تحت عنوان «مقاتلون أكثر أموال أقل»، استعرض المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرنوت» اليكس فيشمان وضع حزب الله في الوقت الراهن بعد مرور أكثر من أربع سنوات على حرب لبنان الثانية. وكتب أن بوسع حزب الله أن يعرض بفخار عددا أكبر من المقاتلين والانتعاش المثير للانطباع من آثار حرب لبنان الثانية، ولكن الى جانب ذلك فإن العلاقة مع ايران تجد تعبيرها أيضا في النقص المالي كنتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران.
مع نهاية 2010، بعد أربع سنوات من الحرب، يوجد حزب الله في ذروة قوته: قوة مسلحة بحجم 30 الف مجند، نصفهم رجال احتياط. في صيف 2006 بلغ عدد مقاتلي حزب الله، بمن فيهم الاحتياط 14 الفا فقط. غير أنه الآن بالذات، عندما تتعاظم المنظمة مثلما لم تتعاظم من قبل، فإنها تعلق في ازمة اقتصادية كبيرة ومصاعب تشغيلية.
السبب في ذلك هو أزمة النفط العالمية والعقوبات على ايران والتي أدت الى أن ينخفض الدعم المالي من الحكم الايراني لحزب الله بنحو النصف. دليل على ذلك يمكن أن نراه في بداية الشهر في اثناء زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. فمع أن احمدي نجاد أعلن عن تبرع بمبلغ 450 مليون دولار لحزب الله إلا أن إيران درجت في السنوات الاخيرة على أن تنقل الى المنظمة ميزانية بحجم 900 مليون بل وحتى مليار دولار كل سنة. كنتيجة للتقليص في الميزانية يضطرون في حزب الله الى التقليص في كل المنظومات، بما في ذلك في الوسائل القتالية، القوى البشرية والدفعات.
وأشار فيشمان إلى أنه منذ اغتيال قائد الذراع العسكري في حزب الله، عماد مغنية في دمشق قبل بضع سنوات، تعمق دور ضباط ايرانيين ـ رجال الحرس الثوري ـ في سلسلة القيادة لدى حزب الله. وكتب أن حزب الله متعلق اليوم بإيران، ليس فقط ماليا، بل أيضا في الجانب القيادي. في اسرائيل يشككون اليوم اكثر من أي وقت مضى في قوة حزب الله وقدرته على أن يقرر بنفسه شكل عمله السياسي والعسكري في لبنان، وحيال الجبهة الاسرائيلية. فرجال الحرس الثوري الايرانيون يحتلون أكثر فأكثر حجما في نطاق بناء القوة لدى حزب الله في تخطيط عملياته وفي الرقابة على النفقات المالية وعلى تنفيذ القرارات.
بعد التصفية أخذ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على عاتقه معالجة المواضيع السياسية التي انشغل بها مغنية: العلاقات مع سوريا ومع ايران وأجهزتها الامنية. وكتب فيشمان «أن مهمة بناء القوة تولاها مصطفى بدر الدين، صهر مغنية والمشبوه الاكبر في قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والذي سيؤدي تقديمه الى المحاكمة الى اعادة اشعال المواجهة الداخلية في الدولة. كما يوجد مجلس عسكري يعنى في المجالات التي اختص بها مغنية، كالارهاب خارج لبنان. كما انكشف في الآونة الاخيرة في الوثائق السرية الاميركية عن دور ايران ورجال حزب الله في تدريب محافل الجهاد العالمي في العراق.
ولكن فوق كل هذه الهيئات يقف الجنرال الايراني حسن مهدوي، قائد فيلق لبنان في الحرس الثوري، الذي يتخذ بيروت مقرا له. وإلى جانبه يوجد طاقم من عدة عشرات من الضباط والخبراء الايرانيين الذين يعملون مستشارين مهنيين للقوة العسكرية لحزب الله في مجالات الاستخبارات مثل الوسائل القتالية، التمترس والتكتيك. قادة حزب الله يطلبون مصادقة الجنرال على نشاطاتهم المالية والعملياتية، وإضافة الى ذلك فإن طواقم من الخبراء الايرانيين يوجدون في مناطق جنوب لبنان كمستشارين وكمدربين لقادة القطاعات في المنظمة. وبناء على ذلك فإن قيادة حزب الله تتحدث الفارسية، وذلك لان معظمهم ان لم يكونوا كلهم قد تلقوا التأهيل في ايران وهذه ايضا هي اللغة التي تدار فيها المداولات بين الحرس الثوري وقادة حزب الله».
وخلص فيشمان إلى أنه «اضافة الى ذلك قرر قائد الجيش اللبناني (جان قهوجي) استبدال كل قادة ألوية الجيش الأربعة في الجنوب – بمن فيهم ايضا بدل في الشهر الماضي قائد اللواء 9، الذي كان معروفا بتعاونه الوثيق مع حزب الله وفي نهجه المتطرف بالنسبة للمواجهة مع اسرائيل. في هذه الجبهة نفذ قبل نحو شهرين ونصف الشهر الاستفزاز (حادثة العديسة) الذي في اثنائه قتل المقدم احتياط دوف هراري. لا توجد حاليا شهادة على أن هذه التغييرات تمت على خلفية ذاك الاستفزاز والتوتر الذي علق فيه الجيش اللبناني مع الجيش الاسرائيلي ولكن منذ ذلك الحدث – ورد فعل الجيش الاسرائيلي الحاد – لم نعد نرى أي نشاط مهدد، من أي نوع، من جهة الجيش اللبناني. فلم يعد هناك تلويح بالسلاح او توجيه لصواريخ آر.بي.جي نحو الجنود وسيارات الجيش الاسرائيلي، ويبدو انه بهذه الخطوات، بما في ذلك تغيير قادة الالوية، يلمح الجيش اللبناني عن رغبته في تخفيض حدة التوتر مع اسرائيل».
(«السفير»)
مع نهاية 2010، بعد أربع سنوات من الحرب، يوجد حزب الله في ذروة قوته: قوة مسلحة بحجم 30 الف مجند، نصفهم رجال احتياط. في صيف 2006 بلغ عدد مقاتلي حزب الله، بمن فيهم الاحتياط 14 الفا فقط. غير أنه الآن بالذات، عندما تتعاظم المنظمة مثلما لم تتعاظم من قبل، فإنها تعلق في ازمة اقتصادية كبيرة ومصاعب تشغيلية.
السبب في ذلك هو أزمة النفط العالمية والعقوبات على ايران والتي أدت الى أن ينخفض الدعم المالي من الحكم الايراني لحزب الله بنحو النصف. دليل على ذلك يمكن أن نراه في بداية الشهر في اثناء زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. فمع أن احمدي نجاد أعلن عن تبرع بمبلغ 450 مليون دولار لحزب الله إلا أن إيران درجت في السنوات الاخيرة على أن تنقل الى المنظمة ميزانية بحجم 900 مليون بل وحتى مليار دولار كل سنة. كنتيجة للتقليص في الميزانية يضطرون في حزب الله الى التقليص في كل المنظومات، بما في ذلك في الوسائل القتالية، القوى البشرية والدفعات.
وأشار فيشمان إلى أنه منذ اغتيال قائد الذراع العسكري في حزب الله، عماد مغنية في دمشق قبل بضع سنوات، تعمق دور ضباط ايرانيين ـ رجال الحرس الثوري ـ في سلسلة القيادة لدى حزب الله. وكتب أن حزب الله متعلق اليوم بإيران، ليس فقط ماليا، بل أيضا في الجانب القيادي. في اسرائيل يشككون اليوم اكثر من أي وقت مضى في قوة حزب الله وقدرته على أن يقرر بنفسه شكل عمله السياسي والعسكري في لبنان، وحيال الجبهة الاسرائيلية. فرجال الحرس الثوري الايرانيون يحتلون أكثر فأكثر حجما في نطاق بناء القوة لدى حزب الله في تخطيط عملياته وفي الرقابة على النفقات المالية وعلى تنفيذ القرارات.
بعد التصفية أخذ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على عاتقه معالجة المواضيع السياسية التي انشغل بها مغنية: العلاقات مع سوريا ومع ايران وأجهزتها الامنية. وكتب فيشمان «أن مهمة بناء القوة تولاها مصطفى بدر الدين، صهر مغنية والمشبوه الاكبر في قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والذي سيؤدي تقديمه الى المحاكمة الى اعادة اشعال المواجهة الداخلية في الدولة. كما يوجد مجلس عسكري يعنى في المجالات التي اختص بها مغنية، كالارهاب خارج لبنان. كما انكشف في الآونة الاخيرة في الوثائق السرية الاميركية عن دور ايران ورجال حزب الله في تدريب محافل الجهاد العالمي في العراق.
ولكن فوق كل هذه الهيئات يقف الجنرال الايراني حسن مهدوي، قائد فيلق لبنان في الحرس الثوري، الذي يتخذ بيروت مقرا له. وإلى جانبه يوجد طاقم من عدة عشرات من الضباط والخبراء الايرانيين الذين يعملون مستشارين مهنيين للقوة العسكرية لحزب الله في مجالات الاستخبارات مثل الوسائل القتالية، التمترس والتكتيك. قادة حزب الله يطلبون مصادقة الجنرال على نشاطاتهم المالية والعملياتية، وإضافة الى ذلك فإن طواقم من الخبراء الايرانيين يوجدون في مناطق جنوب لبنان كمستشارين وكمدربين لقادة القطاعات في المنظمة. وبناء على ذلك فإن قيادة حزب الله تتحدث الفارسية، وذلك لان معظمهم ان لم يكونوا كلهم قد تلقوا التأهيل في ايران وهذه ايضا هي اللغة التي تدار فيها المداولات بين الحرس الثوري وقادة حزب الله».
وخلص فيشمان إلى أنه «اضافة الى ذلك قرر قائد الجيش اللبناني (جان قهوجي) استبدال كل قادة ألوية الجيش الأربعة في الجنوب – بمن فيهم ايضا بدل في الشهر الماضي قائد اللواء 9، الذي كان معروفا بتعاونه الوثيق مع حزب الله وفي نهجه المتطرف بالنسبة للمواجهة مع اسرائيل. في هذه الجبهة نفذ قبل نحو شهرين ونصف الشهر الاستفزاز (حادثة العديسة) الذي في اثنائه قتل المقدم احتياط دوف هراري. لا توجد حاليا شهادة على أن هذه التغييرات تمت على خلفية ذاك الاستفزاز والتوتر الذي علق فيه الجيش اللبناني مع الجيش الاسرائيلي ولكن منذ ذلك الحدث – ورد فعل الجيش الاسرائيلي الحاد – لم نعد نرى أي نشاط مهدد، من أي نوع، من جهة الجيش اللبناني. فلم يعد هناك تلويح بالسلاح او توجيه لصواريخ آر.بي.جي نحو الجنود وسيارات الجيش الاسرائيلي، ويبدو انه بهذه الخطوات، بما في ذلك تغيير قادة الالوية، يلمح الجيش اللبناني عن رغبته في تخفيض حدة التوتر مع اسرائيل».
(«السفير»)