يكاد يمر يوم في إسرائيل من دون أن تتحدث وسائل الإعلام هناك عن مناورات وتدريبات يجريها الجيش استعداداً للحرب المقبلة. هذه المرة كان دور وحدة «إيغوز» النخبوية التي أنشئت خصوصاً للتعامل مع الأسلوب القتالي الخاص لحزب الله الذي يُعد «التحدي العسكري الأهم أمام إسرائيل» وفقاً لمصادر في الجيش الإسرائيلي. ولأنه كذلك، فإن التدريبات التي تجريها الوحدات المختلفة في الجيش الإسرائيلي تتمحور دائماً حول مواجهة الفرضيات المتنوعة بشأن قدرات حزب الله وخططه القتالية مع التشديد على ضرورة استحضار المفاجآت التي يَعد الحزب بها، ويبقى تالياً التساؤل عن طبيعتها المهمة الأصعب أمام دوائر التخطيط العسكرية الإسرائيلية. وفي خضمّ التقارير الإعلامية التي غطت تخريج الدفعة الجديدة في كتيبة «إيغوز»، تحدث قادة الوحدة عن أنماط المواجهة التي يتوقعون أن تكون في انتظارهم لدى اشتباكهم مع قوات حزب الله، قائلين إن الحزب «لم يغير شيفرته الجينية المؤلفة من عمليات بواسطة عبوات، صواريخ مضادة للدروع وحرب عصابات». وأوضح قائد الكتيبة لموقع يديعوت أحرونوت أنه «رغم أنه استعد في المناطق المبنية، إلا أنه من المتوقع أن يعمل أيضاً في المناطق المفتوحة، وسط الأحراش، ويطلق الصواريخ باتجاه الداخل من هناك» وتابع: «يجب على هؤلاء المقاتلين أن يصلوا إلى هذه الأماكن ويهاجموها». ورأى ضابط آخر أن «فرضية عمل الجيش الإسرائيلي تقول إن عناصر حزب الله سيحاولون التخفيف قدر الإمكان من معارك تدور وجهاً لوجه» مضيفاً: «ليس من باب الصدف أنهم يطوقون أنفسهم بالعبوات والصواريخ والعوائق، لكن من أجل الحؤول دون وقوع اشتباك عن قرب، فكابوسهم هو أن يعلقوا في معركة أمام مقاتلي إيغوز».
من جهة أخرى، ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المعيّن، يوآف غالنت، سيخصص الأشهر المقبلة التي تفصله عن تسلم مهماته رسمياً للتعرف إلى الجبهة الشمالية. وأشار معلق الشؤون العسكرية في القناة، ألون بن دافيد، إلى أن غالنت، الذي بدأ أول من أمس فترة التداخل مع رئيس الأركان الحالي، غابي أشكنازي، تمهيداً لخلافته في شباط المقبل، لا إلمام له بالمنطقة الشمالية نظراً لعدم خدمته فيها خلال العقد الماضي. ورأى بن دافيد أن عين غالنت بوصفه قائداً للأركان ستكون متجهة شمالاً، وخصوصا أن «حزب الله، بحسب آراء كثيرة داخل الجيش، يمثّل اليوم التحدي العسكري الأهم أمام إسرائيل». وعلى خلفية مشاهد عن التدريبات التي تجريها وحدة «إيغوز» لفت المعلق الإسرائيلي إلى أن الجيش صار منذ «حرب لبنان الثانية يدرس منظمة حزب الله على أسس مختلفة»، موضحاً أن «المعلومات الاستخبارية اليوم عن حزب الله هي أكثر دقة وسعة». إلا أنه بالرغم من ذلك، شدد بن دافيد على أن دوائر الجيش الإسرائيلي «مهتمة طوال الوقت بالسؤال التالي: أية مفاجآت يُعدّها حزب الله في المواجهة المقبلة مع إسرائيل؟».
وفي السياق، ذكرت القناة الثانية الإسرائيليّة أن وحدة الجسور في الجيش الإسرائيلي تدربت خلال الأيام الأخيرة على نصب جسور عسكرية فوق نهر الأردن في مناورة حاكت فيها سيناريو يقصف فيه الجيش السوري العبّارات والجسور في هضبة الجولان خلال أية مواجهة مقبلة. وذكرت القناة أن الجسر الذي استخدم في المناورة هو نفسه الذي استخدم لعبور القوات الإسرائيلية قناة السويس في حرب «يوم الغفران» عام 1973، مشيرة إلى أن التدريب على مد هذا النوع من الجسور سيوفر لقوات الجيش الإسرائيلي الوسيلة لنقل القوات التي يريدها شرقاً إذا استهدف السوريون العبّارات القائمة التي تمثّل، بحسب قائد الوحدة، نقاط ضعف بالنسبة إلى إسرائيل.