أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ساعات تفصل عن الزيارة التاريخية للضيف المميز.. نجاد في ارض العزة والفخار

الثلاثاء 12 تشرين الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,857 زائر

ساعات تفصل عن الزيارة التاريخية للضيف المميز.. نجاد في ارض العزة والفخار


 
فدوائر القصر الجمهوري والسفارة الايرانية في بيروت، لا تزال تضع اللمسات الاخيرة على برنامج زيارة الرئيس احمدي نجاد الرسمية الى بيروت التي تبدأ صباح الاربعاء وتنتهي مساء الخميس، في المقابل تضج اروقة المكر الصهيو امريكية ارتباكاً لتلك "الزيارة المزعجة" لمن عرف الجهاد حقاً ويقيناً ورفع رأس الامة الاسلامية بمواقفه وافعاله ...
 
وتأتي هذه الزيارة التي كثر الحديث عنها، والتي كشفت مدى ما يكنه البعض من الموالين للباطل، من انزعاج من ايران ورئيسها وفي وقت يحاول الامريكي ايجاد حل لفشله المستمر في العراق وافغانستان ، ويحاول تعويضه عبر مشروع ومخطط يمس لبنان وامنه  .
 
المحلل السياسي والباحث في الشؤون الايرانية الدكتور حبيب فياض ركز على تلك الفكرة في مقابلة مع موقع قناة المنار، تلك الزيارة التي سببت إزعاجاً  قبل ان تبدأ  لإسرائيل وللادارة الاميركية والتي دأبت على التشويش عليها مباشرة عبر مسؤولين في الادارة او عبر بعض الحلفاء المحليين، تكمن اهميتها  بأنها تأتي بالتزامن مع وجود منطق امريكي يقوم على محاولة التعويض على الساحة اللبنانية بعد ان فشل فشلاً ذريعاً في الساحة العراقية والافغانية .
 
واعتبر انها خطوة استباقية لقطع الطريق امام المخطط الصهيو امريكي الجديد والذي يحاول اشعال فتنة سنية شيعية على خلفية القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، والاستعداد لتوفير ضمانة النصر في اي حرب مقبلة من قبل الصهاينة من خلال دعم لوجيستي لا مثيل له ، مضيفاً "ان تقوم اسرائيلي بضربة عسكرية للقضاء على حزب الله بغطاء دولي وفق منطق انها تريد الاقتصاص من حزب الله كونه منظمة ارهابية قامت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري" .
 
واشار فياض الى ان هذه الزيارة تأتي لتترجم ما جاء في القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وتؤكد على ان اي عمل عدائي من قبل العدو الصهيوني على اي طرف سوف يؤدي الى حرب غير محدودة ، وجاءت هذه الزيارة ايضاً لتؤكد ان ايران حكومة وشعباً تقف الى جانب لبنان شعباً ومقاومةً وحكومة ....
 في المقابل، ارتفع منسوب الذعر والقلق والشعور بالاهانة الى حد غير مسبوق لدى الصهاينة وما قيل عن امكانية تجول الرئيس الايراني في الاماكن التي شهدت على فشل الخيار العسكري للاحتلال حيال المقاومة عام 2006، والتي حفرت عميقاً في الوعي الصهيوني، وهو ما سيذكر الصهاينة بان سياساتهم في لبنان وفي المنطقة، ستؤول من فشل الى اخر، وبلا مخارج.
 
وقد وصف الخبير في الشؤون الاسرائيلية والكاتب في صحيفة السفير اللبنانية حلمي موسى زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالزيارة الاستفزازية لاسرائيل، موضحاً ان اولى مقومات الخطر عند كيان العدو هي ايران والتي يضعها ذاك الكيان الغاصب في مقدمة الاخطار التي تواجه السياسة الاسرائيلية العسكرية والامنية .
 
وقد رأى موسى خلال مقابلة خاصة مع موقع قناة المنار ان لهذه الزيارة ابعاداً كثيرة، معتبراً انها ليست كأي كزيارة رسمية او ذات سمة خاصة بل تتعداها لتصبح زيارة ذات رمزية خاصة فذهاب الرئيس الايراني احمدي نجاد العدو الاول لاسرائيل الى بنت جبيل بالتحديد ووقوفه على نفس المنبر الذي وقف عليه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عام 2000 هو بحد ذاته نوع من التحدي المعنوي .
 
....المشهد الدمشقي والذي جمع ثالوث المقاومة (الرئيس احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله) والذي اثمر معادلة جديدة افزعت كل متربص بهذه الامة بدأ بالإتيان بأكل مرضي سيظهر مع زيارة احمدي نجاد الى لبنان وجنوبه، وبالطبع لهذه الزيارة وقع محمود على ساح الممانعة والمقاومة وبالاخص ساح المقاومة الفلسطينية،  وقال حلمي موسى في هذا الصدد "مما لا شك فيه ان لزيارة نجاد الى لبنان والى الجنوب اللبنانية تأثيرات ايجابية وصدى جيداً في الشارع الفلسطيني" ، معتبراً ان هذه الخطوة تأتي لتعزز دور المقاومة في المنطقة وفي فلسطين .
 
واضاف: "في اعتقادي ان توقيت الزيارة مهم جداً، فبوابة المفاوضات تكاد تغلق نهائياً، بعد ان ترسخت لدى جميع الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني فكرة ان لا جدوى من المفاوضات والطريقة الفضلى لنيل الحقوق لا يكون الا بالمقاومة.
 
ولفت موسى الى ان زيارة احمدي نجاد والتي تحمل سمة التحدي للعدو الاسرائيلي ستعزز المعنويات وتزيد من عزم المقاومين الفلسطينيين ومحور الممانعة والمقاومة بشكل عام .
 
البرنامج الاولي للزيارة وغير الرسمي ....
 
برنامج الزيارة الرسمي لم يعلن حتى هذه اللحظة، ولكن حسب ما رشح من معلومات من دوائر القصر الجمهوري والسفارة الايرانية في لبنان وبعض مما كتبته الصحف اللبنانية فإن رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد يصل الى مطار بيروت الدولي في الثامنة والنصف صباح يوم الاربعاء، ويقام له الاستقبال الرسمي، حيث يفترض أن يكون هناك من يمثل رئيس الجمهورية تبعاً لبروتوكول البلدين، ثم ينتقل فوراً الى القصر الجمهوري حيث يجري محادثات ثنائية مع الرئيس ميشال سليمان، تليها محادثات موسعة مع وفدين وزاريين لبناني وايراني، حيث يتم توقيع الاتفاقيات المنجزة، ثم يُعقد مؤتمر صحافي قصير تتخلله تلاوة بيانين قصيرين للرئيسين، قد يُستعاض عنه ببيان مشترك عن نتائج المحادثات. ويقيم بعده رئيس الجمهورية مأدبة غداء رسمية في القصر الجمهوري لم تتضح تفاصيل المدعوين اليها بعد وان كان قد تردد أنها ستكون مقتضبة..
 
ويلتقي الرئيس نجاد بعد الظهر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يقيم له عشاء رسمياً حاشداً...... يوم الخميس يلتقي الرئيس نجاد رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي سيقيم له مأدبة غداء رسمية، لم يُعرف مكانها بعد في السرايا الكبيرة أم في احد الفنادق أم في منزله.
 
 وستكون للرئيس نجاد لقاءات مع بعض الشخصيات السياسية اللبنانية بينها لقاء مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، النائب وليد جنبلاط، ولم يعرف ما اذا كان سيلتقي بعض الشخصيات من قوى 14 آذار.
 
وقد عرف ايضاً من البرنامج، ان حزب الله وحركة امل سيقيمان احتفالاً جماهيرياً حاشداً في السابعة من مساء يوم الاربعاء في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية لبيروت وبحضور رسمي وحزبي، حيث سيلقي نجاد كلمة للمناسبة. وقد أقام حزب الله وبلديات المنطقة تحضيرات كبيرة للاستقبال من المطار وخلال الاحتفال الجماهيري، بدأت معالمها تظهر في مكان على امتداد المناطق اللبنانية.
 
ويقوم الرئيس الايراني بزيارة الى الجنوب بعد ظهر يوم الخميس، يتفقد خلالها المشاريع التي انجزتها ايران في بنت جبيل وجوارها، على صعد إعادة إعمار ما هدمه العدوان او البنى التحتية والخدمات، وسيقام في الثالثة والنصف احتفال شعبي في ملعب بنت جبيل الرياضي، وتردّد ان الرئيس الإيراني سيفتتح حديقة مارون الراس التي موّلت إنشاءها ايران، ويزور أضرحة شهداء مجزرتي قانا ويضع اكليلاً من الزهر ويقرأ الفاتحة، وقد يزور معلم مليتا السياحي. وستكون له محطات ترحيب في المدن والقرى ومنها في صيدا.
 
وأوضحت المصادر الرسمية أن زيارة نجاد للجنوب ولقاءاته مع الشخصيات السياسية ليست من ضمن الزيارة الرسمية، بل تتسم بالطابع الخاص، لكن سيكون الحرس الجمهوري مولجاً بتوفير المواكبة والحماية والانتقال في كل مراحل الزيارة من لحظة بدئها وحتى انتهائها، بما فيها اللقاءات السياسية الخاصة التي سيجريها، إلا ان الزيارة ستحاط بتدابير أمنية خاصة ومشددة.
 
لزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مضامين ودلالات ستتكشف لنا تباعاً ... فذاك الرجل الذي ادهش العالم سيقف على بعد كيلومترات قليلة عن فلسطين – القضية التي لطالما حملها نجاد في قلبه ....وستطأ اقدامه تلك الارض التي لهجت مقاومة وغنت صموداً وخطت من رياحينها مخطوطات النصر الحاسم ... ورسمت درب النصر من صخورها وربوعها المرويه من دماء ابطال قل نظيرهم وكثر عطاؤهم وعظم بأسهم ... فيا لها من زيارة ... فذاك الرجل الذي وجه الضربات القاسية لاعداء شعبه وامته بضحكة وتواضع قل مثيله وذكاء يضرب به المثل من قبل العدو قبل الحبيب... فنجاد سيزور ارض العزة والفخار ....   

Script executed in 0.16253018379211