في الوقت الذي يعتبر فيه فريق رئيس الحكومة سعد الحريري أن الهجوم السياسي الذي يشنه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ضده ناتج عن إعتقال فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد المتقاعد فايز كرم بعد الإشتباه بتعامله مع إسرائيل، تعتبر الأوساط العونية أن "هذا الكلام يهدف الى تعمية الرأي العام وتضليله، كما حرف النظر عن الممارسات والإرتكابات السلطوية التي قام بها هذاالفريق، من خلال تحليلات لا تستند الى سلوك التكتل البرتقالي في السنوات الخمس الماضية".
وفي هذا الإطار، يرى نائب عوني أن "الوقائع والأحداث أثبتت ما كان يقوله العماد عون قبل إعتقال العميد كرم عن تورط فريق الحريري ليس فقط على صعيد عمله في إحدى الوزارات لا بل أكثر من ذلك بكثير وعلى الصعد كافة". ويسأل النائب المذكور "أيذكر الرأي العام اللبناني جيداً يوم طالب الجنرال عشية تشكيل الحكومة بحقيبة المالية فقط بالإضافة الى أربع وزارات دولة؟ فمنذ ذلك اليوم وهو يدرك بالأرقام مدى فظاعة الإرتكابات الحريرية المالية إن على صعيد قطع الحساب، وإن على صعيد موازنات بعض الوزارات والصرف من خارج الموازنات لذلك قامت الدنيا ولم تقعد عند سماع ذلك الطلب".
وبحسب النائب البرتقالي، "لم يطلب رئيس "التغيير والإصلاح" حقيبة العدل إلا لأنه كان على علم مسبق وتجربة أولاً بنسبة الفساد العالية التي تسود المحاكم وقصور العدل وتضرب القضاء، وثانياً بالتسييس الفاضح للمحاكمات وعلى رأسها قضية الشاب مارك حويك الذي أقعد نتيجة رصاصة تلقاها من مسدس مجرم معروف يوم نزلت قوى المعارضة الى الشارع في 23 كانون الثاني من العام 2007، كما إن تصريحاته في هذا المجال لا تعدّ ولا تحصى وكلها في مرحلة سابقة لتوقيف العميد فايز كرم".
أما بالنسبة الى الأمن وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فيذكّر النائب في تكتل "التغيير والإصلاح" بالتصريحات النارية للجنرال ضد هذا الفرع وعدم شرعيته وإرتكاباته خلال سنوات 2007، 2008 و2009 ولم يكن يومها فايز كرم قد اعتقل". ويتابع حديثه بالقول "كيف نسي هؤلاء اليوم (أي فريق الحريري) أن العماد عون طالب إنطلاقاً من هذه المعطيات بوزارة الداخلية والبلديات لتنفيذ ورشة إصلاحية داخل قوى الأمن؟"
أما اليوم، وبعد فضيحة شهود الزور في جريمة إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري التي طاولت الجهاز الأمني المعروف بتبعيته لرئيس الحكومة كما الجهاز القضائي وبعض السياسيين، هذا بالإضافة الى مليارات الدولارات التي هدرت طيلة السنوات الأخيرة، فهجوم الجنرال على هذا الفريق يأتي في سياقه الطبيعي بحسب أوساط "التيار" التي تنتظر فضيحة كبرى جديدة متورط فيها شخصياً مسؤول أمني كبير وتحديداً في قضية إعتقال فايز كرم، وتشدد الأوساط على أن هذه الفضيحة ستخرج الى العلن قريباً