«الأهرام» صحيفة تقرأها ملايين، انها من هذه الناحية شيخة الصحافة العربية، لكنها صحيفة «قومية»، وهذا النعت لا يعلي اتجاهها سياسياً، فهو في مصر يعني ببساطة انها «مؤممة»، أي انها شبه حكومية، والحكومة تعين رئيسي مجلس إدارتها وتحريرها. بكلمة، الجريدة ليست معارضة ولا تستطيع أن تعارض، فهي تسند الحكومة والمدافعة عن الدولة.
مناسبة هذا الحديث هو أن «الاهرام» نشرت صورة للمؤتمرين في شرم الشيخ يتقدمهم الرئيس حسني مبارك ويرتصون وراءه، أوباما وناتنياهو وسواهما. الرئيس مبارك يبتعد أمتاراً عن أقرب الرؤساء له ويبدو هكذا المقدم والمضيف والدليل. هذه الصورة كشفت صحيفة أخرى «المصري اليوم» انها مونتاج، ففي الصورة الأصلية لا يتقدم الرئيس مبارك وانما يقف خلف ناتنياهو وأوباما، وقد نقل من هناك إلى المقدمة. من الواضح ان الصورة الزائفة ركبت هكذا للجمهور المصري، والغاية بالطبع إبراز مكانة الرئيس المصري العالمية، فتقدمه في الصورة يعني تقدمه وتقدم مصر في مضمار السياسة الدولية، ويعني في الأقل تعويل الرئيس الاميركي والرئيس الاسرائيلي عليه، فيما يقال في الشارع انه صنيعة للرئيس الأميركي وانه يعوّل عليه ليبقى في الحكم أو ليورثه لابنه، وانه خاصة في مسألة التوريث يطمع في مساندة الولايات المتحدة له في مشروع كهذا كما يطمع بطبيعة الحال برضا اسرائيلي. فهو يعلم بأنه من دونهما لن يستطيع أن ينهض به (المشروع).
إذاً، صورة زائفة غير الصورة الأصلية لتقول للجمهور المصري ما لا تقوله الصورة الأصلية للعالم. تقول الصورة المركبة ان مبارك كان يقود العالم المؤتمر في شرم الشيخ، فيما لا تقول الصورة الأصلية شيئاً على هذا الصعيد. إذ لا نعرف أن الرؤساء في رواحهم ومجيئهم يتراتبون بحسب الأهمية. فالأرجح أن هذا التراتب هو من تقاليد الضيافة المحلية. في هذه الحال يقدم المضيف الضيف او الضيوف إلا إذا كانوا يجهلون الطريق، عندئذ قد يتقدم هو لإرشادهم. والواضح ان مبارك كان المضيف في شرم الشيخ. ولا بد بحسب تقاليد الضيافة ان يتأخر عن مضيفيه وأن يصدرهم. أما الصورة التي تبرزه متقدماً فهي قد تظهر للجمهور المصري مقدار عافيته، وخاصة بعد جو الشائعات التي تلت عودته من المانيا التي قصدها للاستشفاء.
الصورة التي ركبتها «الأهرام» لن تخدم إلا في غرض كهذا، لكن «المصري اليوم» كشفتها وتحولت إلى فضيحة. لقد تقدم الرئيس المصري في الصورة وعلينا أن نفكر هنا بالدور التي تلعبه الصور في حياتنا. ففي النهاية الرئيس والدولة والقيادات الحزبية ليسوا أكثر من صور.
مناسبة هذا الحديث هو أن «الاهرام» نشرت صورة للمؤتمرين في شرم الشيخ يتقدمهم الرئيس حسني مبارك ويرتصون وراءه، أوباما وناتنياهو وسواهما. الرئيس مبارك يبتعد أمتاراً عن أقرب الرؤساء له ويبدو هكذا المقدم والمضيف والدليل. هذه الصورة كشفت صحيفة أخرى «المصري اليوم» انها مونتاج، ففي الصورة الأصلية لا يتقدم الرئيس مبارك وانما يقف خلف ناتنياهو وأوباما، وقد نقل من هناك إلى المقدمة. من الواضح ان الصورة الزائفة ركبت هكذا للجمهور المصري، والغاية بالطبع إبراز مكانة الرئيس المصري العالمية، فتقدمه في الصورة يعني تقدمه وتقدم مصر في مضمار السياسة الدولية، ويعني في الأقل تعويل الرئيس الاميركي والرئيس الاسرائيلي عليه، فيما يقال في الشارع انه صنيعة للرئيس الأميركي وانه يعوّل عليه ليبقى في الحكم أو ليورثه لابنه، وانه خاصة في مسألة التوريث يطمع في مساندة الولايات المتحدة له في مشروع كهذا كما يطمع بطبيعة الحال برضا اسرائيلي. فهو يعلم بأنه من دونهما لن يستطيع أن ينهض به (المشروع).
إذاً، صورة زائفة غير الصورة الأصلية لتقول للجمهور المصري ما لا تقوله الصورة الأصلية للعالم. تقول الصورة المركبة ان مبارك كان يقود العالم المؤتمر في شرم الشيخ، فيما لا تقول الصورة الأصلية شيئاً على هذا الصعيد. إذ لا نعرف أن الرؤساء في رواحهم ومجيئهم يتراتبون بحسب الأهمية. فالأرجح أن هذا التراتب هو من تقاليد الضيافة المحلية. في هذه الحال يقدم المضيف الضيف او الضيوف إلا إذا كانوا يجهلون الطريق، عندئذ قد يتقدم هو لإرشادهم. والواضح ان مبارك كان المضيف في شرم الشيخ. ولا بد بحسب تقاليد الضيافة ان يتأخر عن مضيفيه وأن يصدرهم. أما الصورة التي تبرزه متقدماً فهي قد تظهر للجمهور المصري مقدار عافيته، وخاصة بعد جو الشائعات التي تلت عودته من المانيا التي قصدها للاستشفاء.
الصورة التي ركبتها «الأهرام» لن تخدم إلا في غرض كهذا، لكن «المصري اليوم» كشفتها وتحولت إلى فضيحة. لقد تقدم الرئيس المصري في الصورة وعلينا أن نفكر هنا بالدور التي تلعبه الصور في حياتنا. ففي النهاية الرئيس والدولة والقيادات الحزبية ليسوا أكثر من صور.