أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بري: اللبناني يعتبر المحكمة مسيّسة

الأربعاء 27 تشرين الأول , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,497 زائر

بري: اللبناني يعتبر المحكمة مسيّسة
باريس :
حضرت المحكمة الدولية في المباحثات التي أجراها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المسؤولين الفرنسيين في اليوم الأول من زيارته الرسمية باريس.
ويمكن القول ان اللقاء المسائي الذي تم بين بري ورئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون شكل نقطة البداية الفعلية للزيارة على المستوى السياسي، باعتبار ان اللقاء الصباحي الذي عقد بين بري ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقر اقامة رئيس المجلس، كان بارداً الى حد ما وقد رفض بري الغوص في الملف اللبناني، مركزاً على مكامن الخلل في الدور الدبلوماسي الفرنسي تجاه القضية الفلسطينية ومسألة الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
أما الاجتماع الذي ضم بري الى رئيس الحكومة الفرنسية بحضور الدكتور محمود بري والسفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، فقد كان ودياً واتسم بنقاش عميق وصريح، تناول في جانب منه الدور الذي تستطيع فرنسا ان تؤديه للحفاظ على الاستقرار اللبناني، استناداً الى العلاقات التي تربطها بالولايات المتحدة من جهة، وبسوريا والسعودية من جهة أخرى.
وعلمت «السفير» ان بري لفت انتباه فيون في الجلسة الى «انكم كمسيحيين في أوروبا عانيتم الكثير من فتنة دينية استمرت نحو 100 عام، واليوم هناك من يخطط لحرب مذهبية بين المسلمين في منطقتنا، وحده الله يعلم المدى الذي يمكن ان تصل إليه، ولبنان سيكون أشد المتأثرين بها، وإذا كنتم تنتظرون ان تعرفوا ما الذي أستطيع أن أفعله للمساعدة، فأنا أقول لكم ان السؤال المطروح هو ما الذي تستطيعون أنتم ان تفعلوه للمساعدة، لأن فرنسا هي بوابة أوروبا الى لبنان»؟.
ولاحظ فيون، من جهته، ان الحكومة اللبنانية لا تعمل، فأجابه بري انها حكومة وحدة وطنية، ومع ذلك فهي لا تعمل ولا تنجز لأن التعقيدات السياسية تعطلها.
ومع وصول النقاش الى مسألة المحكمة الدولية توجه بري الى رئيس الحكومة الفرنسية بالقول: نحن لسنا ضد العدالة، وأود أن ألفت انتباهك الى ان المحكمة أقرت على طاولة الحوار بالإجماع، علماً بأنها مرت بطريقة غير دستورية، لأنها لم تقر في مجلس النواب، ومع ذلك سلمنا بها، لكن الأمور راحت تتطور في اتجاه سلبي بعدما جرى اتهام سوريا وسجن الضباط الأربعة، ثم ظهرت السيناريوهات المعروفة في جريدة «لو فيغارو» عندكم وفي مجلة «دير شبيغل» الالمانية بعد تبرئة دمشق والإفراج عن الضباط الأربعة.
وخلص بري الى أن المسار غير السليم للمحكمة جعل اللبناني يفقد ثقته بها بعدما اصبح يشعر بأنها مسيسة داعيا باريس أن توظف علاقتها الجيدة بدمشق والرياض لدعم مسعاهما لحماية لبنان من المخاطر المحدقة به.
وكان بري قد التقى وزير الخارجية الفرنسي في مقر اقامته ومنعه من اقتحام الوضع الداخلي اللبناني و«تغداه قبل أن يتعشاه» سائلا اياه: أين الدور الأوروبي في محادثات التسوية. وأضاف: إن بوابة الحل في لبنان والشرق الأوسط تكمن في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، فأين دوركم على هذا الصعيد؟ ولماذا تتركون فراغا يملأه غيركم، ورد كوشنير «نحن ندفع أموالا» وابتسم بري وقال له «يعني تحولتم الى «كاريتاس»! وقال بري ان اسرئيل تتحكم بأميركا والمطلوب من أوروبا دور لتحقيق التوازن المنشود.
تجدر الإشارة الى ان اللقاء مع كوشنير حضره السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون وسفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر والدكتور محمود بري والمستشار الإعلامي علي حمدان.
وبعد اللقاء قال كوشنير: لا يمكن فصل لبنان عن الشرق الأوسط. المشاكل ليست فقط لبنانية. وهناك المشكلة الكبيرة بين السنّة والشيعة، وهذه ليست مشكلة لبنانية، هذه مشكلة في الشرق، وأنا والبعض نعتقد ان اعلان دولة فلسطينية يمكن ان يساهم بتسهيل الأمور. هناك أيضاً مشاكل بين سوريا والعراق.
ورداً على سؤال قال: هناك أمور ايجابية مثل القمة السورية ـ السعودية التي كانت جدية. لكن هل نتج عنها أمل كبير؟ أتمنى ذلك. لكن الأمور في الشرق الأوسط تجري على شكل انه إذا كانت الأمور جيدة في بلد فانها تكون سلبية في بلد آخر.
سئل عما اذا كان الرئيس نيكولا ساركوزي قال للرئيس اللبناني في سويسرا انه إذا حصل اجماع لبناني على إلغاء المحكمة فليكن ذلك؟ وأجاب كوشنير: أنا لا أعلم من كتب ذلك، والصحافة اللبنانية ليست أنجيلاً او قرآنا، وكنت حاضراً في لقاء الرئيسين ساركوزي وسليمان ولم يجر حديث من هذا النوع، ونحن نعلم بأن أي بلد لا يمكن ان يؤثر على المحكمة، نحن نقول انه من الأفضل ان تهدأ الأوضاع قبل صدور القرار الظني، وأسأل من يعرف ماذا سيحمل القرار الظني؟

Script executed in 0.18782901763916