منذ ستون عاماً والعرب يزحفون الى فلسطين بأجمل ابيات الشعر المقفى.حتى اصبح الشعر شعيرة للقضايا الضائعة!!..فتاهت القضية الكبرى من بين أيادي الاجاويد العرب..!! فجعلوا من اروقة الجامعة العربية متحفاً وصورة لقضية.. يتباكون عليها مجبرين مرة من كل عام.. حتى جاء رجل من بلاد فارس ليُذّكر العالم والعرب ان فيهم من باع كرامته..تاريخه وشجاعته..باع الشهداء والجرحى والاسرى والمعاقين قبل ان يبيعوا الارض المباركة ببركة الانبياء..باعوا ما لا يُباع على ارصفة المحافل الدولية النقالة.. من الامم المتحدة الى شرم الشيخ..وكأن الحلم قد اصبح علم وراية.. يتسابقون لنيل شرف رفعها فوق بناء مرتفع..وهم يدركون ان ليس لهم فيها خيار شكلها أو لونها أو حتى مكانها وزمانها..لكنّ نجّاد هذا العبد الفقير.. رجل العزة والكرامة والشجاعة .. جاء واثقاً من خطواتهِ الثابتة حيث ادرك وجهته منذ اللحظة الاولى، فقصد خط سيره الثابت..هناك حيث سار امثاله بالامس القريب ممن تزوّدوا بزاد الايمان والشجاعة..هناك في بنت جبيل،ومارون الراس..الذين قالوا كلمتهم ومضوا..جاء حيث نزفت دماءهم ..جاء ليتمتم عليهم كلمات آمنوا بها بعد ان باركها الله.. جاء ليقول كلمته بصوت عال..فلعلّى صداها ُيفهم من في أذانهم صمم ..فدعوه يتقدم.. فإن المقدمة لا تليق إلا بالصادقين المضحين..دعوه يتقدم وحافظوا على ورقة التين التي احمرت خجلاً منكم أيها الحكّام المتخمة صدورهم بأوسمة التخاذل والخنوع..فإن التاريخ لا يرحم ...فدعوا من جاء وفي باله فلسطين..من جاء ليلقي التحية عليها بلهفة الاب الرحيم..فإن فلسطين قد ملّت إنتظاركم..فهل جاء من يختصر الطريق المتخمة بخرائط الامم المستحدثة.. التي رفعت للعدل منابر على مقاسها..وارقام تُفرخ أرقام ..وما هي إلا بأرقام وعناوين..؟؟