أحد قياديي المقاومة في مخيم نور شمس في مدينة نابلس في الضفة الغربية فجر أمس، في وقت أعلن مسؤول إسرائيلي بارز أن حكومة بنيامين نتنياهو لن تمدد قرار تجميد البناء في المستوطنات، متجاهلة بذلك الجهود التي تبذلها واشنطن لحل هذه العقدة، وتهديد السلطة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول بارز في الحكومة الإسرائيلية أنّ نتنياهو «لم يغير موقفه» من موضوع الاستيطان، موضحاً انه « ليس هناك أي قرار بتمديد مهلة التجميد» إلى ما بعد السادس والعشرين من أيلول الحالي.
وذكرت صحيفة «إسرائيل هايوم» القريبة من نتنياهو أن الأخير أجرى خلال الأسبوع الحالي مشاورات مع أعضاء «لجنة السباعية» الوزارية، حيث تقرر عدم تمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان، مشيرة إلى أنه أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا القرار.
من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ترأس خلال الأسبوع الحالي أولى الجلسات المخصصة للتعامل مع فترة ما بعد انتهاء قرار التجميد. وأوضحت الصحيفة أنّ المناقشات في هذه الجلسة تناولت السبل الكفيلة بالحدّ من البناء الاستيطاني، حتى من دون إصدار قرار تجميد جديد، علماً بأن وزارة الدفاع هي المسؤولة عن أعمـال البنـاء في الضفة الغربية.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر حكومي قوله إنه «سيتسنى بوسائل قضائية مختلفة الحد من البناء الاستيطاني لمدة طويلة»، موضحاً أنّ «وزارة الدفاع ستستخدم وسائل قضائية لتأخير بناء 2000 وحدة سكنية سبق أن تم استصدار كافة التصاريح لإقامتها قبل صدور قرار تجميد البناء في المستوطنات».
لكنّ «إسرائيل هايوم» شككت في مدى قدرة باراك على التأثير في هذه المسألة، مشيرة إلى أنّ وزير الدفاع بات يشكل «أقلية» داخل المجلس الوزاري المصغّر، الذي يشدد أعضاؤه على ضرورة استئناف أعمال الاستيطان بعد السادس والعشرين من أيلول.
في هذه الأثناء، ذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اغتالت الشهيد اياد اسعد شلباية (38 عاماً)، وهو أحد القياديين الميدانيين في حركة حماس، بعدما اقتحمت عشرات الآليات الإسرائيلية مخيم نور شمس في مدينة طولكرم في الضفة الغربية عند الساعة الثانية والنصف من فجر أمس.
وأفاد الشهود بأنّ جنود الاحتلال داهموا منزل والد الشهيد في مخيم نور شمس، واصطحبوا شقيقه محمد معهم بقوة السلاح لإرشادهم إلى المنزل. وعندما وصلوا، قاموا بوضع عبوة ناسفة على البوابة الرئيسية للمنزل، وبعد تفجيرها دخلوا إلى غرفة نوم الشهيد مسرعين، حيث أطلقوا عليه ثلاث رصاصات، واحدة في الرقبة واثنتان في الصدر، وهو نائم في سريره، ومن ثم انسحبوا واختطفوا جثمانه إلى خارج المدينة، قبل أن يسلموه بعد ساعات لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ الجنود أطلقوا النار على شلباية بعدما لاحظوا «قيامه بحركات تهدد حياتهم». وأوضح المتحدث أنّ «المطلوب استمر بالتحرك نحو الجنود واضعا يديه خلف ظهره، بالرغم من أنهم طلبوا منه التوقف، ما أدى إلى أثارة مخاوفهم فبادروه بإطلاق النار»، لكنه أقرّ بالرغم من ذلك بأنه «بعد تفتيش الجثة لم يعثر الجنود على أية أسلحة بحوزته».
واعتبرت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن ما قام به جنود الاحتلال لم يكن مبرراً، مشيرة إلى أنه كان من الممكن اعتقال شلباية بكل سهولة، أو حتى إصابته على أقصى تقدير، خاصة أنّ مساحة غرفة نومه لا تتجاوز ثلاثة أمتار مربعة.
وشيّع أهالي مدينة طولكرم الشهيد شلباية بعد صلاة الجمعة. وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في وسط المدينة باتجاه مخيم نور شمس حيث ووري جثمانه في الثرى في «مقبرة الشهداء».
يذكر أن الشهيد شلباية كان قد اعتقل لدى قوات الاحتلال في العام 2003 لمدة 11 شهرا، كما اعتقلته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أكثر من مرّة.
وحمّلت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عملية اغتيال شلباية، معتبرة أن «جريمة اغتيال شهيدنا تكشف عن الوجه القبيح لسلطة فتح العميلة التي تتحمل مسؤولية التواطؤ مع قوات الاحتلال في هذه العملية».
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أنّ اغتيال شلباية يمثل تصعيدا خطيراً، محملا حكومة الاحتلال كل التداعيات المترتبة على هذا الحادث. ورأى أبو زهري أنّ عملية الاغتيال «هي ثمرة من ثمار المفاوضات التي وفّرت الغطاء لهذه الجريمة التي تستهدف كسر شوكة المقاومة».
بدورها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي «الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية مسؤولية اغتيال القيادي في حماس إياد شلباية وكل ما تتعرض له المقاومة من اعتقالات واغتيالات»، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تمّت «تحت ستار المفاوضات» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأدان رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطيني سلام فياض الجريمة، محذراً من أنّ «عملية الاغتيال هذه تشكل تصعيدا خطيرا، وتزيد من إضعاف مصداقية العملية السياسية المهزوزة أصلاً».
إلى ذلك، أصيب، مواطنان فلسطينيان ومتضامنة إسرائيلية بجروح، إلى جانب العشرات بحالات اختناق إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في قرية بلعين في محافظة رام الله. كما أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى عدد آخر بحالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، بعدما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في مسيرة نعلين السلمية المناهضة للجدار والاستيطان.
(«السفير»، «وفا»، أ ف ب)
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول بارز في الحكومة الإسرائيلية أنّ نتنياهو «لم يغير موقفه» من موضوع الاستيطان، موضحاً انه « ليس هناك أي قرار بتمديد مهلة التجميد» إلى ما بعد السادس والعشرين من أيلول الحالي.
وذكرت صحيفة «إسرائيل هايوم» القريبة من نتنياهو أن الأخير أجرى خلال الأسبوع الحالي مشاورات مع أعضاء «لجنة السباعية» الوزارية، حيث تقرر عدم تمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان، مشيرة إلى أنه أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا القرار.
من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ترأس خلال الأسبوع الحالي أولى الجلسات المخصصة للتعامل مع فترة ما بعد انتهاء قرار التجميد. وأوضحت الصحيفة أنّ المناقشات في هذه الجلسة تناولت السبل الكفيلة بالحدّ من البناء الاستيطاني، حتى من دون إصدار قرار تجميد جديد، علماً بأن وزارة الدفاع هي المسؤولة عن أعمـال البنـاء في الضفة الغربية.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر حكومي قوله إنه «سيتسنى بوسائل قضائية مختلفة الحد من البناء الاستيطاني لمدة طويلة»، موضحاً أنّ «وزارة الدفاع ستستخدم وسائل قضائية لتأخير بناء 2000 وحدة سكنية سبق أن تم استصدار كافة التصاريح لإقامتها قبل صدور قرار تجميد البناء في المستوطنات».
لكنّ «إسرائيل هايوم» شككت في مدى قدرة باراك على التأثير في هذه المسألة، مشيرة إلى أنّ وزير الدفاع بات يشكل «أقلية» داخل المجلس الوزاري المصغّر، الذي يشدد أعضاؤه على ضرورة استئناف أعمال الاستيطان بعد السادس والعشرين من أيلول.
في هذه الأثناء، ذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اغتالت الشهيد اياد اسعد شلباية (38 عاماً)، وهو أحد القياديين الميدانيين في حركة حماس، بعدما اقتحمت عشرات الآليات الإسرائيلية مخيم نور شمس في مدينة طولكرم في الضفة الغربية عند الساعة الثانية والنصف من فجر أمس.
وأفاد الشهود بأنّ جنود الاحتلال داهموا منزل والد الشهيد في مخيم نور شمس، واصطحبوا شقيقه محمد معهم بقوة السلاح لإرشادهم إلى المنزل. وعندما وصلوا، قاموا بوضع عبوة ناسفة على البوابة الرئيسية للمنزل، وبعد تفجيرها دخلوا إلى غرفة نوم الشهيد مسرعين، حيث أطلقوا عليه ثلاث رصاصات، واحدة في الرقبة واثنتان في الصدر، وهو نائم في سريره، ومن ثم انسحبوا واختطفوا جثمانه إلى خارج المدينة، قبل أن يسلموه بعد ساعات لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ الجنود أطلقوا النار على شلباية بعدما لاحظوا «قيامه بحركات تهدد حياتهم». وأوضح المتحدث أنّ «المطلوب استمر بالتحرك نحو الجنود واضعا يديه خلف ظهره، بالرغم من أنهم طلبوا منه التوقف، ما أدى إلى أثارة مخاوفهم فبادروه بإطلاق النار»، لكنه أقرّ بالرغم من ذلك بأنه «بعد تفتيش الجثة لم يعثر الجنود على أية أسلحة بحوزته».
واعتبرت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن ما قام به جنود الاحتلال لم يكن مبرراً، مشيرة إلى أنه كان من الممكن اعتقال شلباية بكل سهولة، أو حتى إصابته على أقصى تقدير، خاصة أنّ مساحة غرفة نومه لا تتجاوز ثلاثة أمتار مربعة.
وشيّع أهالي مدينة طولكرم الشهيد شلباية بعد صلاة الجمعة. وانطلق موكب التشييع من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في وسط المدينة باتجاه مخيم نور شمس حيث ووري جثمانه في الثرى في «مقبرة الشهداء».
يذكر أن الشهيد شلباية كان قد اعتقل لدى قوات الاحتلال في العام 2003 لمدة 11 شهرا، كما اعتقلته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أكثر من مرّة.
وحمّلت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عملية اغتيال شلباية، معتبرة أن «جريمة اغتيال شهيدنا تكشف عن الوجه القبيح لسلطة فتح العميلة التي تتحمل مسؤولية التواطؤ مع قوات الاحتلال في هذه العملية».
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أنّ اغتيال شلباية يمثل تصعيدا خطيراً، محملا حكومة الاحتلال كل التداعيات المترتبة على هذا الحادث. ورأى أبو زهري أنّ عملية الاغتيال «هي ثمرة من ثمار المفاوضات التي وفّرت الغطاء لهذه الجريمة التي تستهدف كسر شوكة المقاومة».
بدورها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي «الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية مسؤولية اغتيال القيادي في حماس إياد شلباية وكل ما تتعرض له المقاومة من اعتقالات واغتيالات»، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تمّت «تحت ستار المفاوضات» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأدان رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطيني سلام فياض الجريمة، محذراً من أنّ «عملية الاغتيال هذه تشكل تصعيدا خطيرا، وتزيد من إضعاف مصداقية العملية السياسية المهزوزة أصلاً».
إلى ذلك، أصيب، مواطنان فلسطينيان ومتضامنة إسرائيلية بجروح، إلى جانب العشرات بحالات اختناق إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في قرية بلعين في محافظة رام الله. كما أصيب فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى عدد آخر بحالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، بعدما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في مسيرة نعلين السلمية المناهضة للجدار والاستيطان.
(«السفير»، «وفا»، أ ف ب)