السابق الياس عطا الله يقول إن الرهان على سحب سوريا بعيدا عن حزب الله خاطئ. عطا الله لا يرى تبايناً في المواقف عند الثلاثة، إيران وسوريا وحزب الله. و«بيان الأمانة العامة»، يتابع عطا الله، «كان منسوب الحديث فيه عن خلافات بين حزب الله وسوريا معدوماً. كما ان البيان لم يعط صك براءة لسوريا مما يقوم به حلفاؤها. عليها أن تبرئ نفسها».
هذا لجهة سوريا. أما لجهة حزب الله، فيرى عطا الله أن خطره يكمن في ان الحزب لا يستطيع النيل من المحكمة الدولية إلا بالسياسة. ولا يملك في انتظار القرار الظني إلا تهشيم الحياة السياسية في البلد».
اللين تجاه سوريا ينسحب حتى على الياس عطا الله، ولا ينسحب على «حزب الله» و«التيار الحر». التصعيد ضد هذين الفريقين بحسب الرفاق السابقين لـ14 آذار، يمكنه شد أوتار جمهور هذه القوى المرتخية بعد صدمة أن السنوات الخمس الضائعة من عمره في اتهام سوريا انتهت بكونها اتهاماً سياسياً لا يعوّل عليه.
وبينما كانت سوريا، في قديم الزمان هي المتهمة بكل شر، صار «حزب الله» مسؤولا عنه، بمفعول رجعي يصل إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ثمة تحليل ثالث يقرأه مقربون من الأمانة العامة نفسها، مفاده أن هذا الحب المبالغ فيه لسوريا يطلب منها أن تنظر بعين الرضى إلى من لم تنظر فيهم بعد، كـ«القوات اللبنانية» مثلاً. هؤلاء يقولون إن الرئيس سعد الحريري قرأ بيان الأمانة العامة ووافق عليه قبل ان يتلوه فارس سعيد.
في المقابل، هناك من لا يرى في النداء ولا حتى في الاجتماع الاسبوعي أي أهمية ترجى من أمانة عامة انتهى دورها مذ أرسيت التسوية. هو مجرد نداء بلا طائل. لن يسمعه احد من اللبنانيين، لا الذين قال عنهم النداء إنهم دخلوا سجل الشرف الوطني لأنهم شاركوا في تظاهرة 14 آذار، ولا أولئك الأقل حظاً، الذين فاتهم أن يشاركوا في التظاهرة ولم يدخلوا سجل الشرف الوطني. «لولا المؤتمر الصحافي الاخير للواء جميل السيد، لما كان للأمانة العامة، التي فقدت أي مبرر لوجودها، ما تهجم به، هي التي أمضت اسابيعها الاخيرة مرتبكة تجتهد في صياغة بيانات تكثر من الكلام كي لا تقول شيئاً يقول «الرفاق السابقون» للأمانة العامة.