أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

البندورة بـ3500 والبطاطا بـ1500.. فماذا عن الكلفة؟

الخميس 21 تشرين الأول , 2010 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,317 زائر

البندورة بـ3500 والبطاطا بـ1500.. فماذا عن الكلفة؟
البقاع :
يفرش بعض المزارعين بسطاتهم ومعروضاتهم من السلع الزراعية على جوانب بعض الطرق الرئيسية في منطقة البقاع الأوسط، وأبرزها البطاطا التي ضربت رقما قياسياً في ارتفاع سعرها، وفي الربح عند المزارعين كذلك. ومع ارتفاع اسعار الخضار لا يمكن نسيان المزارعين الذين طالما شكوا في السنوات الماضية من خسائر مالية في حقول البطاطا. ويشهد سهل البقاع الزراعي تفاوتاً كبيراً بين أسعار المبيع وأسعار الكلفة، وتؤشر الأسعار إلى تضاعف الأرباح عند المزارعين.
وبين «خراب السنوات الماضية»، وبين «قلة الإنتاج في الحقول الزراعية»، يفسر المزارعون ارتفاع الأسعار، مع رد بعضهم ألأمر إلى «جشع بعض التجار»، مطالبين بأسواق شعبية «تؤمن التواصل المباشر بين المزارعين والمستهلكين للتخلص من السمسرة (الكومسيون) وطمع التجار»، كما يقول رئيس «نقابة مزارعي البطاطا في البقاع» جورج الصقر.
لا ينكر المزارعون أن أرباح هذه السنة لم تكن مشهودة في السنوات الماضية، وقد تكون عوامل التبدل المناخي وخسائر السنوات الماضية هي التي فعلت فعلها في هذا الموسم، الذي «نجح فيه بعض المزارعين الذين عادوا وتشجعوا على زراعة الخضار بشكل واسع، مستفيدين من بعض الإرشادات الزراعية»، كما يلفت المزارع يونس سعيفان. ويرى سعيفان أن «مزارعي البقاع يعيشون للمرة الأولى موسماً زاهراً بعد سنوات من النكبات».
يبرئ الصقر مزارعي البطاطا من رفع الأسعار: «نحن نبيع في السهل بسعر لا يتجاوز سبعمئة ليرة للكيلو الواحد، فكيف يصل إلى المستهلك بألف وخمسمئة ليرة أو ألفين في بعض المحال في بيروت؟». ويؤكد سعيفان أنه «لا علاقة للمزارع بما يحصل، بل ذلك من اختصاص وزارة الاقتصاد فلتقم بواجباتها».
ويرى الصقر أن كلفة إنتاج البطاطا في السهل، في البقاع الشمالي تبلغ سبعمئة ليرة، وهي تزيد بمعدل مئتي ليرة عن بقية مناطق البقاع، وتحديدا البقاعين الأوسط والغربي، حيث لا يتعدى سعر إنتاج الكيلو الواحد من البطاطا الخمسمئة ليرة.
أسعار السوق
وفي جولة على سوقي الفرزل وقب الياس الزراعيين، في البقاع الأوسط، تظهر الأسعار فوارق كبيرة بين سعر الكلفة والمبيع، وبين الجملة والمفرّق.
ويشير التاجر حمدان درويش إلى أن «سعر مبيع البندورة في «الحسبة» يصل إلى 1750 ليرة، كسعر جملة، في حين أن سعر مبيعه بالمفرق يتراوح بين ألفين وخمسمئة وثلاثة آلاف ليرة، مع سعر كلفة يتراوح من خمسمئة إلى سبعمئة ليرة».
«أما الخيار فسعره نازل»، ويباع في الجملة بسعر لا يتجاوز الستمئة ليرة، ويصل سعر البصل إلى أربعمئة ليرة، مع مبيع المفرق يصل إلى الألف ليرة، بينما لا يصل سعر كلفته في الحقل إلى أكثر من ثلاثمئة ليرة. ويصل سعر الكوسى إلى ثمانمئة وخمسين ليرة، في حين أن سعره بالمفرق ألف وخمسمئة ليرة، ولا تتجاوز كلفة الكيلوغرام الواحد ستمئة ليرة.
بدوره يحمل رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» إبراهيم الترشيشي مسؤولية الارتفاع في الأسعار إلى «التبدلات المناخية، وموجات الحر و«الشلهوبة»، التي تأثر بها لبنان والدول العربية المجاورة». ويرى أنها قضت على أغلب الإنتاج الزراعي في سوريا والأردن والسعودية ولبنان، وعملت على خفض الإنتاج في أكثر الحقول الزراعية، ما رفع السعر بسبب زيادة الطلب وقلة العرض».
ويؤكد الترشيشي على أن «موجة الأسعار المرتفعة إلى انحسار»، فالنسبة للبطاطا فإن «السعر وابتداء من الشهر المقبل سيبدأ بالتراجع بسبب بدء موســم «البكيري»، كــما أن الخضار ستتراجع في الأيـام المقبلة مع بدء إنتاج الخيم البلاستيكية».

Script executed in 0.19315195083618